تضاعف عدد النازحين في غزة نحو ثماني مرات خلال الأشهر الأربعة الماضية مقارنة بما قبل العدوان على غزة، إذ ارتفع من ربع مليون نسمة إلى 1.8 مليون نسمة، مع شح المساعدات بسبب الحصار الصهيوني المفروض على القطاع وإغلاق كل المعابر ما عدا معبر رفح، تزداد معاناة الفلسطينيين يوما بعد يوما في تأمين قوت يسكت جوع أطفالهم، وتزداد معها صعوبة أداء أعوان الإغاثة لمهمتهم الانسانية. أكّد منسّق الأممالمتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة المؤقت، "جيمي ماكغولدريك"، أنّ العمل الانساني في غزة صار مهمة شبه مستحيلة بفعل انعدام الحد الأدنى من المتطلبات التشغيلية الضرورية له في القطاع. وقارن المسؤول الأممي الجديد الوضع في غزة منذ آخر مرة شغل المنصب هناك في 2020، بما هو عليه الآن وقال: الوضع في غزة تغير بشكل كبير منذ آخر مرة كنت هناك. نزوح داخلي قال المسؤول الأممي إنّ أكثر ما يلفت الانتباه، هو الأعداد، بمجرد وصولك إلى رفح، تصدم على الفور بضخامة عدد النازحين. هناك حشود في كل شارع، وعلى كل رصيف. الخيام المؤقتة مبنية على جوانب المباني وتتعدى على الطرق، من الصعب جداً التحرك. واضاف أن "ما يلفت الانتباه أيضا هو قلة الخدمات التي يحصل عليها الناس، يبلغ عدد الموجودين في رفح الآن حوالي 1.8 مليون شخص، فيما كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 250 ألف نسمة. لذلك يمكنك أن تتخيل الاكتظاظ..كثيرون يقيمون في المستشفيات والمدارس في ظل ظروف صعبة لا تتوفر لهم الخدمات الضرورية، ولم يُتح لهم الوقت للتخطيط لأي شيء..هرب الناس من حيث أتوا، من مناطق الوسط والشمال، ومعهم القليل، وعليهم الآن أن يحاولوا إنشاء مكان لأنفسهم في بيئة صعبة للغاية وفوضوية مع وصول فصل الشتاء". حاجات أكبر وشاحنات أقل في سياق الحديث عن حجم المساعدات التي تدخل إلى غزة عبر معبر رفح الوحيد، قال المنسق الأممي إنّها غير كافية ولا تستجيب لأدنى المتطلبات، وعلّق قائلا: "إنّ عدد الشاحنات التي تدخل يوميا تراجع بواقع الثلثين تقريبا، من 500 قبل العدوان إلى مائتي شاحنة فقط، وهو أكبر عدد تم إدخاله من بدء العدوان". وأضاف: "ليس هناك أية امدادات تأتي من الشمال إلى داخل غزة، نكافح الآن لتلبية احتياجات أولئك الذين نستطيع الوصول إليهم، لكننا بحاجة للوصول إلى مناطق أبعد وأعمق بكثير، بما في ذلك إلى الجزء الشمالي من القطاع، لكن العمليات العسكرية المستمرة تمنعنا حتى من التحرك في بعض المناطق الوسطى، حيث يتواجد بين 250 ألف إلى 300 ألف نسمة معزولين ومحاصرين". الاحتلال يمنع وصول المساعدات في السياق، قال المسؤول الأممي إن العمليات العسكرية الصهيونية الشديدة والقيود المفروضة على تحركاتهم، حالت دون توزيع المساعدات القليلة التي دخلت، بينما توقفت العمليات إلى بقية أنحاء قطاع غزة إلى حد كبير لم يُسمح إلا لخمس قوافل من أصل 24 قافلة تقل الأغذية والأدوية بالتوجه إلى الشمال، على سبيل المثال. وأضاف أنّ العمليات تعرقلت أيضا بسبب إصرار الحكومة الصهيونية على استخدام معبر رفح المخصص للأفراد لإدخال شاحنات محملة بالإمدادات، وأوضح "لا يمكننا الاعتماد على نقطة عبور واحدة لخدمة جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، يتعين فتح المعابر في أماكن أخرى. كما أنّه لا يتم توفير الوقود للعمليات الإنسانية إلا بكميات قليلة جداً، وهذا هو شريان الحياة لعملياتنا في المستشفيات وتحلية مياه الشرب الآمنة، فضلاً عن تشغيل محطات الصرف الصحي. نحن بحاجة إلى الوقود ونحن نكافح حقاً للحصول على ما يكفي منه". أطفال يتامى بحاجة لحماية إلى جانب العمل الإنساني الإغاثي، قال المسؤول إنّ هناك فئات هشة بحاجة إلى حماية وهم الاطفال اليتامى وغير المصحوبين بذويهم، وكعاملين في المجال الإنساني أيضاً، أكد أنه "يجب أن تكون لدينا القدرة على القيام بهذا العمل. وهذا يعني توفير الحماية لنا بما يتطلب وجود أنظمة اتصالات جيدة، والقدرة على التحرك والتنسيق فيما يخص تحركاتنا الإنسانية وأن تتم حمايتها بشكل فعلي. ولسوء الحظ، لم يكن الأمر كذلك حتى الآن حيث وقعت العديد من الحوادث".