تعزيز الوعي النابع من قيم الهوية الوطنية عصاد: الدّرس النموذجي كان مميّزا.. محتوى ومستوى كشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أمس، أن تعليم اللغة الأمازيغية يشمل نصف مليون متمدرس في الأطوار التعليمية الثلاثة، مشيرا إلى التطور الذي أحرزه تعليم هذه اللغة عبر ربوع الوطن والرغبة في توسيع تدريسها أكثر، تطبيقا وتكريسا لما ورد في دستور سنة 2020. قال وزير التربية الوطنية خلال إشرافه، أمس، على احتفالية رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، المنظم من قبل المحافظة السامية للأمازيغية بابتدائية أحمد حداد بعين البنيان، إن هناك تعميما واسعا لتعليم الأمازيغية، بدليل تضاعف عدد الدارسين وارتفاع الطاقم التربوي، موضحا أن الاحتفال بهذا اليوم جاء تعبيرا عن الهوية والتراث الذي يعد رمز التاريخ وجغرافيته التي يعتز بها. وأفاد وزير التربية، أن الدولة قطعت أشواطا في ترقية واحد من أركان الهوية الوطنية، من خلال تدريس اللغة الأمازيغية في المؤسسات التعليمية، ومازالت الجهود تبذل للمضي قدما في تعميم تدريس هذه اللغة الوطنية والرسمية، من خلال توفير الإمكانات اللازمة التي تسمح بتطويرها وتعميمها، خاصة في الشق البيداغوجي. وأشاد الوزير بالمستوى الرفيع في التنسيق بين وزارة التربية الوطنية والمحافظة السامية للأمازيغية للارتقاء والرقي باللغة الوطنية، مؤكدا على مواصلة الجهود لتوسيعها بكل ربوع الوطن وبلوغ أكبر عدد من المتمدرسين. وقال المسؤول الأول عن قطاع التربية، إن تأطير اللغة الأمازيغية عرف قفزة نوعية من حيث التأطير، مؤكدا أن العمل جار لإعطاء الوزن والأهمية اللازمة لهذه اللغة، وهذا بالتنسيق بين الجهات المعنية وعملا بتوجيهات السلطات العليا بتوسيعها وإعطائها البعد الوطني والهوياتي اللازم. وعرج بلعابد على الاهتمام الذي يوليه المجتمع للتاريخ العريق وجغرافية بلادنا وإنجازاتها التي تستوجب منا الافتخار بما وصلت إليه في جميع المجالات، بما في ذلك تدريس الأمازيغية التي تحظى بالدعم؛ لأنها تعتبر اللبنة الأولى لتعزيز تنشئة الفرد والوعي الوطني النابع من قيم الهوية الوطنية المتمثلة في العروبة والإسلام والأمازيغية. وعرفت الاحتفالية تقديم درس نموذجي حول احتفالية رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، وتناول طريقة الاحتفال في مختلف ربوع الوطن، بالإضافة إلى التعريف بتاريخه واعتراف الدولة به رسميا. كما قدمت شروحات للتلاميذ حول احتفالية هذا اليوم والتأكيد على الجانب الفلاحي وغيرها من المعلومات التي تابعها التلاميذ لأول مرة. من جهته، قال رئيس المحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، إن المناسبة تأتي في إطار استكمال برنامج الاحتفال بالسنة الأمازيغية، مشيرا إلى أن الانطلاقة كانت قوية والاختتام جاء من الفضاء المدرسي الذي تبنى فيه الوحدة الوطنية والهوية، مؤكدا على أهمية غرس الأفكار في عقول التلاميذ لصون هذا التراث اللامادي. وأكد عصاد، أن تعزيز اللغة الأمازيغية هو تأكيد للترابط بين الشعب والهوية، وهذا ما حرصت المحافظة، بالتنسيق مع وزارة التربية، القيام به من خلال تقديم الدرس النموذجي الذي كان مميزا من حيث محتواه وطريقة تلقينه لهذا الجيل الصاعد الذي يجب أن يكون على علم بأهمية تعليم اللغة التي تمثل الهوية الوطنية. وأثنى عصاد على الشراكة والعمل التنسيقي مع وزارة التربية الوطنية، وقال إنه يهدف إلى تطوير وتعزيز تعميم الأمازيغية وتسهيل إجراءات سيرورة تدريسها، مشيرا إلى وجود آفاق واعدة للأمازيغية بالجزائر، وذلك من خلال مؤشرات خضراء تؤكد التطور والرقي الذي ستعرفه هذه اللغة.