تبنّى الشباب الجزائري أفكار إبداعية كخطوة أولى نحو مؤسسات ناشئة تعمل وفق أطر منهجية وعلمية، لتحسين مؤشرات سوق التشغيل ولإنجاح مختلف المبادرات الخالقة للثروة والمحفزة لولوج الشباب في التنمية الوطنية، حيث ساهمت جهود الدولة في ترقية قطاع الاستثمار والمؤسسات المصغرة لتقديم التسهيلات اللازمة لهؤلاء الشباب. يعتبر الشاب فارس عبد الحكيم من بين الشباب الذين أثبت بجدارة نجاح مشروعه المقاولاتي فهو نموذج للريادة والمبادرة الفردية برهن من خلال المقاولة التي يسيرها عن قدراته وإبداعاته وقوة شخصيته ومسؤوليته في تقبل الأرباح وتحمل الأضرار، فبعد تخليه عن الوظيفة بدا مشروعه بتركيب الشبكات الكهربائية والهاتفية وبعد تقديم تسهيلات من طرف لونساج آنذاك قام عبد الحكيم بالقيام بدورات تكوينية وتدريبية لتركيب الألياف البصرية لتطوير مهاراته وتوسيع آفاق مؤسسته، كما قام بإنجاز عدة مشاريع في غرب وشرق البلاد وفاز بمناقصات شاركت فيها شركات ومقاولات كبرى معروفة محليا وعالميا. وهذا ما جعله يطوّر من قدراته الابتكارية ودخل مجال الطاقات المتجدّدة خاصة وأن توجّه سياسة الحكومة آنذاك كان في تشجيع الطاقات المتجدّدة لا سيما في المناطق النائية التي يصعب وصول الكهرباء لها أو تتطلّب مبالغ طائلة لذلك. وباعتبار أن الشاب عبد الحكيم في أول طريقه ويحتاج لتمويل المشروع قام بإبرام اتفاقيات شراكة مع شركات كبرى مقابل نسب معينة من الربح وهو متاح له الفرصة الفعلية للانطلاق في هذه المشاريع بالإضافة للتسهيلات المقدمة من السلطات المعنية خاصة المتعلقة بالمرافقة الميدانية، وكمؤسسة مصغرة كان تسديد مستحقاته من بين أولويات السلطات ليتمكّن من ممارسة نشاطه بأريحية واستقلالية مالية.