يبقى المشوار طويلا أمام الفنان الهاوي من أجل تجسيد أفكاره من خلال الغوص والبحث في ذات هذا الإنسان بطاقة يستمدها من أفراح وأحزان المحيطين به حتى يعكس واقعا تتقاطع فيه الأزمنة والأمكنة، وتبقى الهواية ممارسة تبحث عن احترافية العمل المقدم والمنجز، ويبقى الجمهور هو الحاكم الأول والأخير على الأعمال الفنية بكل أنواعها. هذا ما أكدّه الشابان مصباح محمد هاوي مسرح وفارس العمري زقار مغني هاوي، بمنتدى ''شباب بلادي''، فضّل الأول أن يبقى هاويا في عالم البراءة يرسم ابتسامة على وجوه الأطفال ويرحل بهم إلى حدائق الإبداع والفن ليهدي كل واحد زهرة في رحيقها رسالة تحمل دلالات ومعاني تغرس في أعماق هذا الصغير ما يجعله يتعلم أبجديات الحياة. وتغرس فيه الحب والجمال والشباب، وكشف الشاب أنه لو خُيّر بين التمثيل في المسلسلات ومسرح الأطفال لبقي مهرجا على الخشبة يؤدي رسالة إنسانية ويصنع الفرجة ويزرع الفرحة في الأطفال وخاصة المحرومين منهم. كما لم ينكر فارس العمري أن الأعمال الفنية التي يقدمها الهواة تبقى دائما تبحث عن الاحترافية في ظل النشاطات المتواصلة والمتواجدة بصفة دورية في المهرجانات الولائية والوطنية والتي تحصد الجوائز في كثير من الأحيان، فالمحترف يبقى ممارسا لهوايته الموجودة في طابعه الإنساني سواء في الغناء أو المسرح أو غيره، والإحترافية تنعكس من خلال الأعمال المجسدة . ضيفا ''منتدى شباب بلادي''، قَدِما من قرية لهوى عبد الرحمن ببلدية الولجة دائرة بئر العرش ولاية سطيف. منطقة نائية لم تثن من عزيمة شباب هواة لا يبالون بالصعوبات الموجودة في ظل دار الشباب الوحيدة المتوفرة على مستوى هذه البلدية ويعملون بلا هوادة لتحقيق أهدافهم ونشر ثقافة الركح والأغنية الملتزمة بجميع طبوعها، من أجل نشر الوعي الثقافي والعمل الفني، ولذا فهما يناشدان من هذا المنبر تكثيف العمل الفني والكوميدي ودعم الشباب المبدع وإعطائه فرص إبراز مواهبه، ويطالبون السلطات المعنية بقاعة عرض تسع الجمهور المتعطش لمثل هذه الأعمال في هذه المنطقة النائية.