من جمال الألوان وجاذبيتها صنع شكله الخاص الذي يعبر عن شخصيته الفنية في التهريج وأطلق عليها اسم ميرو، هذا الاسم الذي يردده الأطفال طويلا كلما عرفوا أن صديقهم الوفي في البرمجة، ولأنه حاليا موجود كل يوم سبت بقاعة سينما ميسوني لإسعاد الأطفال، فإن برنامجه الفني ثري جدا، خاصة أنه يدرك أن المسؤولية الملقاة على عاتق المهرج كبيرة، وتتمثل خصوصا في رسم البهجة والسرور على شفاه الأطفال، وتمرير رسالة تربوية هادفة. حول برنامجه الفني الجديد الذي اختاره للأطفال حدثنا السيد عبد الرزاق شريف، المدعو ''ميرو'' قائلا ''للمهرج مكانة خاصة في قلوب الأطفال، نظرا لشكل لباسه وشكل ماكياج وجهه الذي يفتح بوابة الفضول، حيث عملت على تطوير شكلي الخاص وفق أسس مدروسة تصب في خانة إعجاب جمهوري الصغير، كما طورت أدوات العمل، بحيث سأقدم لهم في كل لقاء برنامجا ثريا يتمثل في لعب خفة اليدين والتي تعلمتها مؤخرا، والعرائس، وكوكتال من الأغاني التي عكفت على كتابتها وتحضير ألحانها بنفسي، ولعب الذكاء التي سيشاركني فيها الأطفال، حيث سأعمد الى اختيار طفل لاختبار ذكائه لينال جائزة في النهاية لتشجيع الأطفال على المطالعة والبحث في الأشياء لإيجاد الحلول والردود، علما أن هذه الهدايا على نفقتي الخاصة، على أمل أن أجد من يساعدني في هذه المبادرة. وحول الرسالة التي يحملها ميرو في جعبته والتي يسعى لتمريرها وغرس أسسها في الأطفال يقول ''أنا شخصيا أفضل العمل الذي يحمل جملة من المبادئ التي تصنع رجال الغد، لأن مهمة المهرج لا تقتصر على إدخال الفرحة فقط وإطلاق ضحكات الأطفال وإن كانت هذه جد مهمة، لأن وراء كل ضحكة مغزى، لهذا أحرص على أن تحمل الأغاني التي أقدمها رسائل ومغزى، منها عدم الغش في الامتحانات، وعدم الاتكال على الغير، أو انتظار أخذ الإجابة من عند الزملاء، أن لا يخالط أصدقاء السوء، احترام الوالدين وتقديرهم، أن لا يلعب في الشارع وأن لا يعرض نفسه للخطر، ومن بين الأغاني التي حضرتها ''لا للعنف''، ''أحبك يا ماما أحبك يا بابا''، '' أنا ميرو'' والتي أقول في مطلعها ''أنا ميرو المصباح سماني جدي أو راح، وباش أنكون المصباح يضوا بيا البلاد'' . ويواصل ميرو قائلا ''غالبا ما أقدم الأشياء السهلة البسيطة، التي يمكن للطفل أن يفهمها بكل سهولة، كما آخذ بعين الاعتبار أيضا أن تحمل أعمالي رسائل تكميلية للآباء الذين حضروا رفقة أبنائهم ، كأن أنبههم لبعض الأشياء أو أدفعهم لشرح بعض الأمور لأبنائهم لبث أجواء من المشاركة بين الطفل والأهل، لهذا أنا أعمل مع الابن ووالديه في نفس الوقت''. وحول عمق حبه لهذه المهنة قال محدثنا ''لقد اخترت هذه المهنة عن حب كبير، أحببتها مند الصغر وباشرتها سنة 1999 عندما بدأت العمل في مسرح الطفل، ولأجل النجاح فيها والتميز درست في معهد الموسيقى، والمسرح وكذا المركز الثقافي، ثم باشرت العمل مع روضات الأطفال حيث كنت أقدم عروضا هناك، وأنا اليوم اضرب موعدا لأصدقائي الصغار كل يوم سبت على الساعة العاشرة صباحا بقاعة سينما ميسوني فكونوا في الموعد''-.