ينظّم المجلس الأعلى للّغة العربيّة بمناسبة اليوم العالمي للغة الأمّ المصادف ل24 فيفري من كل عام، ملتقى وطني تحت عنوان "البصمة اللّغويّة لمستخدمي لغة الضّاد في العالم الرّقميّ"، حيث يطرح إشكالية مدى حضور اللغة العربية في العالم الرقمي، بما في ذلك تسليط الضوء على ما تمتلكه الدول العربية من مقومات لصناعة محتويات رقمية تراهن بها على المشهد الرقمي العالمي. يستهدف الملتقى الذي تقرّر انعقاده بتاريخ 21 فيفري 2024 الفئات: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ ووزارة الرقمنة والإحصائيات، الجامعات والمخابر البحثية، طلبة الدراسات العليا في التخصّصات المختلفة. ويأتي الحدث على ما يشهد العالم اليوم من تحوّل كبير نحو أن يصبح مجتمعنا جزءًا من مدينة كونية شبكية / رقمية بامتياز، تحكمها الأجهزة الذكية، والوسائط التقنية المتعدّدة، حيث صار التنافس فيها على امتلاك الفضاء السيبيراني من خلال تقديم محتوى رقمي ثري، يعبر عن وجودنا، وملامح هويتنا الحضارية، ومدى إسهامنا في صياغة المشهد الكوني. وأوضحت ديباجة الملتقى، أن سعي الدول إلى حوسبة منجزها اللغوي والثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، إنما هو رؤية استشرافية للمحافظة على لغاتها وتعزيز انتشارها في العالم، وتصدير نموذجها الحضاري إلى الآخر، على أساس أن الغاية اليوم تقوم على أن تكون لكل أمة هوية بصرية وكينونة محوسبة تمثل صورة مميزة وتمييزية لها، إنه لسؤال كبير ومؤرق لكنه راهني ومهم: هل يمتلك المتحدثون بلغة الضاد بصمة لغوية تعكس خصوصيتهم اللغوية والحضارية؟ وفي ذات السياق، يشير التقرير العالمي "الرقمية 2023" المعد من قبل شركتي We Are Social وMeltwater والذي يحتوي، حسب ذات المصدر على أحدث البيانات حول الرقمية في العالم، إلى أن نسبة مستخدمي اللغة العربية الناطقين بها كلغة أولى أو لغة ثانية ممن لديهم نفاذ إلى الشابكة بلغ %4.9% من مجموع 5.16 بليون مستخدم للأنترنيت حول العالم، حيث أن مستخدمي اللغة العربية يحتلون المرتبة الرابعة من حيث العدد، ومع أهمية هذه المعطيات ما زالت مشاركة المستخدمين للمحتوى الرقمي العربي متدنية جدا، ولم تتجاوز %0.9%، تحتل بمقتضاها اللغة العربية المرتبة الخامسة عشر من بين اللغات العشرين الأكثر استخداما على الشابكة، وفي ذلك دلالة على وجود فجوة رقمية عميقة بين الدول الغربية الصاعدة والبلدان العربية في مجال الاستخدام الشابكي عموما وصناعة المحتوى الرقمي خصوصا.ويهدف الملتقى إلى رصد وقياس واقع المحتوى الرقمي العربي والتحديات التي تواجه اللغة العربية في المجالات التقنية والمحتوى الرقمي، وهذا على غرار دور اللغة العربية في بناء مجتمع المعرفة، وردم الهوة بين ثراء اللغة العربية وفقرها الرقمي، مع ضرورة بناء مصادر لغوية رقمية تمثل اللغة العربية المعاصرة وفق معايير عالمية، إلى جانب تعزيز المشاركة المجتمعية في تشكيل المستقبل الرقمي للغة العربية.ويتضمن الملتقى 06 محاور رئيسية متمثلة في: إحصائيات وأرقام عن المحتوى الرقمي العربي ومستخدميه، قواعد البيانات ومحركات البحث العربية، مواقع التواصل الاجتماعي وخطر التهجين، لغات البرمجة العربية وتحدي الخصوصية اللغوية، المدونات الحاسوبية العربية والمحللات اللغوية (البرمجيات والتطبيقات)، أزمة النشر العلمي باللغة العربية في قواعد البيانات المفهرسة العالمية.