المهدي وليد: تكوين عالي المستوى يسمح للطلبة باكتساب الخبرة والمهارة أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، رفقة وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة ياسين المهدي وليد، أمس، بكلية علوم الإعلام والاتصال – جامعة الجزائر 3، على إطلاق برنامج تكوين الطلبة أصحاب 700 مشروع مؤسسة مصغرة المتخرجين دورة جوان 2023، الذين استوفت مشاريعهم ما يؤهلها لتكون مؤسسات تموّلها الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية. قال بداري في كلمة له بالمناسبة، إن هذه المشاريع هي هدف من أهداف الجامعة العصرية الجزائرية التي لا تتحقق إلا بتوفير شرط التوجه نحو الابتكار ،مؤكدا أن هذه الدفعة تشمل 700 طالب على أن تليها دفعات أخرى للوصول إلى 3700 طالب، يتم تكوينهم عن طريق مراكز تطوير المقاولاتية الموجودة عبر الجامعات. وأضاف المسؤول الأول عن القطاع، أن العملية يشرف عليها 102 مدير بمركز المقاولاتية بمرافقة إطارات وزارة اقتصاد المعرفة الذين يعملون على تلقين الطلبة وأصحاب المشاريع مهارات الابتكار وخلق المشاريع، مشيرا إلى استحداث مراكز أخرى لتطوير المقاولاتية حتى تكون إشعاعا في تكوين مجتمع مبتكر يخلق الثروة على المستوى المحلي. وأكد وزير التعليم العالي على ضرورة دعم وتشجيع المقاولاتية وجهود الابتكار في الوسط الجامعي، لضمان خلق الثروة ومناصب الشغل، ما يمنح قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، مع ضمان المرافقة الجيدة للإبداعات المبتكرة في الوسط الجامعي واحتضانها إلى غاية مرحلة التجسيد الفعلي، وهنا يبرز دور مراكز تطوير المقاولاتية . من جهته، اعتبر وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، ياسين المهدي وليد، أن اللقاء فرصة للتعريف بالمبادرة الجديدة للوزارتين المتعلقة بإنشاء مراكز تطوير المقاولاتية عبر الجامعات في جويلية الماضي، وقال إنها "تعزز صفة الطالب المقاول وشهادة الطالب المقاول بغية توجيه خريجي الجامعات إلى المشاريع لخلق الثروة". وأشار المهدي وليد إلى الجهود الحثيثة للوزارتين من أجل وضع برنامج تكوين طموح للطلبة ودفع شبكة مراكز تطوير المقاولاتية للوصول إلى ثلاثة أهداف رئيسية تتعلق بالتحسيس بأهمية المقاولاتية في الوسط الجامعي، التكوين في مجال المقاولاتية وإعطاء الطلبة مهارات كافية لإنشاء شركات ناشئة، ومرافقة الطلبة المقاولين لتزويدهم بالخبرة في هذا المجال. الجديد بمراكز تطوير المقاولاتية - يقول الوزير - أنه تم تسطير برنامج خاص وضع من طرف لجنة مكونة من طرف خبراء والمنظمة العالمية للشغل التي حرصت أن يكون برنامج تكوين الطلبة ذوي مستوى عال، حيث يشمل الجانب النظري تعلم برنامج أعمال إستراتجية المقاول، في حين يشمل الشق العملي طرق وكيفيات إنشاء الشركة، التعامل مع الضرائب والبرامج التي وضعتها الدولة لفائدة المقاولين . وأشار وزير اقتصاد المعرفة إلى ضرورة التعرف على المقاولين المتواجدين في الميدان، وهذا للوصول إلى نوع جديد من المقاولين لا يبحث عن الوظيفة بقدر ما يبحث عن خلق الثروة، مشيرا إلى أن الاستثمار قائم على الجامعات لرفع عدد المقاولين، بالإضافة إلى الحملات التحسيسية التي وجهت في البداية إلى 100 طالب ثم 700 طالب على أن تشمل أكبر عدد من الطلبة لتعريفهم بأهمية إنشاء مؤسسات مصغرة . وتطرق وزير اقتصاد المعرفة في ختام كلمته، إلى مبادرات تنشيط المفاهيم حول المقاولاتية وإطلاق "منصة المقاول الذاتي"، بالإضافة إلى "دليل المقاول الذاتي" الذي تم توزيعه على الطلبة منذ أسبوعين، ويعد فرصة جديدة لاقتحام عالم المقاولاتية دون عناء التنقل، والحصول على امتيازات الضمان الاجتماعي والضريبة. مركز تطوير المقاولاتية ب"سعد دحلب" ومن جهة أخرى، تدعمت جامعة سعد دحلب بالبليدة، أمس، بمركز تطوير المقاولاتية الذي سيشرف على مرافقة وتدريب الطلبة من حاملي المشاريع بهدف تعزيز روح الأعمال والابتكار في الوسط الجامعي، حسبما أفادت رئيسته البروفيسور قسمية لحشم. ففي إطار البرنامج الوطني الرامي لترقية المقاولانية وتشجيع الابتكار في الوسط الجامعي، تدعمت جامعة سعد دحلب التي تتوفر أيضا على حاضنة أعمال، بمركز جديد مختص في تطوير المقاولاتية، سيقدم الدعم والتدريب للطلبة الجامعيين الراغبين في تجسيد أفكارهم وتطويرها وتحويلها إلى مؤسسات ناشئة. ويوفر هذا المركز الجديد دورات تدريبية لفائدة الطلبة حاملي الأفكار حول عدة محاور تتعلق بتطوير الفكرة والتسويق والمحاسبة، تحت إشراف طاقم من الأستاذة الجامعيين المختصين في مجال المقاولاتية وكذا ممثلين عن الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، وفقا لنفس المصدر. ومركز بجامعة ابن خلدون.. وتم أمس افتتاح مركز تطوير المقاولاتية بجامعة ابن خلدون بتيارت تزامنا مع انطلاق دورة تكوينية لفائدة حملة مشاريع المؤسسات الناشئة، وأوضح مدير الجامعة، برزوق بلقومان خلال إشرافه على انطلاق هذه الفعالية المزدوجة أن "هذا الفضاء تم اختياره بعناية ليكون منارة لتكوين أجيال من المقاولين لإنجاح مشاريعهم بما يخدمهم ويخدم الاقتصاد المحلي والوطني". ويتوسط هذا المبنى القطب الجامعي كارمان، حيث يتوفر على جميع المتطلبات على غرار قاعة للمحاضرات تتسع ل300 شخصا وسيحتضن فروعا دائمة لكل الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية ومركز الدعم التكنولوجي والابتكار ومكتب الربط بين الجامعة والمؤسسات ووحدة لتطوير الذكاء الاصطناعي، كما ستخصص مكاتب لأصحاب المشاريع لتنفيذ الخطوات الأولى من مشاريعهم مقابل أثمان رمزية. من جهتها، أعلنت مديرة مركز تطوير المقاولاتية بجامعة تيارت فاطمة ساجي أن "المعنيين بهذه الدورة التكوينية هم حملة 27 مشروعا لتجسيد مؤسسات ناشئة تتوزع بين المجالات الخدمية والتطبيقات الالكترونية والصناعات التحويلية أصحابها طلبة حاليون وسابقون بذات الجامعة". وسيتابع المعنيون دورة تكوينية في عدة مقاييس بعضها على يد أساتذة جامعيين وتتعلق ب«أساسيات توليد الأفكار في مجال المقاولاتية" و«التحليل الاستر اتيجي للسوق" و«إدارة الموارد والعمليات"، فيما يشرف خبير من الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية المعنيين على التكوين حول "الأطر القانونية لإنشاء مؤسسة " ليتم استضافة أصحاب مشاريع ناجحة لتقريب المتكونين من واقع النشاط الميداني. وسيكون هذا المركز مستقبلا فضاء للتكوين لكل الراغبين في الحصول على تمويل في اطار الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية من كل الفئات كون الحصول على شهادة تكوين ستكون بمثابة أولى الخطوات لضمان التمويل، مثلما تم توضيحه. جامعات الغرب.. وفي سياق متصل، أعلن المنسق الجهوي غرب للجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جلول زيدان أمس بوهران، عن تسجيل ما لا يقل عن 3.400 طالب من مختلف جامعات غرب الوطن في إطار القرار 12-75 المتعلق بآلية "شهادة مؤسسة ناشئة-شهادة براءة اختراع"، منذ بداية السنة الجامعية الحالية. وذكر زيدان، على هامش مراسيم الانطلاق الرسمي لتكوين الطلبة بمركز تطوير المقاولاتية لجامعة وهران 2، أن هذا الرقم يفوق ضعف ما تحقق خلال السنة الماضية حيث تم تسجيل 1.600 طالب منخرط "نتيجة المجهودات الجبارة التي بذلت في مجال التحسيس والمرافقة الدائمة لرفع هذا التحدي". وتم القيام بعدة عمليات تحسيسية على مستوى 32 مركز لتطوير المقاولاتية بجامعات ومدارس غرب وجنوب-غرب الوطن انخرطت كلها في هذا القرار (12-75). وفي هذا الصدد، قدم مثال جامعة تندوف التي لم تسجل أي طالب ضمن هذا القرار في السنة الماضية فيما سجلت خلال هذه السنة أكثر من 15 طالب واعتبر ذلك "شيئا جد ايجابي". وذكر بأن هذا القرار الوزاري (12-75) يعد خطوة لتفعيل بند من البنود التي سطرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للجعل من الجامعة قاطرة للاقتصاد الوطني ويندرج في إطار تحقيق أهداف السلطات العليا المتمثلة في خلق مناخ ملائم لخلق جيل من المقاولين الجامعيين القادرين على المساهمة في النمو الاقتصادي للجزائر. وبخصوص مراكز المقاولاتية بالمدينة الجامعية لوهران أشار السيد زيدان إلى أنها 7 منها أربعة مؤطرة من خيرة المختصين وان كل مركز يكون من 15 الى 20 طالب، وأبرز بأن التكوين الذي شرع فيه لمدة 15 يوما يهتم أساسا بفكرة المشروع وطرق الاتصال والتفاوض وتحقيق نموذج العمل التجاري (BMC) والجداول الفنية والاقتصادية والتسويق الإلكتروني والذكاء الاصطناعي وغيرها، وأضاف أنه سينظم أيضا تكوين في كيفيات الحصول على علامتي "مشروع مبتكر" و«مؤسسة ناشئة" وحول الإجراءات الإدارية و التنظيمية لإنشاء مؤسسة ناشئة و براءات الاختراع الملكية الصناعية والفكرية.