عبّر سكان المناطق الجبلية التابعة لإقليم بلدية فراقيق، في دائرة المحمدية بولاية معسكر، عن حاجتهم الماسة إلى التفاتة جادّة من السلطات العمومية، من أجل التدخّل لمعالجة مشاكل تنموية عالقة منذ سنوات، يأتي في مقدّمتها، اهتراء الطرق، وانعدام ونقص مياه الشرب. يمضي سكان 17 تجمع سكني معزول، ببلدية الفراقيق، يوميات صعبة، بسبب مشكل مياه الشرب، حيث يضطر هؤلاء السكان إلى الاستعانة بالدواب من أجل اقتناء المياه من أقرب بركة مائية، يخلّفها تجمع مياه الأمطار، في ظلّ تخلّي أصحاب الجرارات الفلاحية عن خدمة توصيل مياه الشرب عن طريق الصهاريج المتنقلة، بفعل اهتراء الطرق وصعوبة المسالك والتضاريس الجبلية الوعرة. ويلتمس سكان دوار الحدايدية، دوار القراونة، الموايسية، البراهمية، ولاد بن دحو، سيدي عثمان ودوار اولاد يحي، من السلطات العمومية، التدخل من أجل انصافهم في الحصول على المياه الصالحة للشرب، بعد أن استفادت هذه المنطقة من مشروع ضخم لدعم التموين بمياه الشرب، غير أنه لم ير النور بعد. ويستعجل سكان هذه الدواوير الواقعة على امتداد جبال بني شقران، بين بلدية عين فارس وبلدية فرقوق، تدخل السلطات المحلية، لإمدادهم بمياه الشرب، ولو عن طريق التزويد الدوري بهذه المادة الحيوية، عن طريق الصهاريج المتنقلة، ريثما يتحقّق حلم وصول المياه عن طريق الحنفيات، حيث أوضح بعض السكان الذين فضلوا مواجهة الظروف الصعبة بدل النزوح إلى المدن، أنّ بلدية فرقوق بإمكانها استدراك الوضعية الحالية والتي طال أمدها، بتوفير الصهاريج المتنقّلة، إلى أقرب نقطة يتجمّع فيها السكان، لاستلام حصتهم من المياه، بفعل استحالة وصول الجرارات والمركبات إلى جميع الدواوير المعنية. وذكر سكان دوار القراونة والحدايدية، أنّهم يطمحون في بلوغ الرفاهية المتاحة في بعض المناطق الريفية، على غرار الربط بالغاز الطبيعي والإنارة والخدمات العامة، مع الحصول على مياه شرب نظيفة وصحية، بدل تلك التي يقتنونها من البرك المائية ويتقاسمونها مع دوابهم وأغنامهم، فيما أوضح بعض السكان في دواوير متفرقة من المنطقة الجبلية، أنّهم يتنقلون مسافة المسالك الجبلية الصعبة، بشكل يومي، بدراجاتهم النارية، إلى مدينة المحمدية لشحن هواتفهم النقالة، بسبب انعدام الكهرباء. من جهته، أكّد رئيس بلدية الفراقيق، بشير محمد، احتياجات السكان المعبر عنها، موضحا أن بلدية الفراقيق بجميع دواويرها تعاني من أزمة عطش حادة، بسبب وجود أعطاب على مستوى القناة الرئيسية لنقل المياه، بين عين فارس والفراقيق، لافتا أنّه يرتقب أن يتم إصلاح القناة والتخلّص نهائيا من مشكل التزوّد بمياه الشرب، وأوضح المسؤول، أنّ بلدية الفراقيق تعتبر من أفقر البلديات، ولا تملك سوى صهريجين لنقل المياه، حيث يتعذّر عليها تزويد سكان كلّ الدواوير بمياه الشرب، بما أنّ المشكلة لا تخصّ الدواوير المذكورة فحسب، إنّما تتعلّق بنحو 4 آلاف نسمة من سكان بلدية الفراقيق مركز، و14 دوار في المنطقة. في سياق متصل، قال رئيس بلدية الفراقيق، بشير محمد، أنّ مصالحه اقترحت تجسيد مشاريع لتهيئة وصيانة الطرق، من أجل فكّ العزلة عن سكان دوار الحدايدية والدواوير المأهولة، في انتظار توفير التغطية المالية اللاّزمة لهذه المشاريع، التي ستخفّف كثيرا من الغبن على سكان المنطقة-على حدّ تصريحه.