نظّم المجلس الأعلى للّغة العربية، بمناسبة اليوم العالمي للّغة الأم، ملتقى وطنيا تحت عنوان "البصمة اللّغوية لمستخدمي لغة الضاد في العالم الرقمي"، سلّط المشاركون الضوء من خلال المحاور المقرّرة على الاحصائيات والأرقام المسجّلة ذات العلاقة بالمحتوى الرقمي العربي. ذكر رئيس المجلس الأعلى للّغة العربية، البروفيسور صالح بلعيد، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أنّ الملتقى يأتي في إطار الاحتفاليات القارة التي يقيمها المجلس الأعلى للّغة العربية، وبمناسبة عالمية تخصّ دعوة اليونسكو إلى الاهتمام باللّغة الأم باعتبارها سبيل الرقي، وجسر العبور نحو تعلم اللّغات، وأوضح بأنه لا يمكن أن تحصل الرفاهية المشتركة إلا بلغة الأم، كما أنّ التنمية المستدامة لا تكون إلا بلغة مشتركة بين الأطراف الثلاثة: صاحب الحوكمة والحكامة والأيدي العاملة. وأشار بلعيد في تصريح ل«الشعب" إلى أنّ اللقاء جاء تحديدا بغرض الاستفادة من أفكار المختصين في مجال اللّسانيات والمتضلّعين في فقه اللّغة، مع رجال المعلوماتية الذين يبدعون في البرمجيات وكلّ ما له علاقة بالتشبيك الآلي، وأفاد أنّ "دور المجلس منحصر حاليا حول الاستثمار في الرقمنة، وعاكف على الخوض في مجال الحوسبة السحابية وفق ما أقرّته الدولة الجزائرية من إجبارية الرقمنة في كلّ المرافق العمومية، على أن يكون الهدف من ذلك هو الحصول على بصمة جزائرية، وفق ما تقتضيه التقانات الحديثة ومتطلّبات البرمجيات والأتمتة". ومن جهته، ألقى الأمين العام لدى المحافظة السامية للرقمنة، عبدالرزاق غليس، كلمة نيابة عن وزيرة الرقمنة والاحصائيات مريم بن مولود، تطرقت فيها إلى ترسيخ الثقافة الرقمية في المجتمع الجزائري، وأشارت إلى مشاريع المحافظة المتمثلة في قاموس للمصطلحات الرقمية، وإنشاء مدوّنات تعليمية، مع تشجيع الحضور الفعّال للمثقفين والباحثين والمفكرين الجزائريين عبر المنصات التفاعلية الرقمية. عرف الملتقى نحو 27 مداخلة لأساتذة وأكاديميين عملوا على رصد وقياس واقع المحتوى الرقمي العربي وعلى التحديات التي تواجه اللّغة العربية في المجالات التقنية، والبحث عن دور اللّغة العربية في بناء مجتمع المعرفة، وردم الهوة بين ثراء اللّغة العربية وفقرها الرقمي، مع ضرورة بناء مصادر لغوية رقمية تمثل اللّغة العربية المعاصرة وفق معايير عالمية، إلى جانب تعزيز المشاركة المجتمعية في تشكيل المستقبل الرقمي للّغة العربية. وناقش المشاركون في ستة محاور تمثلت في "لغات البرمجة العربية وتحدي الخصوصية اللّغوية"، "أزمة النشر العلمي باللّغة العربية في قواعد البيانات المفهرسة العالمية"، "إحصائيات وأرقام عن المحتوى الرقمي العربي ومستخدميه"، "قواعد البيانات ومحركات البحث العربية"، إضافة إلى "مواقع التواصل الاجتماعي وخطر التهجين" و«المدوّنات الحاسوبية العربية والمحلّلات اللّغوية (البرمجيات والتطبيقات)". للإشارة، رفع المشاركون توصيات ومخرجات الملتقى إلى الجهات الوصية، كما تم جمع أعمال الملتقى في استكتاب جماعي ورقي، ويتوفّر أيضا على نسخة إلكترونية متاحة لزوّار الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للّغة العربية.