بعثت الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية لرفع العراقيل التي تواجه المتعاملين الاقتصاديين ارتياحا كبيرا، حيث اعتبر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، رضا حمياني، أن اللجنة المكلفة بتحسين مناخ الأعمال في الجزائر المنصبة أول أمس، خطوة كبيرة من شأنها أن تساهم في رفع العراقيل التي تواجه الاستثمار، لكنها غير كافية، وتتطلب تدابير أخرى للتقليل من البيروقراطية التي تعد أكبر مشكل معرقل للمشاريع. اعتبر حمياني، في تصريح له للقناة الثالثة، أن إيجاد الحلول للإشكاليات المطروحة تتطلب تضافر جهود الجميع، الإدارة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مشيرا إلى أن تنصيب اللجنة المذكورة لا يمكن معالجة كل العراقيل التي تعيق انطلاق عجلة الإنتاج، وينتظر أن تتخذ السلطات العمومية إجراءات عملية لمساعدة الشباب على خلق المؤسسات . وذكر في سياق متصل، بأن حل المشاكل البيروقراطية التي ترسخت في الإدارة يتطلب عمل متواصل، مؤكدا على أنها تعيق عملية التسيير، وتضعف الأداء الاقتصادي للمؤسسة، موضحا بأن هذه الأخيرة تخصص في كل مرة وقتا لمعالجة هذه الإشكالية، يؤثر ذلك بالضرورة على سير المصنع والورشة، ولا يترك المجال للمسير لتطوير للمنتوجات وإعطاءها تنافسية. إشكالية أخرى أثارها حمياني في معرض حديثه عن العراقيل الموجودة في البيئة الاقتصادية، ويتعلق الأمر بارتفاع نسبة «وفيات المؤسسات»، التي تعد حسبه ظاهرة أفرزتها ظاهرة الانفتاح الاقتصادي من جهة، والأخطار التي تواجهها المؤسسات الناجمة عن الديون، وضعف التمويل، وبالمقابل نجد أن نسبة خلق المؤسسات ضعيفة . بالإضافة إلى ضرورة تذليل الصعوبات أمام المؤسسات الاقتصادية، لابد من تنويع مجالات الاستثمار في غير الفلاحة والزراعة الغذائية على أساس متوازن في جميع القطاعات، مذكرا بأن الاقتصاد الجزائري شهد نمو قطاعات على غرار النسيج و الجلود .. لكن استمرارها لم يدم طويلا وانتهى الأمر بالمؤسسات الناشطة في هذا المجال بالإفلاس، وقد تم إغلاق أو «وفاة» عدد كبير منها. ولتشجيع الاستثمار في قطاعات أخرى، غير تلك التي تعرف تمركز عدد كبير من المشاريع فيها على غرار الفلاحة والنقل، اقترح حمياني أن تساهم الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار «لاندي» بتقديم المعلومات للمستثمرين من خلال عرض الفرص في المجالات التي في حاجة إلى الاستثمار، و التي تحتاج إلى المنافسة ، لان هذه الأخيرة تساهم في خلق الرغبة لدى المستثمرين لعرض منتوجات أفضل من حيث الجودة والنوعية ، كما أن هناك قطاعات تحتاج إلى خلق الثروة فيها. ويعد النسيج من بين القطاعات التي يمكن الاستثمار وخلق الثروة فيها ، فهو القطاع الذي كان للجزائر تجربة ناجحة فيه، وبالتالي يمكن استغلال القاعدة الإنتاجية له، وإعادة بعثه على أسس جديدة وحديثة، ولا يتطلب ذلك حسبه سوى تكوين متخصص، واحترافية في مجال التسيير .