يداه ملطّختان بالدَمِ، ولا يمكن غسلهما إلا بالدم. الجنديّة التي تقتل الأطفال، هل تلد أطفالاً؟ خلعوا عنهم ملابسهم، وقيّدوا أيديهم، وعصّبوا أعينهم، وجعلوهم يركعون على ركبهم.. أسرى غزّة أم حُكّام العالَم؟ الانسان في غزّة هو "حالة الاستثناء"، أيّ هو المخلوق "الحرام"، أو "العاري"، الذي لا ينبغي له أن يحيا أو يموت، بشكل طبيعي عاديّ!. لكنّها حياة أسوأ من الموت ذاته، وموت لا موت بعده. يعتقد ربُّ الجنود أنّ المبالغة في القتل تزيد جاذبيته! ( لا يشكّ أحدٌ بشيءٍ عندما تكون الأحوال جيدة، ولكن حين تنقلب.. يبدأون بالتفكير فيما فعلوه. لكنّ الأمر لم ينقلب فحسب، بل تدمّر) أختي الصغيرة مريم صانعة حلوى القصائد.. أرهقتها أحلام راقصة، مثل قلبي. مع خفقان الكونِ واهتزازِ الأرض، يظهر من سردابه، وبكامل غموضه الواضح! ربما هو مَن انتظرناه، وقد يكون الوَصيّ الوارث، لكنّه سيخرج مع الأجنّة، وتفرح به الوالدات. ثمّة من أضاع حبيبتَه قبل أن يفهم معنى الحب. عندما يخطىء البعض يدّعي أنّه القدر؟ البطاقات البريدية للأطفال السود، والتماسيح تأكلهم أمام السيّاح! هي مَن وصلت إلى بيت لحم في أعياد الميلاد. الوجه الخائف لا يضحك يذهب إلى منتصف النوم المرتبك، فيرى مذابح المغول وسقوط حلب ومجاعة (هولودومور).. ويتقلّب على فِراشه، فيرى مذبحة (تشاجوس) و( الجوازي)، والمجازر الفرنسية في الجزائر.. وتظلّ مذبحة (وندد ني) تتراءى أمامه دون انقطاع.. وتأتيه أُمّه المقتولة، وتنتحب بين يديه، فيصحو. . ولا ينام! أفعال أمريكا كلُّها خاطئة. تنطق، أحياناً، كملاك.. وتفعل، دائماً، كشيطان. لكثرة ما نبحوا عند أقدامه.. بات مسعوراً النازحون لا يعيشون أيامهم، إنّهم يهربون منها. المخيم المعزول والممنوع والفقير، والذي عاش بمنطقة الرماد في كلّ شيء.. أصبح رماداً. القصص المرعبة تجعلنا أقلّ خوفاً إنّها أهوال يوم القيامة! فاسحبوا الذرائع، فنحن "ضعفاء" و«لا حيلة لنا" و«لا نستطيع معهم قتالاً"؟ ولا بأس من تجرّع السّم، لقد شربه الفيلسوف، لحكمة بالغة.. وسيكون لكم دولة.. أين؟ في سلّة المهملات. أصبحت أرضهم (التي ليست لهم أصلاً)، بعد العدوان، مقبرة لكلّ القوانين وحقوق الإنسان والشرائع. وأرضنا (التي هي لنا وحدنا) مقبرتهم. «دولتهم" ليست أكثر من جمهورية موز، أو مملكة لاتينية، تركها الصليبيون عندنا مثل شُرطيّ أرعَن. . سيذوب مثل الملح، في هذا المحيط المتلاطم. الأسيرة الصهيونية المُفرج عنها ضمن صفقة التبادل، ودون أن تقصد، راحت تدندن لحن أغنية "أنا دمي فلسطيني"! الذي تجرّأ ويحاول سرقة صندوق (بَانادورا) من غزّة تعوزه الحكمة، وستأكله ألْسِنة الشواء، وسيكون مع (بروميثيوس) المفرط بالكبرياء والعناد. الحرب: تجارة كبيرة، سوق نخاسة، أكاذيب كبرى، وكلاء خاسرون، جنود أو وقود مجّاني، مسرح معتم.. وكاشفة إلى حدّ العري. لا شيء سيوقظ "المعتصم"، فقد كان نداء المرأة له.. خرافة، تشبه حكاية "أرض الميعاد" و«الهولوكست" و«الهيكل".. ولا رجاء من الأخشاب المأجورة. ( في الأوضاع الطبيعية يكون السير مع التيار سهلاً، ولكن عندما تنقلب الأمور يبدأ التشكيك) كلّ الرّايات في غزّة. . إلا البيضاء الاحتلال تقتله المقاومة أو يموت بالسلام العادل.. لا مَفرّ. سنرى (ميريل ستريب) و(براد بيت) و(بن كنغسلي) و(سلمى حايك) و(كيت وينسلت) و(كريستوف فالتز) و(ميلاني لوران) و(أدريان برودي) و(هيلاري سوانك) و(شتيلان سكاسكارد) و(توم باين).. يبكون ندماً، على أنّهم شاركوا في الخديعة، من خلال أدوارهم في أفلام مثل: "المَهمّة" و«القارئ" و«كلية الطلبة" و«أوغاد مجهولون" و«عازف البيانو" و«الحرب العالمية زد" و«سبتمبر من شيراز" و«الطلبة الأحرار" و«آوشفتز" و«سارقة الكتب" و«الطائر المرسوم" و«اختيار صوفي".. غزّة، وحدَها، مَن يدفع كُلفة تبديل المشهد المُتكلِّس الظالم المُعتم الفظّ المُمضّ المُسيطر النّاهب الدّاهم الحقير.. والعالم يتفرّج! والثمن بمقدار التحوّل. أقترح على الأُمّة أن ترسل أطفالها إلى غزّة لتعيد تربيتهم.. مدينة بلا مدينة! لا ماء، لا هواء، لا دواء، لا ضوء، لا رجال، لا نساء، لا صغار، لا طيور، لا أشجار، لا شوارع، لا بيوت.. إنّها بقايا في فَم التمساح. سيُذهل (تزفيتان تودوروف) و(منير العكش) و(ليلى العلمي) و(ديفيد غران) و(جون بيلجر).. ولن يجد أيٌ منهم كلمات تنقل مشاهد الإبادة الجماعية، غير المسبوقة، في غزّة، ولن يجد (.. .. ) ما يقوله للتاريخ، عمّا اقترفته العصابات الوحشية من لهوٍ دمويّ، تجاوز الكوابيس وانفلات غابات الهوَس. . على الجثث المرصوفة يرقص الأوغاد! عندما يصرخ الجندي:«لم يتبقَ أطفال لأقتلهم"! ماذا يسمع العالَم؟ (متحف الإنسان) في بلد الأنوار؛ آلاف الجماجم المُحطّمة، خلف الزجاج المُقوّى. إنّه التباهي العنصريّ بأعلى صوره! والاحتفال المُتقن، للغابة الباذخة، بالتفوّق! وحتى اللحظة لم تعد تلك الرؤوس، في موكب مهيب، إلى أرض أوطانها. وما زالوا يقطعون الرؤوس ويرسلونها لتزيين قصور الأباطرة والرؤساء! إنّه عارُهم الباقي وميراث العاصمة المتواصل. الغرب لا يكيل بمكيالين! لديه مكيال واحد؛ أنه الرّبّ. (أهل النور) هم الذين أشاعوا الظلام في الكونغو وداخو وسويتو وروندا وفيتنام والبوسنة والفلبين وفلسطين. . إنّهم أهل النور؛ أصحاب العنف المقدّس والفظائع المباركة.