التحضيرات الاستباقية أغلقت الطريق أمام المضاربين كما كان متوقعا سجلت السوق الوطنية استقرارا من حيث الأسعار والوفرة خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل وهو ما أحس به المواطن الجزائري لدى اقتنائه لمختلف حاجياته اليومية من مواد واسعة الاستهلاك والعادية، بحسب ما أكده الأمين العام والناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين عصام بدريسي. أوضح بدريسي في تصريح ل "الشعب" أن كل المواد الواسعة الاستهلاك بما فيها الفواكه خاصة الفلاحية عرفت أسعارها استقرارا وهي مرشحة للانخفاض إلى نهاية رمضان وإلى ما بعد الشهر الفضيل، حيث عرفت الكثير من المواد الفلاحية انخفاضا بنسبة 50 %، نتيجة الوفرة، حيث لم تتعد أسعار البطاطا 50 دج، والجزر 30 دج في سوق الجملة، ونفس الأمر في سوق التجزئة حيث وصل سعر البصل 50 دج، وذلك الأمر بالنسبة للبطاطا، أما الجزر فلم يتعد 40 دج. وحسب الأمين العام للاتحاد العام يعد رمضان 2024 مميزا، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث تميز باستقرار في الأسعار والوفرة وعدم وجود مضاربة وارتفاع الأسعار، وعدم وجود لهفة وهذا راجع إلى الإجراءات الاستباقية التي قامت بها السلطات العمومية مع الشركاء، حيث شارك الاتحاد هو الآخر في هذا العمل الاستباقي مع وزارة التجارة. وثمّن المتحدث المقاربة التشاركية التي انتهجتها وزارة التجارة التي انتهجتها، تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، من خلال اجتماعات تنسيقية تساهمية منذ نوفمبر 2023، مع جمعيات حماية المستهلك اتحاد التجار الوزارة الوصية، وحتى المصنعين، حيث تم ضبط كل النقاط وتعزيز القدرات الإنتاجية ومضاعفتها وفق مقاربة اقتصادية كان يحرص عليها اتحاد التجار، لأنهم يدركون أن السوق يخضع لقانون العرض والطلب لاسيما في الكثير من المواد. ويرى بدريسي أن هذه الإجراءات أغلقت الطريق أمام المحتكرين، حيث ساهم إغراق السوق ومضاعفة الإنتاج في تحقيق الوفرة في كل المواد، بما فيها مواد الاستهلاك المدعمة وغيرها، إلى جانب استقرار الأسعار وتراجعها في كثير من الأحيان، مشيرا أن حتى زيت المائدة، بيعت أمس ب 600 دج بدلا من 650 دج ما أدى إلى المنافسة. من جهة أخرى، أشار بدريسي إلى أن التجار والمتعاملين الاقتصاديين تحلوا بوعي كبير وانخرطوا في العمل الاستباقي وهذا نتيجة للورشات التي تم فتحها والعمل الجبار الذي تم القيام به منذ 2019 إلى يومنا هذا، وهو ما ساهم في أخلقة العمل التجاري ومحاربة المضاربة والاحتكار والغش وكذا أخلقة حتى العمل الإداري، عبر محاربة البيروقراطية ورفع العراقيل عن المهنيين، ومرافقتهم، وكذلك ترشيد الاستهلاك لمحاربة الندرة واللهفة. وبحسب الأمين العام لاتحاد التجار تم الوصول إلى أخلقة الحياة العامة وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، حيث يلاحظ استقرار وتضامن حقيقي وتكامل في شهر رمضان، وهذا بفضل التضامن الحكومي أيضا الذي نثمنه، الذي ترجم في اجتماع سابق بين وزراء التجارة، الفلاحة، الصناعة، ووضع خارطة مشتركة متكاملة، في المقابل عمل اتحاد التجار من خلال خلايا محلية على متابعة تحضيرات شهر رمضان، والتنبيه لكل التذبذبات والنقائص وغيرها والتي تم معالجتها بفضل القرارات الشجاعة لرئيس الجمهورية من خلال فتح باب الاستيراد في المواد التي لا يغطيها الإنتاج المحلي. وبالنسبة للحوم توقع بدريسي أن تتعزز السوق الوطنية بكميات كبيرة بعد الإجراءات المتخذة وفتح المجال لاستيرادها من الدول الأوروبية، كاشفا عن منح 59 رخصة، ما سيرفع الكميات المستوردة إلى 11 ألف طن خلال شهر رمضان، ما سيسمح بتجار التجزئة العمل بأريحية، فيما يبقى التحدي بحسب المتحدث هو الحفاظ على هذه المكاسب لما بعد رمضان، والانتقال من تسيير الأزمات والتذبذبات والمناسباتية إلى مرحلة التموين الحقيقي للسوق الوطني للذهاب نحو إقلاع اقتصادي حقيقي للجزائر الجديدة الذي نصبو إليه.