شهدت أسعار المكسّرات في الجزائر انخفاضا ملحوظا مقارنة مع السنة الماضية، أو خلال السنوات الأخيرة بأسواق الجملة والتجزئة، حيث أرجع التجار هذا الانخفاض إلى وجود الوفرة في المنتوج المحلي الذي دخل على الخط بقوة، مع استيراد تلك المواد الغذائية، وهو ما قطع الطريق أمام المضاربين والسماسرة والتجّار الموسميين، خاصة وأن هذه المواد تعتبر أساسية خلال مناسبة عيد الفطر المبارك التي تستخدم في صناعة الحلويات بشتى أنواعها، حيث تعرف هذه الأيام محلات بيع مستلزمات الحلويات إقبالا على اقتناء مختلف أنواع المكسرات. في جولة استطلاعية قادت "الشعب"، إلى عدد من المحلات المتخصصة في بيع لوازم الحلويات، بالعاصمة، لاحظنا وجود وفرة كبيرة في هذه المواد، مع تسجيل تراجع في أسعار المكسرات خاصة بالأسواق الشعبية، حيث بلغ سعر اللوز حدود ال950 دج، في حين وصل سعر الجوز 850 دج، و600 دج سعر الجملة، بالمقابل وصل سعر الفول السوداني حدود ال280 دج، وهي أسعار تختلف كثيرا عما ما كانت عليه سابقا، حيث تظل الأسعار لغاية الساعة منخفضة ومقبولة خاصة وأن سعر الجوز، كان في وقت سابق يفوق سعر 2000 دج، إلى جانب اللوز، الذي كان يصل إلى أسعار قياسية أثقل كاهل العائلات الجزائرية وكان شرائه مكلفا لتحضير الحلويات. تفاوت في الأسعار حسب النوعية وأكد التجار في حديثهم إلى "الشعب"، أن أسعار هذه المواد انخفضت هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية أو على الأقل خلال السنوات الماضية، بين 5 بالمائة إلى 40 بالمائة، بعدما غلقت الجزائر باب استيراد المكسرات والفواكه الجافة، في وقت سابق لكبح فاتورة الواردات، قبل ست سنوات، حيث بلغت قيمة واردات الجزائر من الموز والفواكه الاستوائية سنة 2017 ما يفوق 165 مليون دولار، بينما بلغت قيمة الواردات من هذا النوع أزيد من 296 مليون دولار. فيما ربط التجار هذا الانخفاض في أسعار المكسرات بقرار عودة استيراد هذه الأخيرة، وهو ما فتح المجال لغلق الأبواب أمام المضاربين الذين عادة ما يستغلون الفرصة لرفع الأسعار وتحقيق الأرباح، في مثل هذه المناسبات الدينية، موضحين أيضا إشهار سيف العقوبة من قبل الحكومة كان له ألثر البالغ في انخفاض هذه المواد الغذائية خلال السنة الحالية، حيث حذّرت وزارة التجارة من محاولة تخزين هذه المواد والتسبب في الندرة وإحداث الارتباك داخل الأسواق. وخلال هذه الجولة التي قادتنا إلى بعض أسواق العاصمة ومحلاتها التجارية، لاحظنا وجود وفرة للمنتوجات بمختلف الأصناف والأنواع، حيث تتفاوت أسعار المكسرات والفواكه الجافة المعروضة من تاجر لآخر، إذ أن السعر يكون مرتفعا لما تكون النوعية جيدة وذات جودة، وفق ما أكده أحد التجار الذي يملك محلا لبيع لوازم الحلويات، حيث كان المحل مكتظا بالنسوة اللائي خرجن لاقتناء موادا تستخدم في صناعة حلوى العيد مغتنمين عطلة نهاية الأسبوع. وحسب تاجر آخر، فقد تميزت هذه السنة أيضا بوجود وفرة في المنتوج مع تنوعها، أضف إلى وجود المنتوج المحلي الوطني، وهو الذي يقبل عليه الزبائن نظرا لأن أسعاره ا في متناول الجميع، حتى الأسر ذات الدخل المتوسط، وقد أكّدت لنا إحدى الزبونات عن ثقتها الكاملة في المنتوج المحلي وقالت "يحيا منتوج بلادي أسعارا ونوعية وبنّ "، وقد لاحظنا تهافتا كبيرا من قبل المستهلكين على اقتناء المكسرات خاصة الفول السوداني واللوز والجوز، لصناعة شتى أنواع الحلويات خاصة البقلاوة الجزائرية التقليدية التي تجمع بين أنواع هذه المكسرات. جودة عالية للمنتوج الجزائري وخلال تجولنا في أحد المحلات فإن الأسعار هذه السنة تعتبر جيدة جدا، وهو ما أكده لنا أحد التجار، وقد وجدنا سعر الجوز يترواح بين ب 800 و1000دج للكيلوغرام الواحد، وبالتفصيل، جوز حشو تشيلي أسود بنحو 750 دج، جوز الحشو أصفر 850 دج فقط، جوز تشيلي 1100 دج إلى 1005 دج، جوز حبة وحدة بالاختيار 1500 دج و1300دج، نواد كاجو 1950 دج، بينما وصل سعر الفول السوداني البرازيل إلى 450 دج، وفول سوداني هندي سوق بحوالي 400 دج، وفول سوداني بذوق بدو الفستق 1000 دج. وبأحد المحلات التجارية غرب العاصمة، وقفنا على أسعار المكسرات فكانت كالتالي، سعر جوز الحشو750 دج، فول سوداني 320 دج، فول سوداني البرازيلي سعره قدر بنحو 385 دج، وبنوعية جيدة، وبمحل آخر وجدنا سعر الفول سوداني يناهز 480 دج، فول سوداني البرازيلي يسعر 420 دج، وفول سوداني مكسر بحوالي 400 دج، وسعر الجوز حدد ب 800 دج، وأما سعر الفستق وصل إلى 2400 دج. بينما بأحد المحلات التجارية الكبرى، فوصل سعر الفول السوداني الأحمر إلى 370 دج للكيلوغرام الواحد، و590 دج للكيلوغرام كشرائح، ووصل سعر الفول السوداني الأبيض إلى 430 دج، وفول سوداني بذوق الفستق سعره 890 دج، مع تسجيل ارتفاع في أسعار المكسرات المستوردة، حيث وصل سعر لوز أحمر كاليفورنيا إلى 1590 دج، لوز أحمر إسبانيا سعره 1520 دج، أما كاجو، يبدأ سعره من 990 دج إلى 1990 دج والبندق ب2350 دج. وفي السياق، يرجع أحد التجار تراجع أسعار المكسرات إلى دخول المنتوج المحلي سوق المنافسة بقوة كاسرا سيطرة المكسرات المستوردة، مع وجود وفرة كبيرة في المنتوج، مقارنة مع السنوات الماضية التي شهدت الندرة، خاصة قبل إقرار قانون المضاربة الذي لعب دورا هاما في تحطيم الأسعار الخيالية التي كان "تجار المواسم" يغتنمون مثل هذه الفرص لضرب جيوب الجزائريين، والتسبّب في حالة من اللااستقرار والتأثير على القدرة الشرائية للمواطنين. وقال أحد التاجر أن الفستق الجزائري، أصبح مطلبا كبيرا لدى ورشات صناعة الحلويات الشرقية في الجزائر، وأن الطلب عليه يزداد يوما بعد يوم، موضحا أنه ينفذ من محله بسرعة رفقة اللوز، حيث أن جودته لا تقارن مع الفستق المستورد الأمريكي.