ضمان حاجيات السّوق الوطنية وحماية القدرة الشّرائية محيطات جديدة في الجنوب والسّهوب أمام المستثمرين تُؤشِّر المعطيات الفلاحية لهذا الموسم في الجزائر، على تحقيق حصاد زراعي كبير لمحصولي القمح والشعير، بعد تسجيل هطول أمطار غزيرة في شمال البلاد وجنوبها في مواقيت جدّ مناسبة لنمو وزيادة مردودية المزروعات، ممّا يشي بإمكانية تقليص الحكومة لمشترياتها من الحبوب في السداسي الثاني من عام 2024م. يُنتظر برسم حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الحالي، التي ستنطلق نهاية شهر أفريل تحقيق إنتاج يفوق 5 مليون قنطار من القمح بعد أن سجّلت قيمته أقل من 3.8 مليون قنطار في السنوات الفارطة، وترقب زيادة محسوسة في حجم باقي المحاصيل الإستراتيجية الأخرى الموجهة للاستهلاك البشري والحيواني، بحسب التوقعات. ومع اقتراب حملة الجني في جميع ولايات الوطن، يعتقد متابعون أن أهمّ انشغالات الفلاحين تتركز في إتاحة تخزين سلسٍ لمحاصيل الحبوب من خلال تهيئة مراكز التجميع الكبرى المنتشرة عبر أقاليم البلاد، في ضوء توقع صعود أرقام الحصاد الزراعي هذا العام مقارنة بمواسم سابقة، بالإضافة إلى توفير آلات حصاد كافية للفلاحين وكبار المنتجين لمواكبة العملية التي تدوم أكثر من 4 أشهر. لهذا الغرض، ترأّس وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، مؤخرًا، لقاءً وطنيًا مع مدراء المصالح الفلاحية ل 58 ولاية، بغرض تقييم التحضيرات الخاصة بحملة الحصاد والدرس لموسم 2023 - 2024م، وكذا عملية الإحصاء العام للفلاحة 2024م، حيث أسدى السيد الوزير تعليمات بوضع الإمكانيات المادية والبشرية التي من شأنها تسهيل عملية حصاد وجمع وتخزين المحصول، ومرافقة المنتجين ميدانيًا، وفقا لما أوضحه بيان للوزارة. وتتّسق كل هذه الجهود مع توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الخاصة بمضاعفة العمل ورفع حجم إنتاج محاصيل الحبوب في البلاد لاسيما مادة القمح اللين واسعة الإستهلاك، بغية الحدّ من الاعتماد على الإستيراد، حيث يتوقع الكثير من الخبراء والمنتجين في القطاع الفلاحي تحقيق موسم ناجح وكمية إنتاج معتبرة من الحبوب خصوصا القمح الصلب بفضل الأمطار المسجلة طيلة السنة.