بين ثنايا الجمال، يجد أغلب الفنانين أنفسهم، لذا تختلف نظرة الفنان عن غيره، فهو مترجم لكلّ ما يراه العامة عاديا، بسيطا ومألوفا، بحروف وأشكال وألوان تأسر العيون وتعلق في لوحات ليغوص في تفاصيلها كلّ متذوّق للفن، كذلك هي الفنانة التشكيلية غنية بن الصديق التي ترى أن مدرستها هي كلّ جميل.. - الشعب: في البداية كيف تحب الفنانة التشكيلية غنية بن الصديق أن تعرّف نفسها للقراء؟ غنية بن الصديق: فنانة تشكيلية عصامية، حبي للفن ولد معي، فمنذ طفولتي أقضي معظم وقتي في الرسم والتأمل والملاحظة، واستوحي رسوماتي من كلّ ما أراه مميزا حتى من رسومات قطع القماش. عزّزت هذه الموهبة "مكتبة حينا" الوحيدة آنذاك بمدينة تقرت ومكتبة بيتنا التي كانت معظم كتبها فنية، وكنت حرفيا أعيش بين أوراقها واستمتع بمطالعتها وملاحظة تفاصيل اللوحات فيها، خاصة لوحات بيكاسو التي لم أكن أفهمها جيدا، لكنها كانت مثيرة لاهتمامي بشكل ملفت. - ما هي المدرسة التي تنتمين إليها، وكيف تساعدك في نقل ما تريدين تمريره من رسائل عبر لوحاتك؟ في الحقيقة، اعتبر أنّني أنتمي إلى مدرسة تميل إلى كلّ ما هو جميل، فكلّ وردة أرسمها تجسّد شخصية أو روحا رقيقة، أحب كثيرا أن أرى الأشياء بعين فضولية وأتعمّق فيها وأنظر إليها بدقة، فكلّ لوحاتي تعبر عن أحاسيس عشتها أو فكرة حُبست في مخيالي من مناظر طبيعية إلى الخروج من حيز الأرض والتأمّل في الفضاء. - في رصيدك عدّة لوحات تشكيلية.. حدّثينا عن أول لوحة لك وأكثر لوحة تعتبرينها إنجازا؟ لوحاتي غنية بمواضيع كثيرة، فأنا أميل أكثر إلى الجانب العلمي والتقني في مادة الباستيل الغنية بالألوان والتقنيات، وموضوع الأوراس من المشاريع التي سأركّز عليها أكثر في المستقبل إن شاء الله؛ لأنّها منطقة غنية وثرية بالمناظر الخلابة. - هل أنت من الفنانين الذين يهتمون بتسمية لوحاتهم؟ الفن هو طريقة للتواصل بين الفنان ومحيطه، وببراعته اليدوية يمكنه إدخال أحاسيسه وعاطفته ليتحصل على لوحة جميلة ومعبرة، لذلك اعتبر عنوان اللوحة إرشادا وتوجيها إلى موضوع اللوحة أو هو الفكرة التي يريد الفنان التعبير عنها، فالعنوان يسرع التواصل مع المشاهد، وهذا يضيف بعدا نوعيا ولمسة خاصة على عملي الفني وتوجيها في الرؤية الفنية أيضا لاستكشاف اللوحة بشكل أعمق ولمعرفة ما يعنيه الفنان واختصار الطرق بينه وبين جمهوره. - حدّثينا عن اختياراتك لمواضيع لوحاتك؟ عادة يكون اختياري لموضوع اللوحة حسب الاهتمامات الشخصية والشغف، فمعظم لوحاتي وشغفي هو بالطبيعة أو بتجارب شخصية أجسّدها في لوحاتي للتعبير عن نفسي بشكل فني وإبداعي. - ألا تعتقدين أنّ لوحات الفنان التشكيلي ينبغي أن تكون انعكاسا لبيئته وملامح ثقافته المحلية؟ طبعا لابد أن تحمل لوحات الفنان التشكيلي صورة عاكسة لثقافته المحلية، فالفنان الجزائري عموما أينما تواجد عبر تراب هذا البلد الطيب، كبر وترعرع في بيئة غنية بالتراث، وجد نفسه طبيعيا ينمو بين تفاصيل ثقافته المحلية وشخصيا لدي لوحات في هذا السياق، منها لوحة رسومات الطاسيلي ولوحة مقبرة الملوك في مدينة تقرت.