الجزائر قدّمت دروسا في المقاومة ضمن عالم تطبعه ازدواجية الكيل بمكيالين المخزن يجنّد جيوشا من الذباب الالكتروني للإساءة لمقدّسات أرض الأحرار صحافيون مغاربة مستعدون للانضمام للفدرالية والوقوف ضد المشروع التوسّعي للنظام المغربي اجتمع إعلاميون منضوون مؤخرا لفدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي المتكون من 25 جنسية في العالم، ب "منتدى الشعب"، تنديدا بجرائم الاحتلال الوحشية والمستمرة في فلسطين والصحراء الغربية، وفي كل مكان تتواجد فيه الإنسانية في خطر الظلم وبين قيود وأنياب جلاد جائر.تزامن المنتدى مع الاحتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير، وعشية ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 التي اقترفها المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري الأعزل.جاءت أصوات الإعلاميين العرب من لبنان والصحراء الغربية وسوريا والجزائر، مندّدة بانتهاكات المحتل واستنكار ازدواجية المعايير في التعاطي مع قضايا التحرر، وسط طمس إعلامي ممنهج للحقائق متجاهلا معاناة الشعوب المضطهدة. قال الأمين العام لاتحاد الصحافيين والكتاب والأدباء الصحراويين، أحمد نفعي، إنّ الجزائريين الذين كافحوا من أجل حرية وسيادة وطنهم شكّلوا صوتا قويا صادحا لجميع الأحرار في العالم، مستذكرا ويلات المعاناة وحجم التضحيات التي لا تقدّر بثمن، وأبرزها ما تجرّعوه من تنكيل وحشي في 8 ماي 1945. واعتبر أنّ الجزائر قدّمت دروسا في المقاومة ضمن عالم صار يتشكل من جديد تطبعه ازدواجية الكيل بمكيالين، منتقدا بشدة ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وترويع، داعيا إلى وقف الموت والحصار والبطش الممنهج. وذكر أنّ القضية الصحراوية إرث استعماري خرجت من الاحتلال الإسباني إلى احتلال آخر من دون أن تسوى وتنصف، وتأسف كون تغريدة الرئيس الأمريكي السابق، ترامب خرجت لتكون ضد الشرعية الدولية. ويعتقد نفعي أنّه حان الوقت للتفكير في التأسيس لميكانزمات وتنظيمات فعالة وبديلة للدفاع في جبهة واحدة ضد كل محتل، على خلفية أن الحديث عن القضية الفلسطينية والصحراوية وما يحدث بالسودان وليبيا، يؤكد أن قوى أجنبية تحرص على جعل البلدان العربية على وجه الخصوص بؤرة توتر، مقترحا السير في نهج المساهمة في رسم السياسات الكبرى إعلاميا وسياسيا. وبدا الإعلامي الصحراوي متفائلا بالدور المقبل للإعلام في الضغط على المحتل عبر فضح الحقائق، وتحسيس الرأي العام العالمي بشرعية قضية الشعوب المحتلة، مستشهدا بنجاح الإعلام الفلسطيني في نقل الحقائق والتجاوزات رغم جهود الطمس الممارسة من طرف الاحتلال الصهيوني، بل يرى أنّ الإعلام الفلسطيني منح للعالم درسا في كيفية إيصال قضيته العادلة. وبالمقابل يدفع الصحافيون الصحراويون ثمن كلمتهم الحرة قابعين في سجون الاحتلال المغربي، علما أنّ المأساة طويلة ومريرة بعمر ما يناهز 5 عقود، وطيلة هذه المدة يدرك كل من الشعبين الفلسطيني والصحراوي - أضاف نفعي - الثمن جيدا، لأن الأمين العام لمنظمة الصحافيين الصحراويين، يعتقد أنّ الإعلام في العالم تغير بل وشهد تحولا كبيرا، فبعد أن كان سلطة رابعة حول إلى صناعة قائمة بذاتها ورائدة. إفلاس وفشل وأثار الإعلامي الصحراوي نفعي، العديد من المغالطات التي يحاول الاحتلال المغربي الترويج لها، من أجل إقحام الجزائر في نزاع صحراوي على محتل مغربي، وأعطى مثالا على ذلك بقوله: "إنّ الاحتلال المغربي حاول مرارا تحويل وإظهار النزاع على أنه جزائري - مغربي، فيتم استدعاء ضيف جزائري وآخر مغربي في حصص تلفزيونية من أجل التمويه والتنصل من صفة الاحتلال، وفوق ذلك تجد النظام المغربي يجند ما لا يقل عن 20 ألف من الجيش الإلكتروني، بهدف المس بالمقدسات الجزائرية وشتم رموزها من خلال التخفي وراء حسابات وهمية تنسب للجزائريين". وجاءت تلك المحاولات حسب تقدير نفعي، بعد إفلاس وفشل النظام المغربي في استمالة كتاب وصحافيين جزائريين، وتغيير موقفهم من النزاع لصالحه. وأبرز ما تناوله الصحافي الصحراوي، الأمين العام لمنظمة الصحافيين والكتاب في الصحراء الغربية، أنّ صحافيين مغاربة أبدوا استعدادهم للانضمام للفدرالية، والوقوف ضد المشروع التوسعي للنظام المغربي الذي يدفع للبعض ليقفوا في صفه، لكن سرعان ما يتوقف هذا الاحتلال البائس عن الدفع ينقلبوا عليه. وتحدّث نفعي عن افتخاره أنه يجد في صفهم كل من الجزائر ونيلسون مانديلا وجنوب إفريقيا وفنزويلا، مراهنا على بروز فدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، ودورها القادم، كونها تضم صحافيين من 25 جنسية، خاصة مسار فضح الاحتلال والتعجيل بطرده، لأنّ هذا الاحتلال حاول تحويل بيوت الصحراويين إلى خيم منسية، فتحولت من خيمة إلى قلعة للحرية، وصار الشعب الصحراوي أفضل من يقدّم دروسا في المقاومة. وعن الندوة التي انبثقت عنها الفدرالية، قال نفعي إنّها انطلقت من بئر لحلو، بنداء يشكّل قاعدة دولية جمعت صحافيين من الشرق والغرب والشمال والجنوب، متوقّعا أن تنجح القضية الصحراوية في التحسيس بمعاناة الآخرين، وبإدارة القضية إلى غاية التحرير واستعادة الأرض وبسط السيادة. رمزية الجزائر ترى الناشطة الإعلامية اللبنانية وعضو في فدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، نعمت هاشم، أن الإعلام في الوقت الراهن يخوض معركة كبيرة في مقارعة الاحتلال، ونجح في فضح ازدواجية الإعلام الغربي، وعدم حياده في طرح ونقل الحقائق بكل ما تعلق بالقضية الصحراوية والفلسطينية. وتطرّقت بدورها إلى أهمية التأسيس لفدرالية الصحافيين المتضامنين مع الشعب الصحراوي في الندوة الأولى من نوعها بمشاركة صحافيين من كل أرجاء العالم من 25 جنسية حضروا، وآخرين شاركوا عبر تقنية التحاضر عن بعد. كما وقفت على الدور الحساس والفعال للإعلام في فضح بطش الاحتلال، وتعرية وجهه القبيح ومع توعية الشعوب بخطورة ما يقترفه في حق كرامة الإنسان وحريته، في وقت آلة الاحتلال الصهيوني قامت بالتنكيل بما لا يقل عن 141 صحفيا فلسطينيا منذ السابع أكتوبر الماضي. ووقفت الصحافية والناشطة الإعلامية اللبنانية نعمت هاشم، على رمزية الجزائر وتأثيرها الجوهري في مسار حركات التحرر، وقالت أنها لا زالت بموقفها الأصيل والراسخ، تدافع عن قيم التحرر وتنصف الشعوب المظلومة. وخير دليل على ذلك أضافت تقول الدور الكبير والمؤثر الذي تقوم به في أروقة الأممالمتحدة، مدافعة بكل ما أوتيت من قوة عن الشرعية الدولية، وفاضحة ما تتعرض إليه الشعوب المحتلة، وأبرزها الشعبين الفلسطيني والصحراوي، ومن الطبيعي أن تعترف الإعلامية نعمت، أن الجزائر دائما حاضرة في وجدان الشعب اللبناني لمواقفها القوية والصادقة والمنصفة. التّعجيل بتقرير المصير استعرضت الإعلامية اللبنانية نعمت هاشم، الوجه القبيح للمحتل في كل مكان من جنوبلبنان إلى غزةوفلسطينالمحتلة مرورا إلى الصحراء الغربية، لأنّ ذهنيته القاتمة متشابهة وأساليب بطشه متطابقة، وتفاصيل معاناة الشعوب المحتلة كلها واحدة ومؤلمة وجائرة. ولم تخف ذات المتحدثة أنّ العدو الصهيوني لا يتوانى في إسكات كل صوت يوثّق جرائمه الوحشية، وكل ذلك يرتكب بنفس الطريقة في الصحراء الغربية، ناقلة شهاداتها عن ما عاشته في بيوت ضيافة للعائلات الصحراوية بالصحراء الغربية المحتلة طيلة ثلاثة أيام، استمعوا فيها كإعلاميين لشهادات وسرديات المعتقلين الصحراويين المحررين، وقاسموهم الألم والوجع في قصص قاسية سببها الاحتلال المغربي، في ظل صعوبة تنقل الصحراويين للتعلم والعلاج والحصول على الماء وما إلى غير ذلك. وبعد أن وقفت الصحافية على كل هذه الحقيقة، شدّدت على التعجيل بتجسيد مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ومساعدة الشعب الصحراوي المكافح في افتكاك حريته واستغلال موارده الطبيعية. وذكرت الناشطة الإعلامية، أنّ الندوة المنظمة منذ أربعة أيام وشهدت ميلاد الفدرالية تناولت البعد الدبلوماسي السياسي لمعاهدة جنيف ودور الإعلام، إلى جانب استهجان طريقة تخاذل الإعلام مع قضايا الشعوب المحتلة والتردد في نصرتهم. وذكرت المتحدثة، أنّ فدرالية التضامن مع الشعب الصحراوي تأسست منذ أيام قليلة، للتأكيد أنّ جميع الأحرار في العالم مستمرون في الدفاع عن قضية الصحراء الغربية، القضية الإنسانية والشرعية، والاستمرار في رفع صوتها وطرح ملفها في مختلف المنظمات والمؤسسات الدولية، من أجل التعجيل بتقرير مصير الشعب الصحراوي عبر استفتاء شعبي، واغتنمت الفرصة لتدعو الإعلام والإعلام البديل في العالم العربي ليكون صوتا منصفا ينصر كل من كمّمت أفواههم.