أبرز المشاركون في الندوة التي نظّمتها دار الثقافة مفدي زكرياء، حول الإعلام والتراث الثقافي.. دور الإعلام في حركية المشهد الثقافي والتعريف بالتراث الموجود عبر كامل تراب الوطن. تطرّق مدير دار الثقافة مفدي زكريا، بن شرقي قشور في كلمته، إلى التعاون الوثيق بين الإعلام والثقافة، في إشارة إلى أنّ مهمة التعريف بالتراث وحمايته وصونه ليست سهلة، بل تتطلّب دراسة تاريخية ومعلومات دقيقة لتقديمها للمتلقي، خاصة أنّ الكثير من المعالم في بلادنا لم تبرز للعلن بعد، معتبرا أنّ الإعلام وقطاع الثقافة يمكنهما العمل معا من أجل التعريف بمكامن الموروث الثقافي المحلي الذي تزخر به المنطقة. وكشفت ماجدة حميداتو الإعلامية بإذاعة الجزائر من ورقلة وتوقرت، أنّ وسائل الإعلام تهدف من خلال ما تقدّمه من مضامين تعنى بالتراث، إلى إشراك الأجيال الجديدة في حوار حماية وصون هذا الموروث، مؤكّدة أنّ إذاعة ورقلة سعت خلال 33 سنة لإبراز الموروث الثقافي للمنطقة، كما عملت على بثّ تغطيات لمحافل ومهرجانات تنظّم عبر ولاية ورقلة وولايات مجاورة، وخصّصت حصصا وبرامجا لإبراز الموروث الثقافي الموجود بتلك المناطق وسبل الحفاظ عليه. وعرّج الصحفي بالتلفزة الجزائريةبورقلة منير معمري عن عديد الروبورتاجات والبورتريهات والحصص المباشرة والمسجّلة، بالإضافة إلى الأحداث الثقافية التي غطتها التلفزة الجزائرية من ورقلة، التي يقدّم من خلالها صحفيون ومصوّرون تغطية لكلّ حدث ثقافي عبر ولايات الجنوب الشرقي باللّغتين العربية والأمازيغية. واعتبر الباحث في التراث المحلي عبد الهادي دادان أنّ الإعلام وفّر على الباحثين الهواة الكثير من الجهد، واختصر الطريق أمامهم لجمع المعلومات وشكّل مرجعية حقيقية، بينما اتجه الناشط في المقهى الأدبي محمد شنين للحديث عن كيفية قراءة واستحضار التراث بنظرة مغايرة وبعيدة عن النظرة التقليدية المألوفة. وأشار الشاعر الشيخ بن منصور إلى أهمية تمكين الشعر الشعبي كموروث ثقافي متميز من مساحته في التغطية الإعلامية لمختلف أنشطته وشعرائه، كما اعتبر المسرحي طارق خميس أنّ "إبراز الموروث الثقافي التراث في حدّ ذاته توثيق لبصمتنا، لماضينا وحاضرنا"، لهذا لابد لنا من تعزيز التوجّه أكثر للاهتمام بمعالم التراث المحلي، من أجل حفظها في الواقع كما حفظت بجماليتها المعهودة في أذهاننا، كما أضاف. وقدّمت مديرة المتحف الصحراوي بورقلة أم الخير بن زاهي، خلال تدخلها، فكرة عن نشاط الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بورقلة للحضور، وأشارت إلى أنّ العمل في التراث في صميم عمل الديوان، حيث يسعى للحفاظ على كلّ ما هو تراث مادي إلى جانب توفير المعلومة الصحيحة والدقيقة في هذا الشأن.