تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية القاضية برفع القيود عن المشاريع الاستثمارية، والتي شرعت ولاية البليدة في تنفيذها مع نهاية سنة 2023، حصلت بعض المؤسّسات المتخصّصة في مجال تثمين النفايات على رخص استغلال وباشرت نشاطها، من بينها شركة خاصة تقوم باستغلال المواد المرسكلة في إنجاز الكوابل الكهربائية وتٌصدّر كميات منها إلى دول عربية. تُحصي مديرية البيئة لولاية البليدة زهاء 154 مؤسّسة ووحدة إنتاجية ناشطة في مجال رسكلة وتثمين النفايات، أغلبيتها تابعة للقطاع الخاص، وهو ما يعكس اهتمام المتعاملين الاقتصاديين بهذا المجال. قبل صدور مرسوم تنفيذي يٌقنّن مهنة جامع النفايات خلال شهر فيفري المنصرم، كانت هذه المؤسّسات تشتري ثروة النفايات من بعض الشباب يقومون بفرز القمامة ويملأون شاحناتهم بالمواد التي يمكن رسكلتها مثل البلاستيك والألمنيوم والكرتون والورق. وتعتبر المؤسّسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات بوحدتها في بلدية بني مراد ولاية البليدة، نموذجا ناجحا في مجال رسكلة البلاستيك، حيث تقوم بتحويله إلى حبيبات وتصدّره إلى الخارج، كما هو الحال لوحدة تابعة لمجمع " بلاط" تنشط في بلدية بن خليل، والتي تقوم بتثمين بقايا الدجاج وتحوّلها إلى بروتينات حيوانية غذاء القطط والكلاب وتصدرها لدولتي الصين وبنغلاديش. وعن انتعاش الاقتصاد التدويري بولاية البليدة التي تضمّ نسيجا صناعيا مهما جدّا مشكّلا من آلاف المصانع والوحدات الإنتاجية، صرح مدير البيئة وحيد تشاشي:« النفايات هي ثروة حقيقية ومجال رسكلتها مربح، ومع التشريعات الجديدة أتوقّع أن يتطوّر أكثر خاصة مع تحسين النظام البيئي للاقتصاد بصفة عامة ". في هذا الصدد، تحدّث عن المرسوم التنفيذي 24-61: " جامع النفايات أصبح معترف به ويشتغل في إطار نظامي وأكثر من ذلك وضعت له الدولة تحفيزات مغرية، وهذا ما سيحفّز الشباب على جمع النفايات وبيعها للشركات المختصّة في مجال الرسكلة، ممّا يسمح لها بتطوير نشاطها". وكان والي البليدة إبراهيم أوشان، قد أقرّ لأعضاء المجلس الشعبي الولائي خلال الدورة العادية لهذه الهيئة المنتخبة في 30 أفريل المنقضي، بصعوبة تسيير النفايات في الولاية التي شهدت نموا عمرانيا كبيرا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، خاصة مع العدد المحدود للشاحنات التي تقوم بعملية جمع القمامة المنزلية، وذلك بالرغم من الجهود الذي يبذلها قرابة 1400 عامل نظافة. ويشتغل هؤلاء العمال لفائدة المؤسّسة العمومية الولائية " متيجة نظافة"، التي تتولى تسيير النفايات المنزلية في ولاية البليدة، والتي اقترح أحد المنتخبين في المجلس الشعبي الولائي تكليفها بالقيام بعملية رسكلة النفايات لتواكب التوجّه الجديد المتمثل في التثمين والتدوير بدلا من الحرق والردم. مركبين عصريين بالبليدة مع إدخال تقنية جديدة وتشهد مراكز الردم التقني بالبليدة تشبّعا بلغ نسبته 250 بالمائة، ونظرا لطابعها الغابي والفلاحي لم تتمكّن السلطات المحلية من إيجاد قطع أرضية لإنشاء مراكز ردم جديدة، لذا أصبح التوجّه نحو تثمين النفايات ضرورة حتمية خاصة مع عملية إزالة المفارغ الواقعة بها الذي أقرّته وزارة البيئة والطاقات المتجدّدة مؤخرا، من بينها مفرغة " قارامان " في بلدية بوقرة ضمن مخطّط الدولة لتنقية واد الحراش.