ما تزال الجهود متواصلة في حركة مجتمع السلم لرأب الصدع وتوحيد صفوف الحركة التي تعيش على وقع ازمة داخلية ترتبت عن الشقاق الذي دب فيها عشية انقعاد المؤتمر الرابع الذي تزامن ونهاية شهر افريل الاخير، يحدث هذا في وقت تستعد فيه التشكيلة لخوض غمار رئاسيات 2009 التي بدا التحضير لها على غرار الاحزاب الاخرى على ان تخصص اول لقاء لها نهاية الاسبوع الجاري. موازاة مع مواكبة التحركات الاخيرة التي شهدتها الساحة السياسية على خلفية التعديل الجزئي لدستور ,96 يواصل الاعضاء القياديون داخل حركة مجتمع السلم، المساعي الرامية الى اصلاح ذات البين بين الاخوة الفرقاء من خلال ايجاد تسوية نهائية لخلاف كاد يعصف بآخر تشكيلة محسوبة على التيار الاسلامي استطاعت الحفاظ على موقعها في المشهد السياسي. ولعل ما يؤكد ترجيح طرفي النزاع بقيادة سلطاني رئيس الحركة وعبد المجيد مناصر، منافسه على رئاسة الحزب المنسحب في آخر لحظة من السياق خلال المؤتمر الرابع، تصريحات مناصرة ل »الشعب« مؤخرا والتي افاد من خلالها بان الجهود الجارية تصب كلها في وحدة الحركة، مضيفا أن »التوجه القائم يتمثل في التوحيد الجامع للحركة حتى وان اراد البعض السير بنصفها. وطبيعي ان يتجه طرفا النزاع الى ايجاد حل وسط من شأنه اعادة بعث الاستقرار في بيت »حمس«استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقررة بعد اشهر قليلة، ولان الحركة عاشت صراعا داخليا ازدادت حدته في اعقاب المؤتمر الرابع رغم انه كان يعول عليه في تهدئة النفوس وامتصاص الغضب، فانه ليس من صالحها دخول الانتخابات المقبلة قبل ايجاد حل نهائي. وكان مناصرة الذي قاد تيار المعارضة داخل »حمس« قد وجه انتقادات شديدة لرئيس الحركة سلطاني، كما انه لقي دعم اسرة الراحل محفوظ نحناح الا ان الكلمة الاخيرة عادت لمنافسه رئيس الحركة الذي استطاع الحفاظ على منصبه رغم الضغوطات وكان ابرزها دعوته الى الاستقالة من منصبه الوزاري وعدم الجمع بينه وبين رئاسة الحركة. وفضل مناصرة في آخر لحظة الانسحاب من المنافسة رغم انه كان المترشح الوحيد لرئاسة الحركة الى جانب سلطاني ورغم مرور الوقت الا ان الحركة لم تتوحد بعد بسبب عدم التوصل الى حل وسط يرضي طرفي النزاع اللذان قد يعمدا الى ترك خلافهما جانبا في الظرف الراهن حفاظا على مصلحة الحركة التي لا يجب ان تغيب عن الساحة السياسية حاليا نظرا لانشغالها بالاوضاع الداخلية في وقت تحرز فيه تشكيلات اخرى تقدما لا سيما زميليها في التحالف. ولان الحفاظ والبحث عن مواقع في المرحلة المقبلة يبدأ منذ الآن، فان سلطاني ومناصرة لن يفوتا الفرصة على »حمس« التي تراجعت بما فيه الكفاية لا سيما خلال الانتخابات الاخيرة. يذكر ان سلطاني جدد تمسكه مؤخرا بهيئة التحالف التي تبقى طوق نجاة تتمسك بها »حمس« رغم انتقاداتها لها، كما تعتزم تنظيم ندوة تتناول اهم المحاور في برنامج رئيس الجمهورية وفي مقدمتها المصالحة الوطنية خلال الايام القليلة المقبلة. ------------------------------------------------------------------------