تتواصل الحرب على غزة بغارات عنيفة على عدة مناطق من القطاع، بالتزامن مع معارك عنيفة مستمرة منذ أيام بين المقاومة وجيش الاحتلال في عدة محاور أبرزها محوري شرق رفح جنوبيّ القطاع وشرق جباليا شمالاً مع دخول حرب غزة يومها ال227. سياسياً، تصاعدت حدة التوتر على نحو غير مسبوق بين أقطاب مجلس الحرب الصهيوني بسبب غياب خطط واضحة بشأن الحرب. استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون في سلسلة غارات صهيونية على جميع محافظات قطاع غزة، تزامنا مع توسيع الاحتلال نطاق هجومه العسكري شمالي القطاع ونزوح الآلاف من الفلسطينيين. وفي شمالي القطاع، قالت مصادر طبية أمس إن "أكثر من 40 فلسطينيا ارتقوا شهداء وأصيب العشرات في 3 مجازر ارتكبها الاحتلال في شمال غزة، بعضهم وصل مستشفى كمال عدوان، والآخر بقي تحت الركام". وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر المقاومة والقوات الصهيونية، وسط انفجارات وقصف مدفعي مكثف متواصل على عدة مناطق في محافظة شمال غزة، حيث شوهدت أعمدة الدخان متصاعدة في المنطقة. وأشاروا إلى وجود قصف مدفعي كثيف على مناطق عدة في بلدتي جباليا وبيت لاهيا ومحيط مستشفى كمال عدوان، وتقدم عدد من آليات العدو في محيط منطقتي قليبو والشيخ زايد شمالي القطاع، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف، وسط حالة نزوح كبيرة من مناطق غربي مخيم جباليا باتجاه غربي مدينة غزة. مجازر بمخيمّي النصيرات وجباليا ومنذ أيام تتصاعد الاشتباكات في محوري شرق مدينة جباليا شمال القطاع، بين فصائل فلسطينية والجيش الصهيوني الذي أعلن الأربعاء، شروعه في عملية عسكرية موسعة بقلب مخيم جباليا، قائلا إن العملية في جباليا شهدت "معارك شرسة"، وإن قواته "واجهت عشرات الخلايا المسلحة" في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية. وفي وسط القطاع، أكدت مصادر طبية "استشهاد مدير مباحث المحافظة الوسطى زاهر حامد الحولي ومرافقه جهاد الحميدي، إثر استهداف من طائرة استطلاع صهيونية في مدينة دير البلح". تزامن ذلك مع ارتقاء 20 شهيدا جراء قصف مربع سكني في المخيم الجديد بالنصيرات، بالإضافة إلى إصابات جراء قصف الطيران الصهيوني منزلاً لعائلة عوض قرب مسجد الصفاء في مخيم البريج، وفق المصدر نفسه. وأوضحت المصادر الطبية أن "3 شهداء ارتقوا إلى جانب عدّة إصابات بينهم أطفال، في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة". وفي مدينة غزة، أوضحت مصادر طبية في مستشفى المعمداني، أن "6 شهداء ارتقوا في قصف لمنزل في شارع يافا بحي الدرج شرقي المدينة، كما استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون جراء قصف استهدف مدرسة تأوي نازحين وسط مدينة غزة." كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف صهيوني استهدف شقة سكنية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. أما في الجنوب، فوصل مستشفى الكويت التخصصي في محافظة رفح خلال 24 ساعة، 5 شهداء جراء الغارات الصهيونية، وفق مصادر طبية. مستشفيات خارج الخدمة إلى ذلك، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في شمال غزة، امس الأحد، أن مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع خرج عن الخدمة في ظل تهديدات الجيش الصهيوني وقصفه المتواصل لمحيط المشفى. وقال الدفاع المدني بشمال غزة في بيان، إن "مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع خرج عن الخدمة في ظل تهديدات الاحتلال وقصفه المتواصل لمحيط المستشفى". وأضاف أن "الجيش الصهيوني يطلق قذائفه المدفعية باتجاه مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر ببلدة جباليا". وذكر أن فرق الإنقاذ والأطقم الطبية "انتشلت مئات الشهداء في جباليا جراء القصف الصهيوني ولا يزال آخرون تحت الأنقاض". نزوح 800 ألف من رفح هذا وأكّد المفوض العام ل«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"، "الأونروا"، فيليب لازاريني، أنّ نحو 800 ألف شخص، أي ما يعادل نصف سكان رفح، أُجبروا على مغادرة مناطق سكنهم، بسبب الاجتياح الصهيوني. وشدد لازاريني على أنّ "الادعاء أن المدنيين في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة هو ادعاء كاذب"، مشدداً على أنّه "لا توجد مناطق آمنة في غزة، ولا أحد في أمان داخل غزة". كما فرّ العديد من الفلسطينيين من الشمال بسبب المذابح المروعة التي يرتكبها الجيش الصهيوني الدموي. وفي ظلّ العملية الصهيونية البرية المستمرّة في رفح، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأنّ الاحتلال منع إدخال ثلاثة آلاف شاحنة مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع المحاصر، ومنع كذلك 690 مريضاً وجريحاً من الخروج إلى بلدان أخرى لتلقّي العلاج، الأمر الذي "يضاعف الأزمة الإنسانية العميقة".