على ذات النهج، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها العنيفة ضد العديد من مناطق قطاع غزة، التي تستهدفها بعمليات توغل برية عنيفة، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، وإحداث تدمير كبير في الأماكن المستهدفة، ودفع المزيد من سكانها للنزوح القسري. ..الهجوم على شمال غزة وميدانيا، استمرت قوات الاحتلال في الهجوم البري على منطقة جباليا شمالي القطاع، وعلى العديد من الأحياء المجاورة، حيث دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى تلك المناطق، وعملت على محاصرة الكثير منها، بعد إجبار السكان هناك على النزوح القسري. ونقلت طواقم الإسعاف شهيدين وعددا من الإصابات إلى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، جراء قصف الاحتلال منازل المواطنين في مخيم جباليا. وسقط عدد من الشهداء ومصابون جراء استهداف جيش الاحتلال بغارة جوية الشارع العام في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وبسبب الغارات التي استهدفت مناطق شمال قطاع غزة، خلال اليومين الماضيين، تمكنت طواقم الدفاع المدني والإسعاف، من انتشال جثمان 20 شهيدا في جباليا، وتم نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان. وخلال عملية التوغل الجارية، أجبرت قوات الاحتلال سكانا يقيمون في مراكز إيواء في مخيم جباليا على النزوح منها إلى غرب مدينة غزة، يعد أن قامت بمحاصرة تلك المراكز. واستهدفت غارات جديدة منازل في شمالي القطاع، ودمرتها بالكامل، وذلك على وقع القصف المدفعي العنيف للمناطق الحدودية، والمناطق الأمامية للقوات المتوغلة، حيث تساقطت القذائف المدفعية على الأحياء التي لا يزال فيها السكان، وأظهرت لقطات نشرها نشطاء على مواقع التواصل، تساقط تلك القذائف خلال عمليات النزوح، وقد ظهر خلالها أطفال مذعورين وهم يهرعون في الشوارع. ..التوغل شرق غزة إلى ذلك فقد استمرت قوات الاحتلال في عملية التوغل البرية التي تستهدف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيث وسعت من رقعة التوغل الذي تحاصر فيه الحي، ووصلت الدبابات إلى أطراف حي الصبرة المجاور، الذي يتعرض لقصف جوي ومدفعي كبير، وأسفرت الغارات في تلك المنطقة عن وقوع العديد من الضحايا. وفي وسط قطاع غزة، التي تؤوي في هذا الوقت أعدادا كبيرة من النازحين، تقدر بمئات الآلاف، استمرت الهجمات الإسرائيلية، والتي ضربت كما اليومين الماضيين مناطق يقيم على مقربة منها نازحون في الخيام. وانتشلت طواقم الإنقاذ والاسعاف شهيدين من منطقة المغراقة، القريبة من الممر الأمني الذي يقيمه الاحتلال ويفصل شمال غزة عن جنوبها، فيما استهدفت غارات جوية أخرى منطقة شمال مخيم النصيرات. ..مجازر في رفح وفي مدينة رفح، استمرت عمليات القصف العنيف، على كافة مناطق المدينة، وبالأخص المنطقة الشرقية، ومنها أحياء السلام، والتنور، والشوكة، واستشهد أربعة مواطنين بينهم طفلة، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة مصلح في حي البرازيلجنوب مدينة رفح. كما أشار الدفاع المدني إلى أن طواقمه تمكنت من انتشال جثامين 10 شهداء في حي السلام في مدينة رفح، بسبب إحدى الغارات الجوية، فيما جددت قوات الاحتلال غاراتها الجوية العنيفة على حيي الجنينة والبرازيل، الواقعين شرق وجنوب رفح. وأكدت مصادر محلية أن جيش الاحتلال وسع عملي التوغل البري، وأن آلياته العسكرية تجاوزت شارع صلاح الدين باتجاه مناطق أخرى شرقية، في أحياء الجنينة والسلام. وحسب أحد الشهود، فإن عمليات النزوح لا تزال مستمرة، لافتا إلى أن القصف الجوي الإسرائيلي يزداد على المدينة يوما بعد يوم، وقال وقد طلب عدم ذكر اسمه خشية من الاستهداف "الغارات التي يشتها جيش الاحتلال لم تتوقف، على مدار ساعات الليل والنهار، ولم تهدأ منذ بداية الهجوم، بل تزداد يوما بعد يوم". ..مشاكل النازحين وفي السياق، تضاعفت بشكل خطير مشكلة السكان في مدينة غزة وفي وسط القطاع وغرب مدينة خان يونس، بسبب التكدس الكبير لنازحي الحرب الجدد، والذين لاحقهم الاحتلال بالقصف في مناطق النزوح، وذلك بسبب قلة المواد الغذائية والماء، لعدم سماح سلطات الاحتلال بمرور المساعدات من معابر غزة (معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم)، وكلاهما في مدينة رفح، بعدما بدأت العملية العسكرية هناك. وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين فليب لازاريني، أكد في منشور له على منصة "إكس"، أن ادعاءات إسرائيل بوجود مناطق آمنة بغزة "كاذبة ومضللة"، وأعرب عن قلقه إزاء التهجير المستمر للفلسطينيين من منازلهم، مشيرا إلى عدم وجود مناطق آمنة في غزة، وتابع "السلطات الإسرائيلية تواصل إصدار أوامر التهجير القسري المعروفة أيضًا باسم أوامر إخلاء المناطق السكنية، وهذا يجبر الفلسطينيين في رفح على الفرار إلى أي مكان"، وأكد أيضا أنه منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، "انتقل معظم سكان غزة عدة مرات، وبحثوا بشدة عن الأمان الذي لم يجدوه قط". ..صحة غزة" تجدد التحذير من انهيار المنظومة الصحية جددت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الاثنين، التحذير من "انهيار" المنظومة الصحية في القطاع، في ظل استمرار إغلاق القوات الإسرائيلية للمعابر الحدودية أمام دخول المساعدات وإمدادات الوقود. وقالت في بيان مقتضب: "ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الاسعاف ونقل الموظفين". وعادت وتفاقمت أزمة دخول المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود إلى قطاع غزة بعد إعلان إسرائيل، الأسبوع الماضي، "السيطرة العملياتية" علي معبر رفح البري بين مصر وغزة، وتوقف العمل به على خلفية تلك العملية العسكرية. ويأتي ذلك بينما أغلقت إسرائيل في 5 ماي الجاري، معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود مع غزة، بالتزامن مع عمليات عسكرية أخرجت الكثير من المستشفيات والمرافق الطبية عن الخدمة في كافة مناطق القطاع. ..المقاومة تتصدى وعلى الأرض، استمرت المقاومة الفلسطينية في التصدي لهجمات الاحتلال، وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن تمكنها من تفجير "عبوة رعدية"، والاشتباك مع جنود الاحتلال في حي الزيتون، كما خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محور التقدم شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، واستهدفوا هناك دبابة إسرائيلية بقذيفة مضادة للدروع. وقالت إن ناشطيها خاضوا اشتباكات مسلحة مع جنود العدو شرق "شارع جورج" في محور التوغل شرقي مدينة رفح، واستهدفوا ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105′′، وكذلك استهداف ناقلة جند بقذيفة أخرى، وجرافة عسكرية من نوع "D9" بعبوة "شواظ" في حي السلام شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأعلنت عن تمكن ناشطيها بالاشتراك مع ناشطين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من قصف تحشدات الاحتلال داخل معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل. كما أعلنت سرايا القدس خوض اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات العدو المتوغلة شرق جباليا، كما أعلنت عن قصف تجمع لجنود وآليات العدو شرق جباليا بعدد من قذائف الهاون. وقالت إن عناصرها قصفوا بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60 جنود وآليات العدو المتمركزة شرق جباليا، وإنهم استهدفوا أيضا بقذيفة (RPG) دبابة من نوع ميركافاه في شارع الهدد في تلك المنطقة. م. أ/ وكالات الوسوم