استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية على جميع محافظات قطاع غزة، تزامنا مع توسيع جيش الاحتلال نطاق عملياته العسكرية شمالي القطاع ونزوح الآلاف من الفلسطينيين. في شمال القطاع، قالت مصادر طبية إن "أكثر من 40 شهيدا وعشرات الجرحى في 3 مجازر ارتكبها الاحتلال أمس السبت في شمال غزة، بعضهم وصل مستشفى كمال عدوان، والآخر لا يزال تحت الركام". وأفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر المقاومة والقوات الإسرائيلية، وسط انفجارات وقصف مدفعي مكثف متواصل على عدة مناطق في محافظة شمال غزة، حيث شوهدت أعمدة الدخان متصاعدة في المنطقة. وأشاروا إلى وجود قصف مدفعي كثيف على مناطق عدة في بلدتي جباليا وبيت لاهيا ومحيط مستشفى كمال عدوان، وتقدم عدد من الآليات الإسرائيلية في محيط منطقتي قليبو والشيخ زايد شمالي القطاع، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف، وسط حالة نزوح كبيرة من مناطق غربي مخيم جباليا باتجاه غرب مدينة غزة. ومنذ أيام، تتصاعد الاشتباكات في محوري شرق مدينة جباليا شمال القطاع، بين فصائل فلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي أعلن الأربعاء، شروعه في عملية عسكرية "موسعة" بقلب مخيم جباليا، قائلا إن العملية في جباليا شهدت "معارك شرسة"، وإن قواته "واجهت عشرات الخلايا المسلحة" في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية. ..استشهاد مسؤول أمني وفي وسط القطاع، أكدت مصادر طبية "استشهاد مدير مباحث المحافظة الوسطى زاهر حامد الحولي ومرافقه جهاد الحميدي، إثر استهداف من طائرة استطلاع إسرائيلية في مدينة دير البلح". تزامن ذلك مع سقوط 19 قتيلا جراء قصف مربع سكني في المخيم الجديد بالنصيرات، بالإضافة إلى إصابات جراء قصف الطيران الإسرائيلي منزلاً لعائلة عوض قرب مسجد الصفاء في مخيم البريج، وفق المصدر نفسه. وأوضحت المصادر الطبية أن "3 شهداء ارتقوا إلى جانب عدّة إصابات بينهم أطفال، في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة". وفي مدينة غزة، أوضحت مصادر طبية في مستشفى المعمداني، أن "6 شهداء ارتقوا في قصف إسرائيلي لمنزل في شارع يافا بحي الدرج شرقي المدينة، كما استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون جراء قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط مدينة غزة". كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. أما في الجنوب، فوصل مستشفى الكويت التخصصي في محافظة رفح خلال 24 ساعة، 5 شهداء جراء الغارات الإسرائيلية، وفق مصادر طبية. وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي شرق المدينة، أدت إلى تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة. ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية على رفح التي بدأها في 6 ماي الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم إليها بزعم أنها "آمنة". وأدت العملية على رفح إلى نزوح أكثر من 630 ألف شخص قسرا إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، بحسب منظمة الأونروا التي قالت إن المدينة "مكتظة بشكل لا يطاق وتعاني ظروفا مزرية".