استعرضت الحماية المدنية الجزائرية تمرين محاكاة لحرائق الغابات بولاية تبسة بمشاركة دولية وجهوية وذلك بهدف تفعيل مخطط النجدة الذي يعد أمراً ضروريا للحفاظ على سلامة البشر والحياة البرية، والوصول إلى تقليل الخسائر البشرية والمادية، ويتطلّب تنظيم هذا النوع من التمارين حسب القائمين على القطاع التخطيط الجيد والتنسيق بين الجهات المعنية بالطوارئ والإدارات المحلية، بالإضافة إلى تشغيل وتقييم الاستجابة في حالة وقوع حرائق حقيقية، حيث تمّ تطبيق تمرين افتراضي لنشوب 4 حرائق لقياس كيفية التحكم فيها بأسرع وقت ممكن من خلال تفعيل مخطط النجدة الولائي. سيناريو الحريق الذي انطلق بعدة أماكن بولاية تبسة، استدعى تفعيل مخطط الولاية للنجدة حيث اندلع حريق على مستوى بلدية بكارية تطلب تدخل وحدتي الحماية المدنية للكويف وباب زواتين، في نفس الوقت تمّ الابلاغ عن حريق آخر في منطقة القعقاع وبعد تدخل مصالح الغابات لم يتمكنوا من إخماد النار، ما استدعى تدخل الحماية المدنية لوحدتي الشريعة والعقلة، كما اندلع حريق آخر بمنطقة غابة الطاقة وفي اليوم الموالي تم اندلاع حريق آخر بجبل بورمان، مما يشكل خطرا على الأحياء السكنية المجاورة ومركز الطفولة المسعفة وكذلك حريق بجبل رباعبة ببلدية عين الزرقاء. تفاصيل السيناريو، حسب مجريات التمرين الافتراضي تتواصل بتفعيل مخططات البلدية للنجدة وبسبب عدم السيطرة على كل هذه الحرائق ما تطلّب تفعيل مخطط النجدة للولاية ليتمّ مباشرة طلب الدعم من الولايات المجاورة ام البواقي، خنشلة، باتنة، المسيلة. ونظرا لانتشار الحريق باتجاه الدولة المجاورة تونس، تمّ أيضا تفعيل الاتفاق الثنائي بين الجزائروتونس في إطار المساعدة المتبادلة في حالة حدوث حرائق الغابات وذلك بعد تطور الوضع، ليتمّ طلب الدعم الجوي ب8 طائرات، وينتهي السيناريو بالسيطرة على الحريق وعدم تسجيل آية خسائر بشرية. إمكانيات مادية وبشرية لمواجهة الأخطار الكبرى وتمّ خلال التمرين استعراض مختلف الترتيبات لإنجاح مخطط الوقاية، وتفعيل مخطط النجدة للولاية وللبلديات المعنية، من خلال تنفيذ التمرين الافتراضي للتعامل مع حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، بافتراض اندلاعها في نفس اليوم وبأماكن ومواقع متفرقة من إقليم الولاية، واختبار مدى توفر الوسائل المادية والإمكانيات البشرية واللوجستكية، وظروف تسخيرها وقياس فاعليتها ونجاعتها الميدانية، والإطلاع على مدى تنسيق الجهود بين مختلف الوحدات والمصالح والأطراف المتدخلة، رفع مستوى التنسيق العملياتي، والوقوف على جاهزية مختلف المقاييس ومستلزمات المرافقة، وتقييم مدى استعدادها. وفي هذا الإطار تمّ تطبيق تمرين افتراضي لتفعيل مخطط النجدة الولائي لمكافحة الحرائق لصائفة 2024، بمشاركة 8 ولايات والشقيقة تونس وذلك بمحاكاة حرائق اندلعت في 4 مناطق في نفس اليوم ما ستدعى التدخّل الفوري وتفعيل مخطط النجدة، وهذا من أجل ضرورة تمرير المعلومة الدقيقة وفي وقتها لقاعات العمليات المتواجدة على مستوى ديوان الولاية والموكلة لها مهمة التنسيق بين مختلف القطاعات المعنية في حال تسجيل حادث مماثل للتمرين الافتراضي. ويأتي هذا التمرين الافتراضي لتفعيل مخطط النجدة الولائي لمكافحة الحرائق والذي أخذت طابع جهوي بمشاركة 8 ولايات ودولي بمشاركة الجمهورية التونسية حيث تمّ تنفيذها على مستوى البلديات الحدودية بكارية، لحويجبات، عين الزرقاء وكذا بلدية بئر مقدم. ضرورة تقييم الاستعدادات وحشد الامكانيات وكان والي تبسة سعيد خليل قد شدّد بالمناسبة في مجمل تدخلاته، على ضرورة تقييم الخطوات والاستعدادات على مستوى كل مقياس من المقاييس المعتمدة، توازيا وزيادة التشاركية البناءة، وتوحيد الجهود، وتعزيز دقة التنسيق بين مختلف المتدخلين ضمن مخطط النجدة للولاية وللبلديات المعنية، وحشد الإمكانيات المتاحة، وتحديد مصادر المياه وتوفير الموارد المزمع استغلالها، وإخضاع عتاد الإطفاء ووسائل الحماية للتجريب القبلي، وقياس مدى جاهزية شبكات الاتصال، ومدى جهوزية العيادات المتنقلة وسيارات الإسعاف، وتوفير الخدمات المرافقة. وقد تمّ حصر النقائص وتداركها قبل الموعد، مع لزوم التقيد بالعامل الزمني أثناء مجمل التدخلات المطلوبة، واعتماد فرضية جميع السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تحدث، من خلال تصور أن الحريق اندلع بشكل طبيعي أو مفتعل أو إجرامي أو بفعل فاعل أو عادي، والتصرّف وفق كل ذلك، مع التفكير في وضع خطط بديلة لمواجهة أي طارئ، يتعلق بالظروف المناخية والتقلبات الجوية. وعن هذه المناورة، يقول الرائد أكلي محند مدير العماية المدنية بتبسة، أن الأهداف الأساسية للتمرين الافتراضي الذي أخذ الطابع الدولي بمشاركة دولة تون، يأتي لتقيم مستوى التنسيق العملياتي في إطار الاتفاقية الثنائية بين الجزائروتونس في مجال مكافحة الحرائق، وتقييم تنظيم العمليات عند استخدام الوسائل الجوية لمختلف الأجهزة، وكذا تقييم تنظيم العمليات عند استخدام عدد كبير من وسائل التدخل البرية والجوية، وقياس مستوى التنسيق العملياتي في حالة تفعيل مخطط النجدة الولائي وتقييم زمن استجابة وسائل الحماية المدنية في حالة وقوع حريق كبير وتوحيد الاساليب والتقنيات العملياتية. من جهته أفاد الرائد برناوي نسيم المدير الفرعي للإحصائيات والاعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن تمرين المشترك الذي أقيم بولاية تبسة، لديه عدة أهداف في الإطار العملياتي. وعلى المستوى المحلي تمّ تفعيل مخطط النجدة وقياس مدى تنسيق ونجاعة النظام العملياتي بين المقاييس المكونة لمخطط النجدة تقييم الأنظمة العملية الميدانية سواء البرية بالأرتال المتنقلة للحماية المدنية ومختلف الأسلاك أو بالوسائل الجوية المهمة جدا. وكذلك تمّ استغلال المنصات الرقمية لتسهيل وصول المعلومات في إطار الكوارث التي تسمح باتخاذ القرار الصحيح والسريع لاحتواء الأزمة. من جهته أكد العميد غازي العربي، قائد فريق الحماية المدنية التونسية أنه في إطار تطبيق مخرجات وتوصيات اللجنة المشتركة التقنية التونسيةالجزائرية في مجال الحماية المدنية لاسيما مكافحة الحرائق ومجابهة الكوارث الطبيعية، تمّ تنظيم هذه المناورة بمشاركة الاشقاء الجزائريين هذا التمرين الافتراضي الذي سبقته تمارين أخرى وتأتي بمشاركة الجانبين التونسيوالجزائري في إطار التنسيق المشترك والتعاون المتبادل، وتنمية القدرات وتبادل الخبرات. ويُعتبر تنظيم تمارين محاكاة حرائق الغابات وتفعيل مخطط النجدة حسبه، خطوة حيوية لتعزيز الاستعداد والتأهب لمواجهة حالات الطوارئ والحفاظ على سلامة البشر والبيئة، من خلال التدريب والتعاون الفعال، إذ يمكن تقليل الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق وتحقيق استجابة فعالة ومنسقة في حال وقوعها.