المؤسسات الوطنية شريك رئيسي في تنفيذ استراتيجية السكن الاستثمار في الحلول الذكية وأنماط البناء الحديثة.. مرحّب به نجحت مقاولات وطنية في رفع مساهمتها في انجاز مشاريع قطاع السكن، حيث تحولت الى الشريك الأول للوزارة الوصية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للإسكان، وتلبية الطلب العمومي وذلك بعد أن تبنّت أنظمة بناء عصرية واستثمرت في هذا الميدان ما رفع من جاذبية مهن البناء وخفض تكاليف الإنجاز وقلّص الآجال، وهو ما جعل الجزائر ورشة مفتوحة تسير وفق رؤية واضحة المعالم، محددة الأهداف، ترمي إلى حلّ أزمة السكن بالجزائر تدريجيا. مؤسسات الإنجاز والبناء الوطني استطاعت فرض نفسها واثبات قدرتها على كسب تحدي التشييد والبناء من أجل توفير سكنات لائقة للمواطن الجزائري، ما جعل وتيرة الإنجاز في القطاع تسير في منحى تصاعدي، وها هي اليوم تستعد للانخراط مجددا في عملية البناء مع إطلاق برنامج عدل3، وصيغ أخرى تترجم إرادة الدولة في إنهاء أزمة السكن. وأوضح المدير العام للبناء ووسائل الانجاز بوزارة السكن رضا بوعريوة، في تصريح ل«الشعب"، أن القطاع يحصي أكثر من 19 ألف مؤسسة عمومية وخاصة مؤهلة ومصنفة من درجة واحد إلى تسعة، تشارك في جميع المشاريع التي يشرف عليها القطاع. وأوضح بوعريوة أنه من بين أهم الإجراءات التي اعتمدتها الوزارة تجاه هذه الوسائل الوطنية هي عصرنة وتقوية طاقتها من ناحية الإنجاز، وهذا بفضل الاستثمارات التي قامت بها، وكذلك بفضل لجوئها إلى الاستثمار الحقيقي في الأنماط الحديثة والمستعملة في البناء على غرار بناء القوالب، ما يعطي البناية نوعية حسنة، إضافة إلى تقليص آجال التنفيذ واحترامها، وتكوين اليد العاملة ونقل الخبرات. الآجال.. التكلفة والنوعية.. وأكد المتحدث أنه بفضل هذه الوسائل الوطنية، يعرف قطاع السكن ديناميكية كبيرة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، حيث أصبح هناك شباب يشرف على مؤسسات إنجاز تنجز السكنات في ظرف قياسي، وهناك مؤسسات وطنية خاصة قامت مؤخرا بتسليم مشروع ألف مسكن في ظرف قياسي جدا بفضل الاستثمار في التقنيات المستعملة في البناء وكذا اليد العاملة المؤهلة، إضافة إلى الاستثمار في الإمكانات والوسائل والمعدات الإنجاز، ما أدى إلى تحكمها في الآجال المحددة.ويرى بوعويرة أن وسائل الإنجاز الوطنية تملك كل من المؤهلات لأن تكون أكثر تنافسية، وبفضل التعليمات التي أصدرها وزير السكن والعمران والمدينة، صار القطاع اليوم متحكما في ثلاثية الآجال، التكلفة والنوعية، خاصة فضل حزمة من الإجراءات التي قام بها القطاع من خلال تعزيز الرقابة ومتابعة المشاريع، مؤكدا وجود نوعية جيدة فيما يخص تنفيذ واحترام هذه المؤسسات لتدابير والأحكام المنصوص عليها في الوثائق التقنية التنظيمية، وكذلك المواصفات الجزائرية، والكل يلاحظ – يقول محدثنا - احترام المؤسسات لما تمليه دفاتر الشروط التي يعدها القطاع، ما يؤكد استجابتها وانخراطها في توجهات القطاع خاصة فيما يتعلق بالاستثمار الحقيقي للتحكم في وتيرة الإنجاز والآجال المحددة.وأشار المدير العام للبناء ووسائل الانجاز بوزارة السكن، إلى أن هناك بعض المشاريع التي يتم العمل فيها بنظام 3/8، ما ساهم في التحكم في الآجال أو التقليص منها، إضافة إلى الرزنامة المحددة للورشات والتي تلزم مؤسسة الإنجاز باحترامها، وذلك بمتابعة وإشراف من مكتب الدراسات وصاحب المشروع. تنافسية تلبي احتياجات قطاع السكن.. وبحسب المتحدث، فإن المؤسسات الوطنية أصبحت قادرة على تلبية حاجيات قطاع السكن الذي يعرف ديناميكية كبيرة، خاصة وأنه مقبل على مشاريع أخرى سواء من حيث وسائل الإنجاز التي بلغت حد الوفرة، وهي أكثر تنافسية، حيث تم الوصول إلى إسناد كل مشاريع القطاع إلى وسائل انجاز وطنية وبناء مسكن 100% جزائري، بمدخلات ومواد بناء محلية وبسواعد جزائرية، وبمكاتب دراسات من الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء، المخابر الجهوية والتقنية لدراسات التربة التي تجريها مؤسسات الانجاز الجزائرية، كل بحسب درجة تصنيفها وتأهيلها التي تتطابق مع أهمية وحجم المشروع، ويكون له مكان في الطلبية العمومية.وبخصوص الاستثمارات الذكية في مجال البناء، أوضح بوعويرة أن الوزارة تشجع جميع مؤسسات الإنجاز على التوجه إلى استعمال التقنيات الحديثة والمتطورة، خاصة منها تلك التي من شأنها أن تساهم في تنفيذ المشاريع في أقل الآجال وبالنوعية والجودة المطلوبتين، مشيرا إلى أن الاستثمار في الحلول الذكية مرحب به ومحل تشجيع بما في ذلك أساليب وأنماط البناء الحديثة والجديدة والمبتكرة. في هذا السياق أشار المتحدث إلى وجود إجراء موضوع على مستوى مركز البحث لوزارة السكن والعمران والمدينة، فيما يخص أساليب وأنماط البناء غير التقليدية المبتكرة والتي لا يغطيها التنظيم التقني المعمول به، حيث هناك إجراء مخصص للمستثمرين من خلال منحهم ما يسمى "وثيقة "الرأي التقني" لتمكينهم من استعمال أساليب البناء المبتكرة، وليس أساليب البناء الهيكلية ومدى ملاءمتها للوسط الجزائري، وكذلك استخدام حتى مواد بناء مبتكرة صديقة للبيئة الايكولوجية. وبالإضافة إلى الأنماط الهيكلية للبناء، أشار بوعويرة إلى تحدّ آخر بالنسبة لمؤسسات الانجاز يتعلق باستعمال وسائل جديدة خاصة الخفيفة منها التي لا تتطلب استعمال عتاد أو آلات للرفع، وتندرج ضمن الحلول الجديدة المعتمدة في البناء، إلى جانب المواد المضافة إلى الخرسانة والتي تمكن من نزع هذه القوالب بصفة مبكرة وبسهولة، وبالتالي، مرور مؤسسة الإنجاز إلى الطابق العلوي، وبفضل هذه التقنية الجديدة يتم التحكم في الآجال، بدلا من الوسائل التقليدية اللي كانت تتطلب مدة منصوصا عليها في التنظيم التقني.وتحدّث المدير العام للبناء ووسائل الإنجاز، عن قيام كثير من مؤسسات الإنجاز بالاستثمار في هذه التقنيات واقتناء الوسائل الحديثة، وهو ما مكّنها من تسليم سكنات في ظرف قياسي، خاصة وأن دفاتر الشروط أصبحت مرنة ومفتوحة وتشجع كل جديد ومبتكر، وليس هناك قيود، بل على العكس تعمل الوزارة الوصية على جعل وسائل الإنجاز أكثر تنافسية حتى ترقى إلى مستوى أعلى، حيث يتم في كل مرّة الإلحاح على اقتناء هذه المعدات واستعمال الأساليب الحديثة من أجل مواصلة عملية تقليص الآجال واحترام معايير النوعية.