14 ألف هكتار لإحداث "ثورة" في الزراعات الاستراتيجية 6 مناطق للتوسّع السياحي و19 فندقا لتنشيط السياحة الداخلية كشف والي النعامة الوناس بوزقزة، أنّ الولاية قطعت أشواطا كبيرة في التنمية، خاصة بعد فتح آفاق الاستثمار في قطاعي الفلاحة والصناعة، هذا الأخير سيوفّر أكثر من 10 آلاف منصب شغل للشباب البطّال في وقت جدّ قصير، بعد قبول ثلاث ملفات استثمارية كبرى مرتبطة بمصنع الحديد غار جبيلات بتندوف، والإجراءات متواصلة لإضافة مصنع رابع خاص بتركيب السيارات. أكّد والي ولاية النعامة، في لقاء خصّ به "الشعب" أنّ هذا التقدّم في التنمية جاء بفضل تضافر جهود الجميع، من أجل تحسين الإطار المعيشي للمواطن، ونحن اليوم مقبلون على تحدّيات جديدة حقيقية ورهانات كبرى ستنطلق من الآن وخلال هذه السنة 2024 وهي التنمية المستدامة، التنمية الخلاّقة للثروة والاهتمام بالشباب وكلّ فئات المجتمع، ونحن اليوم في أريحية من كلّ النواحي، فولاية النعامة مربوطة بكلّ الشبكات، المياه الصالحة للشرب، الكهرباء والغاز، السكينة والطمانينة والاستقرار، ممّا دفع بنا للاتجاه إلى مرحلة أخرى وهي التحضير للأجيال القادمة وفق توجيهات وتعليمات السيد رئيس الجمهورية، وهي الاهتمام بالجانب الاقتصادي. ولاية عذراء تزخر بإمكانات كبيرة في مختلف المجالات خاصّة الصناعة، الفلاحة والسياحة، حان الوقت لاستغلالها والانطلاق في الاستثمار الحقيقي خاصة ما تعلّق بالجانب الصناعي، حيث ستكون الولاية قطبا وطنيا حقيقيا لأنّها تتوفّر اليوم على منطقة صناعية و5 مناطق نشاطات، وهي موجّهة لكلّ المستثمرين الجادين، فاليوم ولايتنا حظيت بمصنع كبير التابع لغار جبيلات، وهو مصنع تحويل الحديد الخام ب 9 ملايين طن، سينطلق ب 5 آلاف منصب شغل، والإجراءات سارية المفعول، وفي الأيام القليلة القادمة سيكون معنا شريك صيني رفقة مؤسّسة استيراد لاستكمال بقية الإجراءات. ويضيف الوالي أنّ هذا المصنع قادم للولاية بحكم الإمكانات التي تتوفّر عليها وأول شيء العقار الصناعي، إلى جانب وجود الماء، لأنّ هذا المصنع يحتاج للماء بكمية كبيرة وكبيرة جدّا 25 مليون متر مكعب في السنة، كما يحتاج أيضا للغاز والكهرباء، وذلك لوجود محطة لتوليد الكهرباء بولاية النعامة، كلّها مؤهّلات جعلت اختيار الولاية لهذا المصنع الكبير والذي سيكون مستقبل الأجيال القادمة يضيف بوزقزة، دون أن ننسى أنّ هذا المصنع سيجلب مستثمرين آخرين. وفي نفس الإطار الخاص بالحديد، حلّ بولاية النعامة في الأيام القليلة الماضية مستثمر من ولاية سطيف " ميطال سطيف " المعروف بتحويل الحديد الخام، هو الآخر سيكون من الأوائل بالمقطع الثاني بالشراكة مع المؤسّسة الاقتصادية الصناعية " فيراي " وكذا شريك أجنبي آخر، وسينطلق هذا المصنع ب 2000 منصب شغل، حيث سينطلق في البداية بمليون طن وسيصل إلى 5 ملايين طن مع سنة 2030، وهذا مع انتهاء طريق السكة الحديدية، لأنّ المصنع الكبير مربوط بخط السكة الحديدية وهذا المشروع الكبير الذي انطلقت الدراسات به هو الآخر، وهي في نهايتها والخاص بازدواجية خط السكة الحديدية من غار جبيلات إلى بشار، ومن بشار إلى ولاية النعامة، هذه هي المشاريع الكبرى، والتحدّيات والرهانات التي تعوّل عليها النعامة. بوزقزة أكّد كذلك أنّ النعامة كانت من الولايات الأولى التي طبقت الإجراءات الخاصة بالمناطق الصناعية في إطار القانون الجديد 18/22، وأيضا القانون الأخير الخاص 23/17 المتعلّق بمنح العقار الاقتصادي الموجّه للاستثمار والمتعلّق بالأملاك الخاصة للدولة الذي تم تطبيقه مع نهاية سنة 2023، واليوم فيه متعاملين أخذوا استفادتهم إلى جانب مصنع " جينرال اومبالاج " أو مصنع إعادة تكرير الورق المقوّى الذي يوفر هو الآخر 1500 منصب شغل، وهذه شركات معروفة على المستوى الوطني، وحتى على المستوى الدولي، لأنّ هناك مستثمرين حتى من خارج الوطن، ومن أراد أن يتحقّق يدخل للبوابة الإلكترونية لهذه الشركات ويتأكّد من أهميتها. ويؤكّد الوالي أنّ اختيار ولاية النعامة للاستثمار، ليس بالأمر السهل، بل كانت هناك اتصالات، وإجراءات لتجسيد هذه المشاريع بهذه الولاية يضيف والي النعامة وهي من الولايات القلائل التي عرفت تجسيد مشاريع كبرى بها، ممكن أن نصل إلى ما يقارب 10 آلاف منصب شغل في وقت قصير جدّا، ولايزال العمل متواصلا بالنسبة لشريك آخر، وهو شركة " شيري " لتركيب السيارات من أجل فتح فرع لها بالولاية، وهو مرتبط بخط السكة الحديدية، والإتصالات متقدّمة جدّا، دون أن ننسى المصانع الصغيرة التي توفّر مابين 50 إلى 100 منصب شغل، والتي حظيت هي الأخرى بالموافقة، حيث هناك حوالي 4 مؤسّسات ولكن ليست بالمؤسّسات الكبرى. الزراعات الإستراتيجية.. الرواق الأخضر ثاني قطاع للاستثمار بولاية النعامة هو القطاع الفلاحي، حيث بها حوالي 2 مليون هكتار صالحة للزراعة لم تستغل منها إلا 2 أو 3 % في الولاية ككلّ، خاصة الصناعات التحويلية التي تعتبر من تحدّياتها ورهاناتها، باعتبارها ولاية معروفة بطابعها الرعوي، إلاّ أنّها لم تحقّق الأهداف المرجوّة وفق القوانين الجديدة خاصة تلك الخاصة بالمرسوم رقم 432 المتعلق بالمنصة الرقمية فيما يخصّ الحصول على الجانب الفلاحي، وفي هذا الإطار أضاف بوزقزة أنّ النعامة من الولايات الأولى التي أخذت 14 ألف هكتار، وتم الانطلاق بها ب 7 مستفيدين تم تثبيتهم في أماكنهم. وهذا تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية المتعلقة بالزراعات الإستراتيجية، وكذا في إطار المرسوم التنفيذي جديد 24/55 الذي يحدّد المساحات الكبرى، والذي يطلق عليه بالرواق الأخضر، تم قبول هذه الملفات، هذه المؤسّسات الكبرى ذات طابع وطني أو عالمي ولكن يتوجّه مباشرة للحبوب، الأعلاف، إنتاج اللحوم، والبذور، أيّ فيه بعض التوجّهات أو التخصّصات المطلوبة، وولاية النعامة اليوم تفتخر بهذا العقار الموجود كمرحلة أولى، حيث بها 65 ألف هكتار، عبر 3 محيطات أساسية متواجدة بكلّ من منطقة تسفساف في بلدية مغرار، منطقة مسيتير في بلدية عسلة، وواد الحرمل ببلدية مكمن بن عمار والقصدير ستكون بهم الانطلاقة الفعلية في الاستصلاح الفلاحي. ولتجسيد هذه المشاريع في القطاع الفلاحي خاصة في الزراعات الإستراتيجية أكّد بوزقزة أنّ النعامة احتضنت، نهاية الأسبوع الماضي، ملتقى وطنيا بحضور 5 وزراء و7 ولاة في مستوى عال جدّا ومشاركة أكثر من 500 مشارك من رجال الأعمال ومختصّين من مختلف الجامعات الجزائرية، تحت الرعاية السامية للسيد رئيس الجمهورية، وإشراف كلّ من وزير الداخلية والجماعات المحلية، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية، وستكون القفزة الحقيقية والنوعية فيما يخص التكفل الحقيقي بالقطاع الفلاحي، وبالموازاة سيتم الاهتمام بالثروة الحيوانية باعتبارها ولاية رعوية، خاصّة ما تعلّق بالسلالة المحلية، ما يطلق عليها بالسلالة الحمراء أو الدغمة، وأصلها أو مسقط رأسها من ولاية النعامة وبعض المناطق المجاورة، ممّا يدفع بنا اليوم بتثمين وإعادة الاعتبار، وإعادة بعث لهذه السلالة المحلية والتي هي الدغمة، وذلك بالاعتماد على أنفسنا والتقليل من الاستيراد. ودائما في الجانب الفلاحي، سوف نحرك ونتحوّل إلى الصناعات التحويلية وحينما نتحدّث على 20 ألف هكتار، سنذهب إلى المؤسّسات الكبرى على غرار كوسيدار، سونطراك، مدار، يؤكّد رئيس الجهاز التنفيذي لولاية النعامة، حيث سيكون مصنع في عين المكان، وستخلق هي الأخرى مناصب شغل جديدة كذلك، وهذه معلومات دقيقة وليس خطاب سياسي، وإذا كان البعض يتساءل عن تاريخ انطلاق هذه المشاريع، أكّد أنّها متعلقة بقوانين الجمهورية، والحمد لله هذه القوانين تمت في نهاية السنة 2023، ونحن من الولايات الأوائل التي حظيت بالموافقة، ولكن فيه بعض الإجراءات لابد من مرافقتها حتى يكون المستثمرون الجادون في عين المكان، ونشكر بالمناسبة كلّ المساهمين، وهذا هو التحدّي الكبير والتغيير الذي سنشاهده اليوم، ومن هذا المنبر أطلب من كلّ المسؤولين على المستوى المحلي تقديم كلّ التسهيلات، وكلّ هذا من أجل الأجيال القادمة والتكفل بأبنائنا، يجب توفير لهم اليوم البديل من خلال هذه الإمكانات الكبرى. 06 مناطق للتوسّع السياحي و19 فندقا لإنعاش السياحة الداخلية ووفق ما يؤكّده الوالي، فإنّ النعامة ولاية سياحية بامتياز، ولاية تزخر بإمكانات سياحية هامة، ممّا دفع بمسؤوليها بالاهتمام بهذا القطاع الحسّاس، فهي تتوفر على 6 مناطق توسّع سياحي مصنّفة، وتمت المصادقة عليها يضيف بوزقزة، وتم الانطلاق بالمحطة الحموية حمام عين ورقة الذي استفاد من 133 مليار سنتيم، والإجراءات متواصلة على مستوى مركزي مع الوكالة الوطنية للسياحة، إضافة إلى منطقتي تيوت، وفوناسة ببلدية جنين بورزق اللتان تمت المصادقة عليهما، في انتظار منطقتي سيدي بوجمعة ومكثر بالعين الصفراء، وبلدية الصفيصيفة، والعملية متواصلة بالتسلسل بتخصيص أموال كبيرة لعملية تهيئة هذه المناطق لأنّه يجب تهيئة هذه الفضاءات قبل قدوم المستثمر، مثلما تم تهيئة الجانب الصناعي، وهي الأخرى ستخلق مناصب شغل جديدة. مؤهّلات تاريخية، ثقافية، دينية، فيها كلّ ما يتعلّق بالجانب السياحي، فالزائر لتيوت أو مغرار أو الصفيصيفة يكتشف موروثا ثقافيا سياحيا متنوّعا من الصخور المنقوشة، بحيرات، القصور العتيقة.. كلّها مكتسبات لابد اليوم من تكاتف الجهود وتثمينها، يضيف بوزقزة كما أنّ الترويج للجانب السياحي والتعريف بهذه الولاية تم من خلال وسائل الإعلام المحلية التي لعبت دورا هاما في جعل النعامة وجهة للمستثمرين، كما أنّها اليوم تتوفر على 19 فندقا على مستوى الولاية، وهي التي كانت بالأمس تفتقر لأماكن الإيواء، حيث استطعنا في فترة قصيرة جدّا معالجة جميع مشاكل المستثمرين في القطاع أصحاب هذه الفنادق، 7 سيتم تدشينهم هذه السنة، واحد بالنعامة، فندق مكثر بالعين الصفراء الذي عرف تأخرا ملحوظا، و3 بالمشرية، إلى جانب فنادق أخرى هي في طور الإنجاز، وقد أعطيت تعليمات وتوجيهات لإتمام الأشغال في أقرب وقت، خاصة المشاريع التي كانت متوقفة والمتواجدة بمدخل الولاية. التنافس على المراتب الأولى وطنيا تحسين الإطار المعيشي للمواطن هو من انشغالات مسؤولي هذه الولاية الحدودية، وهو ما أدّى إلى تسجيل مشاريع تنموية بها خاصة ما تعلّق بالقطاعات الهامة التي لها علاقة مباشرة بالمواطن كالصحة والتعليم، هذا الأخير وصل إلى مرحلة متقدّمة في التكفل بجميع الانشغالات يضيف والي النعامة، حيث تم توفير كلّ الإمكانات حتى نكون من الأوائل في النتائج وهو رهاننا اليوم، أن تكون النعامة من الولايات الأولى في النتائج، وكذا قطاع الصحة خاصة بعد زيارة وزير القطاع الذي خرج بقرارات هامة منها مستشفيين، بالإضافة إلى التكفل التام خاصة فيما يخصّ بالأطباء الأخصائيين الذين تدعّمت بهم الولاية، ونفس الشيء بالنسبة للقطاعات الأخرى كالشباب والرياضة، فاليوم نفتخر بتمثيل الجزائر بلاعبين من النعامة في تركيا برياضة الكامبو، وفريق واحد في حظيرة القسم الوطني الثاني غير كاف، لدينا مسابح، قاعات متعدّدة الرياضات، ملعب في كلّ بلدية، ملاعب ومسابح في كلّ تجمّع سكاني. أما قطاع السكن فالنعامة من الولايات الأولى على المستوى الوطني التي قطعت أشواطا كبيرة خاصة برنامج التجزئات الاجتماعية، حيث استفادت من 12636 تجزئة، إضافة إلى السكن الاجتماعي الذي استفادت منه الولاية، فالأمور تمشي بسلاسة للتكفل التام بهذا القطاع في هذا البرنامج خاصة الفئات الهشة والفئات ذات الدخل المتوسط، يضيف والي الولاية، اليوم الدولة أعطت عناية كبيرة لهذه الولايات الداخلية خاصة ولاية النعامة التي استفادت من برامج كبيرة، في كلّ القطاعات عكس فكرة الهجرة من الجنوب إلى الشمال هذه مكاسب يجب تثمينها، هذه هي مجهودات الدولة الجزائرية، والسيد رئيس الجمهورية أول شيء قام به هو القضاء على الفوارق، لم تبقى كلمة منطقة ظلّ في ولاية النعامة، وأتحدّى هذا المصطلح يستعمل في هذه الولاية -يضيف بوزقزة-، ممكن نجد نقص في بعض المناطق خاصة في البلديات الكبرى كالعين الصفراء أو المشرية، أما البلديات والتجمّعات السكانية الأخرى فهي في أحسن الظروف خاصة القرى كالفرطاسة سيدي براهيم أو أيّ منطقة بعيدة اوزغت، اولقاق والمناطق الحدودية الأخرى نجدها مزوّدة بالغاز الطبيعي، المدارس، التهيئة الحضرية، تزفيت الطرق كلّ الشروط متوفرة، يبقى جانب التشغيل نحن نأمل إن شاء الله في القريب العاجل من خلال هذه المشاريع، أما الأمور الأخرى فكلّها تم التكفل بها من أجل تحسين الإطار المعيشي للسكان، مع وجود حالات قليلة وقليلة جدّا ستعالج تدريجيا. الوالي بوزقزة نوّه بالدور الكبير والهام الذي تلعبه الصحافة المحلية في الترويج للتنمية المحلية، وأنّ الأبواب مفتوحة لكلّ الإعلاميين على مستوى ولاية النعامة، ليس على مستوى الولاية فقط، بل على مستوى كلّ الإدارات العمومية، وكلّ المسؤولين لمرافقتكم لأنّ تحدّياتنا كانت الهجرة من الولايات الداخلية نحو الشمال، ستصبح عكسيا خلال الأيام القليلة القادمة، فهذه الحركية، وهذه المناصب الهامة للشغل خاصة المناصب العليا ستدفع بالهجرة من الشمال إلى الجنوب، مضيفا أنّه وجد بهذه الولاية انتقاد بنّاء من وسائل الإعلام المحلية، وليس انتقادات هدّامة أو تصفية حسابات، بل منهم من ساهم حتى في الحلول، فهم القاطرة الحقيقية للتنمية بالولاية، وهم مرآة الولاية لكلّ ولايات الوطن، خاصة وأنّها في فم المدفع باعتبار أنّ النعامة ولاية حدودية معرّضة للسموم المختلفة القادمة من الحدود، وأنّه آن الأوان للترويج لمؤهّلات هذه الولاية، ومرافقة واقع التنمية التي ستتجسّد بحول الله على أرض الواقع. فالنعامة تتوفّر على العقار، على الماء ( عيون أو منابع ) من أكبر مخزون للمياه على المستوى الوطني من الشط الغربي إلى الشط الشرقي، ممّا جعل الولاية بمؤهّلاتها تكون قبلة حقيقية للمستثمرين، مؤهّلات لم تستغل، الماء هو مفخرة هذه الولاية، الطاقة السكة الحديدية، المطار، عوامل ساهمت وستساهم في جعل هذه الولاية قبلة للمستثمرين وقطب صناعي، فلاحي وسياحي سيساهم في الاقتصاد الوطني.