وقعت جامعة محمد خيضر ببسكرة، اتفاقية شراكة وتعاون مع مديرية البيئة بالولاية، تزامنا والاحتفال باليوم العالمي للبيئة، الذي أحيته أيضا جمعية موزاييك الثقافية. تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون مع مديرية البيئة في مجالات التعليم والبحث العلمي وحماية البيئة، كما تتضمن المجالات المشتركة للتعاون تبادل الخبرات والمعرفة، وتسهيل فرص التدريب والتطوير لموظفي مديرية البيئة، بالإضافة إلى تنظيم ورشات عمل وملتقيات علمية المشتركة. وتندرج هذه الاتفاقية، التي وقعت من طرف مدير الجامعة ومدير البيئة، في إطار التزام الطرفين المتعاقدين بدفع سبل التعاون المؤسسي والاستراتيجي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية البيئة لصالح المجتمع، وسيتم، بحسب مصدر من الجامعة، إلى إبرام مزيد من الاتفاقيات الفرعية لاحقا. من جهتها نظمت وبنفس المناسبة جمعية "موزاييك" للثقافة والفنون والمحافظة على تراث ولاية بسكرة، ندوة حول موضوع السد الأخضر وفوائده المتعلقة بالمحافظة على الأصناف النباتية والحيوانية بالمنطقة وتوسيعها. شارك في هذا اللقاء البيئي العلمي خبراء وأساتذة جامعيون ومتخصصون في علوم الطبيعية وعلم النبات والبستنة من مديرية البيئة ببلدية بسكرة ومركز البحث العلمي والتقني بالمناطق الجافة وجامعة محمد خيضر، حيث تم تسليط الضوء على القضايا المرتبطة بالاحتباس الحراري والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية ووسائل علاج هذه الظاهرة، بالإضافة إلى المزايا المتعددة التي يمكن أن يجلبها الحزام الأخضر المحيطي للمدن. واقترح المشاركون بضرورة إحياء الحزام الأخضر لولاية بسكرة، الذي تم تهيئة آلاف الهكتارات منه لتلبية احتياجات المدن السكنية. وهناك ما لا يقل عن تسع بلديات في شمال وشرق العاصمة بسكرة مؤهلة لهذه العملية. وبحسبهم، فإنه من الممكن إعادة تشجير السفوح الواقعة عند سفح سلسلة جبال الأوراس لإنشاء سد أخضر صغير يحمي عاصمة الولاية من التصحر ويشجع على تنمية الأنواع النباتية والحيوانية المستوطنة. في نفس السياق، استعرض رئيس الشبكة الوطنية للبيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، المهتمة بالعمل على إنجاز السد الأخضر الذي يمتد عبر ولايات بسكرة والوادي وخنشلة وتبسة، الخطوط العريضة للنهج الجديد الذي تم اعتماده لإعادة الحياة إلى مناطق الغابات من خلال زراعة البساتين والشجيرات وكذلك أشجار الفاكهة المختلفة. موضحا أن الهدف من هذه العملية هو وقف التدهور البطيء للمناظر الطبيعية والأراضي ووضع حد للهجمات البيئية والترابية والزراعية التي تعاني منها المنطقة. وبحسب تصريحه، فإن الشبكة تنفذ مشروعًا يعتمد على تدخلات مكانية ومناطقية صغيرة لإنشاء هلال أخضر ينشأ من الغرب ويؤثر على الجنوب الغربي والجنوب الشرقي من منطقة الأوراس حتى الحدود التونسية. وقال: "طموحنا هو تعميم ثقافة ومفاهيم البيئة الحيوية وتشجيع السلطات العامة على الالتزام بنهجنا والتفكير في إعادة التشجير داخل البلدات والقرى، لأن زراعة شجرة واحدة تعادل عشرة مكيفات هواء كهربائية.