غادرت أول أمس آخر رحلة للحجّاج من مطار باتنة الدولي إلى البقاع المقدّسة في أجواء تنظيمية محكمة، استحسنها ضيوف الرحمان ومُرافقوهم، وهو ما يعكس نجاح الجُهود الكبيرة التي بذلتها المصالح المعنية من أجل ضمان تنقل أمن لأكثر من 1800 حاج من 5 ولايات مجاورة لباتنة. أشار المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية، إلى مواصلة الجهود من أجل تطوير المطار وتحديثه بما يتماشى مع المعايير الدولية، مؤكّدا على أهميته في تعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية للمنطقة، مشيرًا إلى أنّ السلطات المحلية تعمل ليكون المطار نموذجًا يحتذى به في مجال البنية التحتية للمطارات في الجزائر. وكانت مصالح ولاية باتنة بالتنسيق مع الجهات المسؤولة عن المطار قد جنّدت كلّ إمكاناتها المادية والبشرية لإنجاح تنقّل الحجّاج من باتنة إلى البقاع المقدّسة بعد توقّف نقلهم من هذا المطار لأزيد من 14 سنة، حيث تمكّنت طائرات الخطوط الجوية الجزائرية من نقل أكثر من 1800 حاج من ولايات باتنة، خنشلة، أم البواقي، بسكرة وأولاد جلال، وذلك عبر 11 رحلة جوية مُباشرة ذهابا وإيّابا نحو البقاع المقدّسة. وكانت مصالح الولاية قد شكّلت لجنة تضمّ جميع القطاعات المعنية بالعملية من أجل التكفّل التام بكلّ انشغالات الحجّاج، وتنقّلهم في أريحية خاصة بعد تسوية تحفظات هيئة الطيران المدني التي ترفض استقبال الطائرات الكبيرة بالمطار، حيث تمت عملية توسعة المطار وفق المعايير المعمول بها عالميا، ليكون جاهزا في أجل أقصاه منتصف شهر ماي الماضي. وفي إطار توفير ظروف حسنة لتنقل الحجّاج، تمّ توفير مكاتب صحية وأخرى بنكية لصرف العملة لتسهيل الإجراءات الإدارية للحجّاج، مع توفير موقف سيارات كبير يستوعب أكثر من 1500 سيارة لمرافقي الحجّاج، إضافة لمختلف مستلزماتهم، حسب ما أفاد به والي باتنة في تصريح ل "الشعب". وكان المطار قد شهد منذ مدّة عملية تهيئة كبيرة وتوسعة خصّصت لها السلطات المحلية غلافا ماليا معتبرا يفوق 10 مليار سنتيم من أجل توسعة المطار، وتمكين كلّ أصناف الطائرات خاصة ذات الحجم الكبير، من الهبوط في أمن وسلامة والتي أسندت أشغالها للمجمع العمومي الرائد كوسيدار من أجل ضمان الالتزام بنوعية الأشغال واحترام أجال التسليم، وذلك بالتنسيق مع شركة تسيير مطارات الشرق بقسنطينة. ومعلوم أنّ مطار باتنة الدولي قد استعاد عافيته برفع عدد الرحلات من وإلى ولاية باتنة، ودعمه بعدد هام من الرحلات المحلية والدولية، حيث تمّت برمجة العديد من الرحلات والتي لم تكن سابقا على غرار 12 رحلة جديدة أسبوعيا داخل الوطن وخارجه في إطار التكفل الجيد بانشغالات المسافرين ومستعملي هذا النوع من وسائل النقل، وذلك وسط استحسان كبير لهم.