أعلن علماء فيزياء أن لغز المادة السوداء غير المرئية التي تشكل ربع المادة الكونية، قد يحل قريباً، مستندين إلى نتائج تجارب أجريت على متن محطة الفضاء الدولية. وقال الباحثون إنهم لاحظوا وجود فائض من ''المادة المضادة'' مجهولة المصدر في تدفقات الإشعاع الكوني، قد تكون ناجمة عن انعدام المادة السوداء. والمادة المضادة تتكون من جزيئات بالطريقة نفسها التي تتكون منها المادة العادية، ولكن بشكل مضاد بحيث يؤدي خلط المادة مع المادة المضادة إلى فناء كل منهما. هي نتائج تجارب جرت على مدى 18 شهراً بواسطة جهاز قياس الطيف المغناطيسي ألفا الموجود على متن محطة الفضاء الدولية. ووجد الباحثون أن النتائج تتطابق مع جزئيات البوزيترون إحدى جزئيات المادة المضادة التي قد تكون ناجمة عن تدمير جزيئات من المادة السوداء. لكن هذه الملاحظات لا تكفي بعد لاستبعاد التفسيرات الأخرى، مثل أن يكون مصدر هذه الجزئيات نجماً نيوترونياً، وقال أحد الباحثين: ''مع المزيد من العلومات التي تردنا، ستتوسع معارفنا حول طبيعة هذا الفائض في المادة المضادة، وقد يسعفنا الحظ في تحقيق اكتشافات مثيرة جداً''. وأضاف: ''إذا تمكنا من رصد المادة السوداء وفهم بعض الأمور حول طبيعتها، سنحقق تقدماً كبيراً في فهمنا للفيزياء''. ولم يجر حتى اليوم رصد المادة السوداء في الكون سوى بشكل غير مباشر، ومن خلال آثارها الجاذبة، إلا أن طبيعة هذه المادة السوداء مازالت من أكبر الألغاز في علوم الفيزياء المعاصرة.