زادت الأمور الأمنية في العراق تعقيدا وتصاعدا بعد اعلان المتظاهرين في الرمادي بتشكيل «جيش العز» للدفاع عن ساحات الإعتصام وتحذيرات الجيش بالرد الحازم على أي اعتداء يتعرض له وهو ما خلق مخاوف من عودة العنف الطائفي الذي ذهب ضحيته معتصمون وجنود وشرطة. فقد قال قائد الشرطة لمحافظة الأنبار اللواء هادي رزيح أن الكيل قد طفح وأصبح المسار ينحرف بيد القتلة الارهابيين الذين يقتلون أبناء الأنبار وهاهم يعودون لقتلهم من جديد بحجة التظاهر السلمي المطالب برحيل المالكي. وحذر رزيح أهالي الأنبار من المؤامرة التي تحاك ضدهم حيث قام إرهابيون يوم الأربعاء بالتعرض لرتل عسكري آمن وقتلوا اثنين من جنوده وأصابوا أربعة بجروح وهاهم يكررون الحالة المأساوية بالتعرض لجنود كانوا فرحين بإجازتهم للقاء أهاليهم، حاملين رواتبهم فيتعرضون للقتل البشع! وأكد رزيح جاهزية الجيش والشرطة للرد على الارهابيين طالبا من أهالي الأنبار وأبناء العشائر تسليم الارهابيين خلال 24 ساعة. من جهته، أكد المالكي أن حكومته لن تسكت على ظاهرة قتل الجنود العراقيين، داعيا السياسيين إلى المصالحة مخاطبا إياهم قائلا: اتركوا الأمة تعيش في وحدتها وفي حكومتها ووئامها واختلفوا في القضايا السياسية... لكن لا تتحول السياسة إلى أداة للتخريب، وعلى ضوء تلك الأحداث جاءت دعوات مطالبة بالإلتزام التام بالسلمية والثبات وقد حمل أمير عشائر الدليم الشيخ علي حاتم السليمان المالكي مسؤولية مقتل الجنود وأي فتنة تحدث في العراق. أما نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك من دخول ساحات التظاهر وتكرار فاجعة الحويجة، مطالبا إعطاء الفرصة لأبناء العشائر تأدية دورهم الوطني وملاحقة المجرمين وتسليمهم للقضاء العادل. أما رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، فقد استنكر بأشد العبارات الاستهداف الأليم الذي نفذته مجموعة مسلحة وطال أفرادا من الجيش العراقي في محافظة الأنبار وطالب بفتح تحقيق عاجل وشفاف لمعرفة الجناة وتقديمهم للعدالة. أما مقتدى الصدر، فقد أكد أن الاعتداء على الجيش غير مقبول وحرام ودعا الحكومة إلى إتخاذ موقف مناسب من التظاهرات بما يضمن وحدة البلاد، كما أن الاعتداء على المتظاهرين أمر غير مقبول، كما أضاف وأعرب عن أمله في أن لا يكون العنف وسيلة للدعاية الإنتخابية وفي هذا الإطار علقت هيئة الاعلام والاتصالات العراقية رخصة عمل 10 محطات فضائية لتبنيها خطابا محرضا على العنف الطائفي واستخدامها لخطاب تصعيدي متشنج تجاوز المستويات المهنية التي تشترطها مواثيق ومدونات السلوك المهني وقواعد البث والإرسال ما يهدد وحدة البلاد ويعرض السلم والأمن إلى الخطر.