تتوفر ولاية سكيكدة على قدرات مائية الأبرز على الصعيد الوطني، حيث تقدر المياه السطحية بحوالي 1620 مليون متر مكعب في السنة، منها 293 مليون متر مكعب معبأة في 102 مليون متر مكعب، تذهب في الخلاء وإلى باطن الأرض أو البحر. تمتلك الولاية أربعة سدود كبرى، وهي سد زردازة بالحروش بقدر استيعاب سنوية تصل إلى 17 هكتومتر، لكنه لم يجند عند نهاية الشهر الماضي سوى 7.17 هكتومتر مكعب، أي نسبة لم تتعد الأربعين في المائة، يوزع منها 18 ألف متر مكعب يوميا لسكان دائرة الحروش للتزويد بالمياه الصالحة و 3 هكتومتر مكعب لسقي الأراضي الزراعية. ويواجه السد مشاكل تقنية ضخمة، منها على الأخص الطمي والأوحال المتراكمة فيه، والتي تحد من قدراته الكبيرة. وتقوم الوكالة الوطنية للسدود بأشغال منذ 3 سنوات لاستخراج الأوحال والطمي وتوسيع مجال الاستيعاب، إلا أن هذه الأشغال أصبحت تتطلب فعلا خبرة تقنية عالية المستوى وإمكانيات مادية كبرى. ويشغل سد القنيطرة في أم الطوب، غرب الولاية، بنصف طاقته تقريبا المقدرة ب 118 هكتومتر مكعب، وبلغ إنتاجه نهاية الشهر الماضي ما يقارب 93 هكتومتر مكعب لأول مرة منذ سنوات، بنسبة 75 في المائة، وتوجه كمية 40 ألف متر مكعب يوميا لتزويد المنطقة الصناعية ومدينة سكيكدة وبلدية سيدي مزغيش بالمياه الصالحة وحجم 8.5 هكتومتر مكعب للسقي. كما تقدر طاقة استيعاب سد زيت العنبة ببلدية بكوش لخضر ب 118 هكتومتر مكعب، وبلغت كمية المياه إلى غاية الشهر الماضي 102 هكتومتر مكعب بنسبة تقارب 87 في المائة، موجهة لتزويد دائرتي عزابة وبن عزوز بالمياه الصالحة، إلى جانب أجزاء من سكيكدة ب 195 مترا مكعبا يومي بالمياه. وخصص من هذه الكمية جزء ب 12 هكتومتر مكعب للري الفلاحي. أما الرابع، وهو سد بني زيد، تقدر طاقته النظرية ب 40 هكتومتر وجهت أغلب مياهه لتزويد بلديات الجهة الغربية للولاية بالمياه الصالحة، وتقتطع كمية ب 1.1 هكتومتر مكعب للري الفلاحي. ويقوم مكتب دراسات فرنسي متخصص في الانجازات المائية بدراسات تقنية ببلدية زردازة بالقرب من أودية منطقتي بوخمام وبوحاجب، وتصل طاقته النظرية إلى 71.5 هكتومتر مكعب وحوضه 319 للكيلومتر مربع، ومكتب دراسات برتغالي لبناء سد في بوشطاطة بطاقة نظرية تقدر ب 8.5 هكتومتر مكعب. ويوجد كذلك كشروع لبناء سد في بلدية زاد الزهور بطاقة 22.9 هكتومتر مكعب كلفت شركة صينية بإنجازه ابتداء من الفاتح ماي الماضي، إلا أن أشغاله لم تبدأ بعد لأسباب تقنية ومادية. كما استفادت الولاية، في إطار المخطط الخماسي الأول، من مشروع لم ينته يتمثل في مخطط لتصفية المياه القذرة موجهة لسقي 1700 هكتار من الأراضي. واستنادا لإحصائيات قدمتها مصالح الري فإن متوسط الحصة اليومية من المياه الصالحة الذي يتلقاه المواطنون يقدر ب 137 لتر في الثانية يوميا، ويلغ طول الشبكات 89 في المائة وعدد محطات معالجة المياه الخمسة وعدد الخزانات 359، إلا أن المعطيات الميدانية والحقيقية تختلف كليا عن هذه الإحصائيات النظرية.. فهناك أحياء حتى في عاصمة الولاية لا تتزود إلا مرة في الأسبوع وبكمية قليلة، في حين العديد من التجمعات السكنية في المناطق الغربية والجنوبية والشرقية بدون حتى شبكات للتزود، والدليل على ذلك الاحتجاجات اليومية للسكان للمطالبة بالمياه. وقد ظلت دوائر بأكملها، لاسيما الدوائر الأم القديمة مثل عزابة والقل، تعاني من نقص فادح في المياه الصالحة بسبب قدم شبكات التوزيع التي أقيمت في الخمسينات، وحتى في عاصمة الولاية ذاتها بعدد من السكنات. ورغم منح مشاريع ضخمة للجهتين الغربيةوالشرقية، أوما يعرف برواق القل الكبير الذي يهدف إلى ربط كل التجمعات بشبكات المياه انطلاقا من سد القنيطرة والمشروع الكبير لعزابة لربط كامل الجهة الشرقية من خلال 3 خزانات كبرى وشبكات بطول يفوق الأربعين كيلومتر، إلا أن مشاكل التوزيع والتموين للمياه مازالت قائمة بحدة.