شدَت انتباهنا بالطريق السيار شرق غرب باتجاه زرالدة تلك السيارة التجارية القديمة جدا معبأة بكل أنواع مادة البلاستيك، وهي مركونة على حافة الطريق لعطب أصابها، صاحبها كان شابا برفقة مراهقين، توقفنا أمامها وكان هدف صفحة ''شباب بلادي'' الوقوف عند هذه المهنة، إن صح التعبير ''التجارة'' والتي أصبحت يمارسها بعض الشباب والمراهقين وحتى الأطفال، مؤخرا. تقدمنا من الشاب، سألناه عن هذه الظاهرة، فأكد وبدون تردد أنها أصبحت مهنة الكثير من الشباب الذي يسعى لجلب لقمة العيش، مضيفا أنه وبعدما أصبح المختصون في البيئة يهتمون بإعادة النفايات، أصبح لهذه المادة قيمة بعدما كانت ترمى في النفايات وتحرق معها. الشاب قال إن مغامرته مع البلاستيك بدأت منذ عامين، حيث عرض عليه صديقا له مساعدته في جمع كل أنواع مادة البلاستيك من النفايات المنزلية والعامة، لبيعها لأحد الوسطاء ويبيعها بدوره إلى مصانع البلاستيك'' .وافقت ومن غير تفكير لأني كنت بطالا، وكوني لا أحب الكسل اتجهت معه، وحينها كانت المفاجأة، لم نكن الوحيدان في الميدان لكن شباب كثر ومراهقين وحتى أطفال، وجدت الكل يحمل بيديه أكياس من النوع الكبير لملئها، بالدلاء والقارورات والعلب، وكل ما هو من مادة بلاستيكية، فتشجعت وتحصلت على حصتي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعمل في هذا الميدان، وأصبحت الآن مستقلا عن صديقي وأتعامل مباشرة مع الوسطاء''. الشاب الذي رفض ذكر اسمه يبلغ من العمر 31 سنة، يقول إن مستواه الدراسي يسمح له بالتكوين، ولهذا يطلب التفاتة من السلطات بتقنين هذه الحرفة في إطار مهني وفتح المجال للشباب للتكوين والتخصص فيها بما يسمح له ممارستها في أطر المقاييس العلمية والبيئية والدولية. كما اعتبر ولوج الأطفال هذا الميدان خطير في غياب الوعي الصحي عندهم، ويزعج الكثير من المواطنين عند ترك الطفل القمامات المنزلية مبعثرة بعدما يحصل على ما يحتاجه من مواد بلاستيكية. وعن مستقبله يقول الشاب: ''دخلت الميدان من باب الصدفة، وربما يدخلني بدوره إلى عالم التجارة، أعترف أن حالتي المالية تتحسن بمرور الأيام من خلال هذه الحرفة، وإن فتحت لي فرصة التكوين كما قلت، سوف أجتهد للاستثمار في هذا المجال، وأساهم في جلب يد عاملة أخرى، وأساهم في نظافة المحيط والمضي قدما بالتنمية المحلية المستدامة، وأكون بهذا شابا قويا ومواطنا صالحا، فنحن كذلك نملك أفكارا لابأس بها''.