تكتسي الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء التركي إلى الجزائر أهمية قصوى نظرا لمستوى العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين على صعيد التشاور السياسي والتعاون الاقتصادي الذي بلغ سقفا إيجابيا إرتاح له الجانبان، اللذان يعملان على تقييم مدى التقدم الحاصل في تطبيق الاتفاقيات بين الجزائر وتركيا. ويترجم الاهتمام الثنائي، وجود اتفاقية الصداقة والتعاون الموقعة في 2006، والتي تتضمن التفاهم والتشاور، وكذلك عقد الدورة ال 10 للجنة المختلطة الجزائرية، التركية بأنقرة في سبتمبر 2012 وبالإضافة الى ذلك سلسلة الزيارات التي قام بها كل من وزراء الخارجية والطاقة والموارد الطبيعية إلى الجزائر. وتراهن الجزائر كثيرا على هذه العلاقات انطلاقا من رؤيتها السليمة ونظرتها السديدة باعتبارها علاقات نموذجية، تسير وفق رزنامة ثرية، كل سنة تشهد تطورا في المؤشرات المتعلقة بالتعاون كان آخرها بلوغ حجم المبادلات 5 ملايير دولار، وتتأكد يوميا إرادة المسؤولين في البلدين على العمل من أجل إعطاء الأبعاد الحقيقية والملموسة لهذا التعاون، والاهتمام به أكثر فأكثر،، كونه يحمل عواملا تخدم المصالح المشتركة للشعبين،، وكذلك النشاط وفق قاعدة «رابح رابح». هذا التوازن الموجود في العلاقات الجزائرية، التركية يزداد تجذرا، انطلاقا من حرص الجزائر على التعامل مع شريك محترم،، قادر على ترجمة كل الانشغالات الجزائرية في العديد من القطاعات الحيوية. كون الجزائر تخوض معركة التنمية، وعليه فإن اختيارها صارم في البحث عن الشركاء الذين بامكانهم، واستطاعتهم مرافقة الجزائر في خياراتها الاقتصادية منها ترقية قطاعات استراتيجية كالسكن، النقل، الفلاحة، وغيرها،، وتعد تركيا من الشركاء الجديين الذين يتمتعون بالمواصفات اللائقة والمبحوث عنها. ويبدي المسؤولين الأتراك ارتياحهم لزيارة الجزائر وحسب مصادر مطلعة فإن المحادثات بين الطرفين تناولت كل المجالات التي مافتىء يسعى اليها الجانبان لتطويرها،، ففي هذا الشأن أكد لنا مستشار رئيس الوزراء التركي على هامش المحادثات الثنائية التي أجراها عبد المالك سلال الوزير الأول، ورجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي بقصر الحكومة أن الاستثمارات التركية في الجزائر بلغت 1 مليار دولار سنة 2012. ودعما لهذا التوجه، فإن مجمل قيمة الاتفاقيات الموقعة في قطاع البناء تقدر ب 3،5 مليار دولار تخص المشاريع التي ستنجز لاحقا، يعزز ذلك بشركة تركية للحديد «توسالي،، هولدينغ» بوهران. كما يجري التفاوض من أجل إلغاء التأشيرة بين الجزائر وتركيا، وقدر عدد الجزائريين الذين يزورون تركيا كل سنة ب 100 الف بالإضافة الى كل هذا فإن هناك تعاونا مثمرا بين تركيا والجزائر من أجل محاربة الإرهاب، كونهما يتمتعان بتجربة رائدة في هذا الميدان، وفي مقابل ذلك فإن تركيا تولي اهتماما خاصا للتعاون مع الجزائر في قطاع الطاقة، وهي في حاجة ماسة الى الجزائر في هذا المجال. بالاضافة الى ميادين تعاون أخرى، ونشير هنا الى أن وزراء الخارجية والزراعة والنقل والمواصلات والاقتصاد شاركوا في المحادثات مع المسؤولين الجزائريين.