عبّر الفنان إسماعيل فراح، عضو فرقة البربر وصاحب أغنية البشطولة، والكاهنة أن الحالة الفنية في الجزائر متردية من ناحية الإبداع، ورغم هذا هناك بعض الفنانين ينتجون أعمالا فنية راقية وتشرّف الجزائر في الخارج، في كل الطبوع بما فيها الشاوي، القبائلي، والصحراوي، و.. يرى فراح، في تصريحه ل«الشعب"، أن عالم الاغنية الجزائرية يعيش نقصا من ناحية كتاب الكلمات والشعراء، الذين يكتبون الأغاني بكلمات بناءة وهادفة تصلح المجتمع وتُرقي الذوق الفني والحس السمعي لدى الجمهور، لأن نجاح الفنان يتوقف عند الاختيار الامثل للكلمات والأداء الموسيقي، والفنان لابد له من موهبة فطرية تجعله يميل الى الغناء، وحنجرة وحبال صوتية قادرة على مختلف الأداءات وذاكرة جيدة تحفظ الكلمات والألحان، أما الانسان المبدع فهو الذي يكتب الكلمات ثم يأتي بملحنها، وتغنى من طرف فنان يرافقه مبدعون من العازفين على الآلات. وأكد ذات الفنان ل«الشعب" أن الساحة الفنية في ولاية أم البواقي تفتقر للفنانين الذين يؤدون الأغنية ذات الطابع الشاوي، حيث أن جّل الأعمال التي توجد في الساحة اليوم هي مقلدة لعيسى الجرموني، مما أدى إلى ركود كبير في هذا المجال ولم ينتج الفنانون أعمالا فنية راقية من ناحية الموسيقى، والآداء، تتماشى مع الأغنية المعاصرة وإن صح ّالتعبير فكل الأغاني تأخذ طابعا فلكلوريا. وتحدث اسماعيل فراح عن أسطورة الأغنية الشاوية عيسى الجرموني، حيث قال: ل«الشعب" "مثلا عندما نتكلم عن نجاح عيسى الجرموني يرجع الى اختيار الكلمات والشعراء أمثال بوفريوة، الشيخ مكي بوكريسة والتي كانت مزيج بين العربية والشاوية وتناولت مختلف المواضيع والأغراض والهموم التي يعيشها المواطن مثل الغربة، الحب، الثورة، والوطنية ، الهجاء، والفخر، وعلى هذا عيسى الجرموني ترك مدرسة فنية لا تمحى من الذاكرة الشعبية وتبقى أسطورة متداولة بين الأجيال. والفنان لابد له من فرض عمله في الساحة، والعمل هو الذي يحدد قيمته ومستواه، لأن الفنان هو الذي يخلق الجمهور وليس العكس، "وأنا منذ سنة 1980 أعمل في المجال الموسيقي وقدمت العديد من الأعمال الى الساحة الفنية، والآن بصدد إنتاج ألبوم غنائي بالطابع الشاوي، مع الشاعر الحاج الطيب خليفي، إضافة إلى جهدي الكبير للبحث عن الموسيقى التي تتماشى مع كلماته". وتطرق ذات الفنان في حديثه ل«الشعب"عن المجهودات التي تقدمها فرقة اثران للموسيقى الشاوية العصرية، هذه الفرقة التي كانت لها مشاركة داخل وخارج الوطن ، تعمل جاهدة لإنتاج عمل خاص بها يتماشى مع العصر. وتأسف فراح عن الوضع الذي تعيشه الأعمال الفنية، بسبب عدم حفظها لكونها ليست مسجلة في الديوان الوطني لحقوق المؤلف، ولا يوجد قانون خاص يحمي الفنان ويحفظ ملكيته، حيث قال في هذا الصدد "الفنان اليوم لابد له من قانون يحميه ويحدد شروط الممارسة الفنية في جميع المجالات الفنية من فنون سمعية بصرية، موسيقى، مسرح، الأدب الفني والشفوي، وتصميم الرقص، والوكالات الفنية، من أجل تحديد العلاقة بين الفنانين والوكالات الفنية، ويضمن للفنان حماية تخوّله الحصول على مستحقاته، وحقوقه الأدبية والفنية، وكذا الاستفادة من الحماية الاجتماعية. كما ثمّن ذات الفنان مشروع وزارة الثقافة المتعلق بالحملة التي أعلنتها عبر مديريات الثقافة على المستوى الوطني، ويتعلق الأمر ببطاقة للفنان التي ستضبط الساحة الفنية من الدخلاء والتي يستفيد من خلالها الفنان من كل الحقوق، ونتمنى أن تصفى القلوب وتزول الصراعات والعقليات البالية، ونعمل اليد في اليد من أجل خلق فضاء فني راق، مع دعم وتدعيم القدرات المبدعة والقضاء على الرداءة في المجال الفني .