رغم التنازلات التي قدمتها الحكومة البرازيلية لاحتواء الاحتجاجات التي تهز البلاد ،و اعلانها التخلي عن رفع أسعار المواصلات العامة وتحسين الخدمات ،فان الحراك الشعبي مازال يهز المدن البرازيلية التي باتت تعيش غليانا شعبيا ينذر بانزلاق خطير . وفي هذا الاطار،خرج حوالي مليون شخص إلى الشوارع في مدن مختلفة من البرازيل امس الاول وشهدت المظاهرات مواجهات واعمال عنف خلفت مصرع متظاهر في حادث سير في مدينة تقع بالقرب من ساو باولو في أول حالة وفاة منذ اندلاع الاحتجاجات ضد السياسة الاجتماعية للحكومة في البرازيل الأسبوع الماضي. وخرج 300 ألف شخص الي الشوارع في ريو دي جانيرو بوسط البلاد وحدثت مصادمات مع الشرطة، وفي الطريق الرئيسي في وسط مدينة ساو باو رفع المحتجون لافتات كتب عليها «20 سنتا هي مجرد بداية» في اشارة الي تخفيضات رسوم الحافلات. وفي العاصة برازيليا شارك عشرات الالاف في مسيرة إحتجاج التفت حول مبان عصرية من المعالم الرئيسية للمدينة تضم مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وأشعلوا النار لفترة وجيزة امام وزارة الخارجية. وقالت الشرطة ان حوالي 80 شخصا من المحتجين بعضهم يحملون متفجرات محلية الصنع تمكنوا من اقتحام المبنى قبل ان تقوم باخراجهم. وقالت وسائل الاعلام البرازيلية ان مئات الاشخاص اصيبوا بجروح طفيفة في ارجاء البلاد ومن بينهم مراسل لمحطة تلفزيون في ريو قال انه اصيب بطلقة مطاطية اطلقتها الشرطة. ودفع استمرار الاحتجاجات واتساع نطاقها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف الي إلغاء زيارة مقررة الاسبوع القادم الي اليابان وعقد اجتماع طاريء امس. واتسع نطاق اهداف الاحتجاجات -وهي الان في اسبوعها الثاني- ليشمل الضرائب المرتفعة والتضخم والفساد وضعف مستوى الخدمات العامة مثل المستشفيات والمدارس والطرق. وبينما تستيضف البرازيل مباريات بطولة كأس القارات لكرة القدم التي بدأت السبت ، ندد المتظاهرون ايضا بتخصيص أكثر من 26 مليار دولار من الاموال العامة لانفاقها على كاس العالم 2014 واولمبياد 2016 ودخل نجوم كرة القدم البرازيليين أصحاب الشهرة العالمية علي خط الأزمة، حين أعرب نجم منتخب كرة القدم نيمار عن مساندته للمظاهرات. في المقابل وجه أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه نداء إلي الآلاف من المتظاهرين الذين يحتجون على تدني مستوي الخدمات العامة والفساد لمغادرة الشوارع والتركيز على كرة القدم لكن نداءه قوبل بسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتعد هذه المظاهرات الأكبر التي تشهدها البلاد منذ عام 1992حينما خرج المواطنون للشوارع للمطالبة بإقالة الرئيس فرناندو كولور دي ميللو.