أعرب الطيب عيفة من أحفاد الجزائريين الذين رحلوا إلى معتقلات كاليدونيا الجديدة خلال فترة الاحتلال الفرنسي البغيض، وأول رئيس عربي لبلدية بإحدى مقاطعات كاليدونيا عن سعادته بمشاركته في معرض ''ذاكرة وانجازات '' لتمثيل أحفاد الجزائريين المنفيين، قصد الحفاظ على الرابطة التاريخية، مفيدا أنه وضع هذا المعرض الذي ينتمي إلى بلدته تحت تصرف وزارة المجاهدين. وأضاف الطيب عيفة في حديث ل ''الشعب '' على هامش معرض ''ذاكرة وانجازات '' المنظم من طرف وزارة المجاهدين بقصر المعارض أن التاريخ تم إخفاءه لفترة طويلة لأن حياة الجزائريين المنفيين وأولادهم كانت صعبة جدا ومأساوية، وقد حاول أجدادهم الخروج من هذه الوضعية المؤلمة، مشيرا إلى أن أجدادهم لم يرغبوا في الحديث عن معاناتهم لأبنائهم وأحفادهم كي لا يثقلوا كاهلهم بمعاناتهم. نفس الأمر، أكده كريستوف ساند محافظ معرض كاليدون قائلا أنه خلال سنوات الستينيات رأت مجموعة من أحفاد الجزائريين المنفيين ضرورة الحفاظ على الرابط مع بلد أجدادهم الأصلي، فأنشاؤا سنة 1969 جمعية العرب وأصدقاء العرب من كاليدونيا التي تضم أيضا أشخاص من تونس، المغرب والصومال وغيرهم من الجنسيات. مشيرا إلى أن إنشاء هذه الجمعية سمح بالتحام الجالية الجزائرية. وأرجع محدثنا الفضل في ربط أحفاد الجزائريين المرّحليين إلى كاليدونيا الجديدة بوطنهم الأم إلى جزائري اهتم بالتاريخ والذي اكتشف هذه الجالية سنة 1984 وأول من كتب عنها وهو المحامي أوصديق، وأنه في سنة 1986 تمكن بعض الجزائريين من القدوم إلى الجزائر. وكذا بفضل سعيد عولمي الذي قربهم من عائلاتهم بالجزائر من خلال الروبورتاج الذي أعده عندما زار كاليدونيا، والذي كان له صدى كبيرا وتجاوبا في كلا البلدين. وأضاف كريستوف في حديثه ل ''الشعب '' أن الجزائريين هم من طلبوا منهم المجيء واحتضانهم، مما حرك في نفوسهم شعورا جميلا يخص انتمائهم إلى وطنهم الأصلي. حيث أنه في سنة 2005، ذهب وفد من أحفاد الجزائريين المنفيين إلى أرض أجدادهم بمختلف الولايات، سطيف، باتنة، منطقة القبائل، وزادت العلاقة سنة 2009، عندما قام لويس جوزي باربانسون وزير كاليدونيا الجديدة بتنظيم معرض حول العرب. وفي هذا السياق، أشار كريستوف ساند أنه لولا موافقة الجالية الجزائرية بكاليدونيا لما أقاموا هذا المعرض بالجزائر، وحسبه فإن جاليتهم اشترطت عليهم تمثيلهم أحسن تمثيل وإظهار أنهم على قيد الحياة وموجودون ليتواصلوا مع أبناء جلدتهم بالجزائر.