عاد التوتر ليخيم على شمال مالي قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية، وذلك إثر المواجهات التي شهدتها مدينة كيدال بين مجموعة من الطوارق وسكان سود أسفرت عن سقوط أربعة قتلى. واندلعت أعمال العنف، مساء الخميس، وسط كيدال بعد تردد أخبار عن وصول تعزيزات للجيش المالي الذي أثار وجود 150 من جنوده في المنطقة منذ الخامس من جويلية توترا بين معارضيه من بعض الطوارق والمجموعات الأخرى. وقال مصدر عسكري إفريقي أن إطلاق نار حدث بين مجموعة من الطوارق يعتقد أنها من الحركة الوطنية لتحرير أزواد أو مقربين منها وسكان سود، موضحا أن أربعة قتلى على الأقل سقطوا في أعمال العنف هذه التي اكدتها مصادر قريبة من حاكم المدينة. وأضاف المصدر الإفريقي الذي يعمل في قوة الأممالمتحدة في مالي، أن عددا كبيرا من الأشخاص فروا إلى معسكر كيدال خوفا من أعمال العنف. وتابع المصدر نفسه أن الاشتباكات بدأت عندما سرت شائعة تفيد بأن تعزيزات للجيش المالي وصلت إلى كيدال، فخرج بعض السكان يهتفون بحياة الجيش وآخرين بحياة الأزواد وهو الاسم الذي يطلقه الطوارق على شمال مالي ثم سمع اطلاق نار وسقط قتيل وتم تخريب محلات تجارية يملكها أشخاص أصولهم من غاو. وسجل مراقبون سياسيون أن الأحداث التي شهدتها كيدال تمثل انتهاكا من طرف حركة تحرير أزواد لاتفاق السلام الموقع في 18 جوان في واغادوغو مع الحكومة المالية الانتقالية.. وتأتي هذه المستجدات الخطيرة، بينما تتواصل الحملة الإنتخابية في البلاد وبينما تتمسك القيادة المالية بتاريخ 28 جويلية موعدا لإجراء الإقتراع الرئاسي في كامل التراب الوطني بما في ذلك الشمال. وحول الوضع في كيدال بعد عودة الجيش المالي إلى المنطقة لتأمين المسار الإنتخابي، أكد الرئيس المالي المؤقت دياكوندا تراورى أن الإنتخابات ستجرى في كيدال بشكل عادي على غرار كامل التراب المالي، مضيفا أن كل الإمكانيات تم توفيرها حتى تجرى هذه الإستحقاقات في ظروف ملائمة مؤكدا أنه تم إرسال كل التجهيزات المتعلقة بالإنتخابات إلى منطقة غاو في إنتظار إنتشار قوات الأمن المالية، وكذا الإدارة في كامل منطقة كيدال. وعلى خلفية الإصرار على إجراء الإنتخابات في موعدها قرر المرشح تيبيلي درامي وزير الخارجية المالي السابق الإنسحاب من خوض الإستحقاقات، معتبرا أن الشروط الضرورية لإجراء إنتخابات طبيعية غير متوفرة في كيدال. يشار إلى أن المحكمة الدستورية في مالي بإمكانها تأجيل الإنتخابات الرئاسية حتى قبل 72 ساعة من موعد فتح مكاتب الإقتراع. ورغم تمسك باماكو بتاريخ الانتخابات الرئاسية، فإن أعمال العنف بكيدال وعدم استعدادها كما ينبغي للاقتراع أن يثير مخاوف من عدم تنظيم الانتخابات. الإرهابي بلمختار في القائمة السوداء ومن ناحية ثانية، وجه الإدعاء العام الأمريكي تهما للقيادي في الجماعات الإرهابية، مختار بلمختار بالضلوع في الهجوم على محطة الغاز في تيقنتورين بالجزائر في جانفي الماضي ما أدى إلى مقتل عشرات العمال ومن بينهم ثلاثة أمريكيين. واتهم مختار بلمختار، في بلاغ يتضمن ثماني دعاوى بالتآمر لتوفير الدعم المادي لخطة القاعدة لاحتجاز رهائن وخطف أشخاص يتمتعون بحماية دولية والتآمر لاستخدام أسلحة دمار شامل وتهم أخرى. وقالت لائحة الاتهام أن بلمختار مرتبط بجماعتين هما تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وكتيبة الملثمين والجماعة التي شكلتها مؤخرا باسم كتيبة «الموقعون بالدماء». واستأنفت منشأة الغاز تيقنتورين إنتاجها في فيفري.