يتوجه غدا الناخبون في مالي إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة خمس سنوات، في انتخابات يتوقع أن تفتح عهدا جديدا في أعقاب الانقلاب الذي وقع في البلاد، وسيطرة الإسلاميين بعده على الشمال، ثم طردهم منه بالاستعانة بقوات فرنسية، هذا الاستحقاق يجري وسط أجواء تطبعها مخاوف لدى بعض الماليين من أن يؤدي الاندفاع نحو إجراء الانتخابات إلى عواقب غير حميدة في المستقبل. تتنافس 27 شخصية سياسية على كرسي الرئاسة في مالي ممن صادقت المحكمة الدستورية على ملفات ترشحهم من مجموع 36 ملفا بينهم امرأة واحدة وأسماء معروفة على الساحة المالية والإفريقية من رؤساء وزراء سابقين ومسؤولين حكوميين وناشطين في الحقل الحقوقي وخبراء دوليين. وسيختار الماليون واحدا من بين 27 شخصية مرشحة لقيادة البلاد بعد انقلاب مارس 2012، ومن أبرز هذه الشخصيات إبراهيم بوبكر كايتا (68 سنة) الذي يترشح لهذا المنصب للمرة الثالثة بعد رئاسيات 2002 و2007 اللتين هزم فيهما أمام الرئيس المطاح به أمادو تومانو توري. وتعد هذه الانتخابات أحد أبرز بنود الاتفاق الذي وقعت عليه الحكومة المالية مع المتمردين الطوارق، وستليها دورة ثانية في 11 أوت في حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، وستتم مراقبتها من طرف مراقبين دوليين بينهم 90 من الاتحاد الأوروبي . وقدر تواصلت التحضيرات لهذا الموعد الهام حيث شهدت نهاية السبوع انتشار المراقبين التابعين للاتحاد الإفريقي عبر كامل التراب المالي تمهيدا للشروع في عملية الاقتراع وفق ''مخطط الانتشارڤ الصادر عن بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الإفريقي. وينتشر اليوم خمسون (50) مراقبا إفريقيا من بينهم جزائريان في كل من مناطق ڤكيدالڤ وڤ غاوڤ وڤتومبوكتوڤ في الشمال، وڤموبتيڤ وڤسيغوڤ بوسط البلاد، إضافة إلى ڤكوليكوروڤ وڤسيكاسو ڤ وڤكايس'' ويرتقب أن يقدم المراقبون الأفارقة تقاريرهم حول ظروف سير الانتخابات في المناطق التي توجهوا إليها في 29 جويلية الجاري على أن يتم اعتماد التقرير النهائي من طرف البعثة الإفريقية في 31 من نفس الشهر. وسيعمل المراقبون الأفارقة في المناطق التي يتواجدون بها على تمكين كل الماليين من الإدلاء بأصواتهم خاصة في مناطق الجنوب التي شهدت نزوح نحو 475 ألف نازح جراء أعمال العنف التي شهدتها المنطقة طيلة 18 شهرا الماضية. ويشارك قرابة 500 مراقب دولي من بينهم 90 من الاتحاد الأوروبي و50 من الاتحاد الإفريقي وآخرون من الأممالمتحدة والمنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والمنظمة الدولية للفرنكوفونية إضافة إلى مراقبين من كل من الولاياتالمتحدة و جنوب إفريقيا. ويضطلع المراقبون بمهام التأكد من السير الحسن للعملية الانتخابية عبر كامل التراب المالي وضمان احترام الاتفاق المبدئي الموقع بواغادوغو بين الحكومة الانتقالية بباماكو والمتمردين التوارق وكذا تقييم نزاهة وشفافية عملية الاقتراع. وستنظم دورة ثانية يوم 11 أوت إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في اقتراع غد. أبرز المترشحين @ إبراهيم بوبكر كايتا 68 سنة يترشح لهذا المنصب للمرة الثالثة بعد انتخابات 2002 و2007 اللتين هزم فيهما أمام الرئيس المطاح به أمادو تومانو توري. @ صومايلا سيسي (63 سنة) الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (2004 2011-). كان من أوائل المنخرطين في حزب التحالف من أجل الديمقراطية في مالي الذي تزعمه ألفا عمر كوناري ليصبح أمينا عاما لرئاسة الجمهورية سنة 1992، سنة 2000 تقلد السيسي حقيبة التجهيز وإدارة الاراضي والبيئة @ سومانا ساكو 61 سنة، شخصية آخرى لها وزنها في هذه الاستحقاقات نظرا لمواقفه الوطنية. شغل منصب رئيس وزراء سابق خلال المرحلة الانتقالية بمالي (مارس 1991 - جوان 1992) كما تقلد منصب أمين تنفيذي لمؤسسة تعزيز القدرات في إفريقيا في جانفي 2000 له مسار طلابي حافل بالنضال ضد الحكم العسكري في مالي التي شهدت العديد من الانقلابات العسكرية. @ موديبو سيديبي يعد من أبرز الشخصيات التي قادت البلاد في عهد الرئيس المخلوع آمانو توماني توري، قاد البلاد كرئيس للوزراء من 2007 إلى غاية 2011، يتمتع بتكوين عسكري وحقوقي. عمل في سلك الشرطة ووزارة الدفاع المالية ثم بدأ بعد ذلك نشاطه الوزاري في أفريل 1993 كوزير للصحة والتضامن ثم وزيرا للخارجية والتعاون الدولي سنة 1997 وبعد انتخاب أمادو توماني توري رئيسا للبلاد سنة 2002 تقلد منصب مدير الديوان الرئاسي إلى غاية سنة 2007 التي حمل فيها حقيبة الخارجية. @ المرشح شيخ موديبو ديارا (61 سنة) عالم بالفيزياء الفلكية حقق نجاحا معتبرا في المجال العلمي قبل انخراطه في العمل السياسي حيث عمل بوكالة (ناسا) ثم مديرا لشركة ميكروسوفت بالقارة الأفريقية من سنة 2006 لحد الآن. @ المرشحة الوحيدة من بين ال27 شخصية مالية في الاستحقاقات هي حيدارا إيساتا سيسي (54 سنة) حقوقية وامرأة أعمال اشتهرت في الحقل السياسي منذ توليها سنة 2007 العهدة النيابية في البرلمان المالي عن بلدة بوريم بمنطقة غاو شمال البلاد . @ درامان دومبيلي (46 سنة) بالرغم من نقص خبرته السياسية مقارنة مع منافسيه فهو مدعوم من طرف أكبر حزب في البلاد وهو التحالف من أجل الديمقراطية في مالي الذي تزعمه الرئيس الأسبق ألفا عمر كوناري، كما يعد من الشخصيات المقربة من الرئيس المؤقت الحالي ديانكوندا تراوري. ترشح قبل هذا الموعد لانتخابات 2012 الرئاسية التي تم تعطيلها تحت مظلة نفس الحزب. @ حسيني آميون غيندو (43 سنة) يتقدم لأول مرة لانتخابات الرئاسة في مالي، مرشح عن حزب التوافق من أجل تطوير مالي الذي أسسه سنة 2008 وهو الحزب الذي حاز على 7 مقاعد وتمركز كرابع قوة سياسية في مالي خلال تشريعيات 2009. @ موسى مارا (38 سنة) خبير محاسبة ومن أصغر المرشحين لرئاسة البلاد كان من أكبر المنافسين لإبراهيم بوبكر كايتا في تشريعيات 2007 حيث فاز عليه حينها في مقاطعة باماكو مسقط رأس (مارا) ثلاث سنوات بعد ذلك (2010) أسس حزب (التغيير) الذي يحمل شعار: (حزب الشباب من أجل الشباب) . القسم الدولي