يسمح في شهر رمضان الكريم للمرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل ارتفاع الضغط الشرياني أو السكري (2) وغيره من الصيام بشرط أن تكون حالتهم الصحية تحت المتابعة الطبية ، لكن بالمقابل لا يسمح للمرضى المصابين بقصور في القلب بالصيام لما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، وهذا ما أكده ل «الشعب» الدكتور مولود موالك المختص في أمراض القلب والشرايين. هل صحيح أنه بإمكان المرضى المصابين بارتفاع الضغط الشرياني الصيام؟ ̄ ̄ في شهر الصيام تنقلب أوقات الإفطار، فيصبح الليل نهارا والنهار ليلا، ولهذا السبب يسمح للمرضى المصابين بارتفاع الضغط الشرياني بالصيام بشرط الحرص على تنظيم الجرعات الدوائية اللازمة للمريض في أوقات الإفطار على مرحلتين أو ثلاث، حسب ما تلزمه الحالة الصحية للمصاب وبالخصوص عند ملاحظة بعض الأعراض التي يمكن أن تظهر عليه والتي تتمثل في الشعور بالدوار(الدوخة) أو ألم شديد في الرأس وهي علامات تتطلب الإفطار و أخذ جرعة دوائية مستعجلة في حال تسجيل ارتفاع في الضغط وذلك مباشرة بعد قياسه، ويتطلب القيام بذلك كلما استلزم الأمر لتفادي التعرض لتعقيدات مرضية خطيرة. وبخصوص مرضى القلب، هل باستطاعتهم الصوم أم أن ذلك يشكل خطرا على حياتهم؟
̄ ̄ فيما يخص المرضى المصابين بمرض القلب، فلا يمكنهم إطلاقا الصيام، فبالنسبة إليهم القيام بأي مجهود ، وخصوصا هؤلاء الذين يعانون من مرض قصور القلب Insuffisance cardiaque يتسبب في إتعاب عمل القلب، ولهذا الغرض يجب عدم السماح لهم بالصوم، لأن بعضهم يجهلون الخطورة التي يمكن أن تنجم جراء مثل هذه التصرفات غير الواعية، وهذا ما يعرضهم في معظم الحالات حتما للموت لا قدر اللّه. كيف يكون الحال بالنسبة لمرضى السكري؟ ̄ ̄ ينقسم مرض السكري إلى نوعين، ويشمل الصنف الأول المرضى الذين يحتاجون إلى أخذ جرعات يومية من الأنسولين وليكن في علمكم أنه لا يمكن لهؤلاء الصيام في معظم الحالات. أما المصابون بمرض السكري من النوع الثاني، فبإمكانهم الصيام ولكن يجب عليهم توخي الحذر اللازم ويكون ذلك بعد تسجيل حالة استقرار لديهم في نسبة الأنسولين، فإذا ما ثمة وحدث لديهم هبوط في نسبة السكر، والذي يظهر لديهم في شكل علامات أهمها: خفقان القلب، الرعشة، البرودة، التعرق أو التخبط أو حتى الإغماء، فعليهم الإفطار مباشرة، لأن متابعة الصيام يصبح خطرا على صحتهم ويعتبر في حد ذاته انتحارا نظرا لخطورة الوضع، فبإمكان المريض أن يفقد حياته نتيجة مثل هذه التصرفات.
دكتور، ما هو التصرف السليم الذي يتوجب على المرضى إتباعه؟ ̄ ̄ من المهم تناول أغذية متوازنة وصحية والابتعاد عن تناول كمية كبيرة من السكريات مباشرة بعد الإفطار، لأن ذلك بإمكانه أن يتسبب في ارتفاع في نسبة السكر في الدم وهذا أيضا يعرض حياة المصاب بالسكري من جهة ثانية للخطر. لذلك أكرر وأقول أن التغذية السليمة تضمن التوازن الفيزيولوجي في جسم المريض وهي في حد ذاتها علاج طبيعي والحال أيضا نفسه بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط الشرياني، فمن الواجب عليهم عدم تناول الأغذية المالحة والدسمة عند الإفطار لتفادي الوقوع في فخ ارتفاع نسب الكولسترول والضغط الدموي لديهم مرة واحدة، وتجنب تعريض صحتهم إلى مضاعفات لا يحمد عقباها .