دعا رجل الأعمال، اسعد ربراب، إلى فتح نقاش وطني عام يجمع المتعاملين الاقتصاديين والسلطات العمومية بهدف إيجاد حلول واقعية لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني ومواجهة التحديات التي تواجهه، وفي مقدمتها استحداث مناصب الشغل، وطالب السلطات بتحرير الأفكار وجمعيات الباترونا بتوحيد الصف وتجاوز الحسابات الشخصية والضيقة للمتعاملين الخواص والعمل جميعا من أجل المصلحة العليا للوطن. وفي ندوة نشطها، أمس، بمنتدى جريدة "ديكا نيوز"، استغرب اسعد ربراب عدم تمكن جمعيات الباترونا من تمرير بعض الاقتراحات والحلول التي يرونها ملائمة لتحريك عجلة الاقتصاد، مشيرا إلى أن العدد الكبير من جمعيات الباترونا (17 منظمة) يدل على ضيق المصالح التي تسعى إليها والتي لا تخرج عن النطاق الشخصي، مضيفا أننا البلد الوحيد الذي يحصي هذا العدد من جمعيات أرباب العمل، مطالبا إياها بتوحيد الصف والتحدث بصوت واحد. وخلال اللقاء تحدث رئيس مجمع سفيتال عن أبرز التحديات التي يواجهها الاقتصاد الوطني والتي حصرها في ثلاث نقاط أساسية وهي الشغل، ما بعد البترول والأمن الغذائي، معتبرا أن هذه التحديات يمكن تجاوزها ورفعها إذا ما توفرت الإرادة اللازمة، مطالبا باحترام آجال رفع هذه التحديات لضمان الاستقرار في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وبلغة الأرقام، أشار السيد ربراب إلى ارتفاع عدد طلبات الشغل إلى أزيد من 10 ملايين طلب في آفاق 2020 أي بعد فترة لا تتعدى السبع سنوات في الوقت الذي يبلغ فيه معدل البطالة العام حاليا ال10 بالمائة و35 بالمائة منها مسجلة وسط الشباب.. وعليه فإن تحدي الشغل يعد الأهم على الإطلاق خاصة وأننا مطالبون بتوفير مليون و200 ألف منصب شغل سنويا، ومعالجته ليس بالأمر الصعب في بلد لا يعرف المستحيل، مؤكدا أننا نملك كل الإمكانيات لرفع هذا التحدي. وضع ما بعد البترول يعد من التحديات الأخرى التي يجب التفكير فيها فلا يكفي تصدير براميل البترول وتمديد قنوات الغاز إلى آلاف الكيلومترات بل يجب العمل على استغلال هذه الثروة محليا من خلال تشجيع الصناعة التحويلية التي ستعمل على توفير مئات الآلاف من مناصب الشغل وتحقيق صناعة صلبة وفي هذا الصدد يؤكد السيد ربراب أن مشكل التكنولوجيا لم يعد يشكل عائقا باعتبارها اليوم تباع وتشترى مثل أية سلعة. وألح المتحدث على ضرورة العمل وفق وحدات إنتاج ضخمة وعدم التخطيط فقط لتغطية الطلب المحلي بل يجب التطلع إلى الأسواق الأجنبية بمنتجات ذات نوعية جيدة وأسعار تنافسية، مشيرا إلى أننا يمكن أن نهزم الصين وتركيا إذا أخذنا بعين الاعتبار موقعنا وتقربنا من الأسواق الأوربية، بالإضافة إلى تكلفة اليد العاملة الجزائرية التي تبقى ضعيفة مقارنة بنظيرتها التركية والصينية، مشيرا إلى أن الذكاء الاقتصادي يتطلب منا الذهاب إلى صلب المشاكل من خلال التركيز على نقاط ضعف منافسينا ومقارنتها بنقاط قوتنا. أما بخصوص التحدي الثالث المتعلق بالأمن الغذائي، فأشار المتحدث إلى ضرورة الاستغناء عن كل ما يمكن إنتاجه وزرعه ببلادنا لان العالم يتجه نحو التقشف في تصدير أهم المنتجات الزراعية كالقمح والأرز والذرة. وتوقع ربراب ارتفاع عدد الجزائريين إلى 50 مليونا في آفاق سنة 2025 بمعل زيادات تقارب المليون كل سنة تتطلب مضاعفة مصادر الطاقة والغذاء ولا يتأتى ذلك إلا من خلال استغلال المساحات الزراعية الصالحة والتي تنتظر فقط من يستثمرها.