أوضح أمس رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق دور العمل الدبلوماسي الكبير والفعال في مسار ثورة التحرير وتدويل القضية الجزائرية، مؤكدا ان إسماع صوت الجزائريين والاعتراف بالحكومة المؤقتة كان بالدبلوماسية المعتمدة على سياسة التمييز حول مبادئ الثورة المجيدة. اعتبر رئيس الحكومة الأسبق تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة «بالحدث العظيم» في تاريخ الجزائر ذا الأبعاد والمعاني التي لا تنسى، مضيفا خلال منتدى «الذاكرة» المنظم من طرف جمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد بمناسبة الذكرى ال 55 لتأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، ان استرجاع الاستقلال التام ووحدة التراب كانا بوحدة المواقف وتنظيم صفوف جبهة التحرير الوطني وقياداتها،وبالتضحيات الجسام التي قام بها الشهداء لانتزاع الحرية. وأفاد ضيف منتدى «الذاكرة» الذي تميز بحضور كل من وزير الاتصال عبد القادر مساهل ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، أن العمل السياسي الدبلوماسي إبان الثورة التحريرية لعب دورا هاما في استقلال البلاد سيما وان التحركات الحثيثة لأعضاء جبهة التحرير الوطني عن طريق بعثات لمختلف أنحاء العالم ساهمت بشكل مباشر في تحقيق الهدف الرئيسي الذي اندلعت من اجله الثورة من جهة، ومواجهة حملات الدعاية والتشكيك المهيمنة على المجهود الدبلوماسي الفرنسي للتشويه بالثورة المجيدة من جانب آخر. وقال رضا مالك انه كان من الصعب تأسيس حكومة في بلاد مستعمرة تحت رحمة 800 ألف جندي فرنسي الى جانب الميليشيات الأوروبية المسلحة ضد الجزائر، يضيف «لكن العزيمة والإيمان لعبا الدور التاريخي لأن الثورة الجزائرية المعجزة التي صنعها الرجال». وأشار رضا مالك أن الحكومة الجزائرية المؤقتة حملت على عاتقها ملف الدبلوماسية للتعريف بالقضية الجزائرية وكسب تضامن ومساندة الرأي العام الدولي لها من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية، لا سيما العربية منها والقيام بزيارات إلى دول شقيقة ومتعاطفة مع الثورة الجزائرية. ويرى ذات المتحدث تشكيل الحكومة المؤقتة انتصارا للدبلوماسية الجزائرية بعد مرور أربع سنوات من اندلاع الثورة التحريرية، في خضم صعوبة الكفاح المرير، مرجعا انتصار الثورة الى المبادئ والأخلاق اللتان كانتا آنذاك دعما رئيسيا للحكومة المؤقتة التي أوصلتنا إلى وحدة التراب والشعب. وذكر رضا مالك بانه تم الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة الفقيد فرحات عباس وذلك تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد نهاية شهر أوت 1958 بالقاهرة والذي كلف لجنة التنسيق والتنفيذ بتشكيلها استكمالا لمؤسسات الثورة، كما ضمت العديد من الشخصيات القيادية آنذاك على غرار فرحات عباس وكذلك كريم بلقاسم كنائب لرئيس الحكومة المؤقتة.