إثر تلقي جريدة «الشعب» خبر وفاة الفنان القدير لزهر حكار انتقلنا إلى منزله الكائن بشارع العربي بن مهيدي، وعند وصولنا الى المكان أحسسنا وكأننا في ورشة فنية تسمع فيها آراء وعبارات تروي ذكريات رجل أبدع بريشته وما صنعته أنامله التي أنتجت كمّا كبيرا من اللوحات التي رسمت له إسما ضمن قائمة الكبار. وأنت تلج منزل الفقيد يلاقيك وجه ملائكي يرسم ابتسامة عريضة راضية بقدر الرحمن تتخللها نظرات حزن ناجمة عن فقدان رفيق حياتها، هي زوجة المرحوم لزهر حكار السيدة صليحة زايدة طالب، هي تلك المرأة الذواقة للفن والعارفة بخباياه كونها خريجة مدرسة الفنون مع زوجها المرحوم. بدأت حديثها عن الفنان الراحل لزهر حكار بالدعاء له، والثبات عند السؤال، لتتأسف على فقدان الساحة الفنية الجزائرية والعربية لإبن بار تحدى كل الصعوبات والعراقيل لتبقى زنامله تبدع في عالم فنه، رغم نظرته السيئة لواقع الفن التشكيلي في الجزائر، حيث كان يتمنى الاهتمام بهذا الميدان الممتع من طرف الجهات الوصية، والاعتماد على التكوين الفعلي البناء للقدرات والمواهب في هذا الميدان، قائلة ''وجع وألم كبير رحل به لزهر حكار، حيث كان قلبه مليئا بهموم وقلق كبير بسبب الرؤية التي أصبح الفن التشكيلي يٌرى بها، فنانون يتخذون من فنهم مصدرا للربح وصنع الجاه، وجهات أخرى تستهين به وتضع الفنان في طي النسيان.'' كما قالت زوجة المرحوم ل «الشعب» أن المرحوم لزهر حكار كان شغله الشاغل ما يحدث في تونس من تحولات، خاصة وانه يكّن حبا كبيرا لهذا البلد الذي خدم فنه ومد له يد العون لمدة عشر سنوات وساعده في البروز والمشاركة في كبرى المهرجانات الثقافية، معتبرة ان عودته الى أرض الوطن بعد العشرية السوداء في 2003، جعل الفنان القدير يكتشف واقع الفن في الجزائري، الشيء الذي زاد من غيرته وجعله يكد ليلا ونهار علّه يصلح ما أفسدته تلك العشرية. وقد كشفت زوجة الفقيد ل «الشعب» عن حقيقة اعتبرتها صدفه لا تنسى، ويتعلق الأمر بتلك المحبرة التي وجدها المرحوم لزهر حكار عند دخوله الى أرض الوطن، وهو يرمم المنزل الذي اشتراه قرب البريد المركزي بالعاصمة، هذه المحبرة التي حركت ريشة الفنان المرحوم ليبدأ في رسم اللوحات، ويعرضها بمتحف الفنون الجميلة بالحامة. أما عن المعرض الاخير الذي كان هذا العام بمتحف «ماما» فقد قالت زوجة الفقيد انه جاء بعد انتظار طال، حيث كان لزهر حكار ينتظر بفارغ الصبر الفرصة التي يعرض فيها ولو جزء قليل من تللك اللوحات التي أبدعت فيها انامله، ومنعت منها عيناه من النوم، حيث اعتبرت صليحة زايدة طالب أن سهر لزهر حكار وبقاءه كثيرا مع أعماله الفنية وإبداعاته اثر سلبا على صحته، حيث تدهورت وهو يحضر لهذا المعرض الذي جاء بعد ست سنوات. ازمة قلبية الزمت لزهر حكار الفراش وأدخلته مستشفى مصطفى باشا، لتبدأ معاناته مع التنفس التي زادها حدة مرض السكر، الى أن وافته المنية ليلة الخميس على الساعة ال11 ليلا، بعد يوم جمعه مع أفراد عائلة لم يرهم لسنوات، وكان فيه نشاطه بصفة عادية. وفي الاخير تمنت زوجة الفقيد ان تٌعامل الأعمال الفنية للزهر حكار بمقدار غيرته على الثقافة والفن الجزائري، والتأكيد على أن الفنان يموت إلا أن أعماله تبقى مفخرة للأجيال .