لا تزال أجواء الاحتقان تخيم على مركب أرسيلور ميطال على خلفية إزاحة المكتب النقابي القديم برئاسة داود كشيشي، وتنصيب مكتب جديد حظي بالاعتراف الرسمي من الأطراف المساهمة في المركب، الأمر الذي استهجنته الطبقة العمالية التي ترى بأن هذا المكتب الجديد تم اعتماده في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غامضة. ويعول على الفرنسي فانسون لوغويك الذي نصب مديرا عاما لمركب ارسيلور ميطال، أن يكون دفعا إلى استقرار المركب بعد استرجاع الدولة الجزائرية له بضخ مليار دولار لإعادة تأهيله، وقد راسلته النقابة وشرحت له ما يحدث بالتفصيل في المؤسسة حيث حاولت وضعه في الصورة وإعلامه بكل صغيرة وكبيرة تحدث في المركب . من جهة آخرى أكد داود كشيشي أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالب العمال والاعتراف بالنقابة الشرعية فالعمال سيستأجرون غدا حافلات وسيسافرون إلى العاصمة من أجل الاعتصام أمام المركزية النقابية باللباس الخاص بعمال أرسيلور ميتال حيث سيعملون على إيصال صوتهم لعبد المجيد سيدي السعيد والى الوزير الأول والى وزير الصناعة، وأضاف العمال أنهم سيوصلون صوتهم حتى لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مؤكدين أنهم لن يسكتوا عن حقهم. وقد أبلغ كشيشي من خلال المراسلة الرسمية لوغويك بالخطوة التي قام بها بداية الأسبوع بعد عقد اجتماع طارئ مع المدير العام السابق كازادي ونائب الموارد البشرية كحل اللسان على خلفية التعديل الذي حدث في النقابة الأسبوع الماضي وتوصلوا إلى العديد من القرارات منها إلغاء القرارات الصادرة من المديرية العامة تبعا لما استلموه من الاتحاد الولائي وتشكيل لجنة خاصة مكونة من اللجنة المركزية النقابية، مفتشية العمل والمديرية العامة بحضور ممثل من الولاية مع حضور الطرفين للفصل في شرعية هذا القرار وعقد جمعية عامة للعمال للاعتراف بالشرعية الحقيقية للمكتب النقابي. ودعا لوغويك لحماية المركب من الذين اسماهم «المافيا» والتي تحاول زعزعة استقرار المؤسسة ونهب ثروات المركب والعمل على تجسيد مصالحها الشخصية وأكد له أن تاريخه (لوغويك) يشهد عليه بمحاربة الفساد سنة 2009. كما طلبت نقابة كشيشي في هذه المراسلة الرسمية الإدارة للاتحاد من أجل إعادة المركب إلى سابق عهده ولإنجاح مشروع الاستثمار والذي سيعود بالفائدة على المركب والعامل، مؤكدا له في نفس الوقت أن النقابة والعمال لن يتخاذلوا من أجل استعادة حقوقهم المهضومة واسترجاع شرعيتهم التي أرادوا نزعها من دون وجه حق، كما ذكروا لوغويك بصفته المدير العام للمركب أن النقابة الشرعية التي يرأسها داود كشيشي هي التي قامت بالتوقيع على العقد الاجتماعي الذي بفضله تمكنت الدولة من تجسيد ملف الاستثمار وهي المخولة الوحيدة لفرض الاستقرار التام داخل المؤسسة وإنجاح الاستثمار..