ناقش الخبراء الزراعيون للدول الأعضاء بالمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية (سيام)، أمس بالعاصمة، الترتيبات التنظيمية الخاصة بالاجتماع الوزاري المزمع عقده شهر فيفري المقبل، حول الأمن الغذائي وتنمية الأقاليم الريفية في المنطقة المتوسطية، لمواجهة التحديات الراهنة وتلبية احتياجات الشعوب من الغذاء. ودعا الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فضيل فروخي، لدى افتتاحه أشغال الاجتماع إلى تحسين نوعية الحلول والاستجابات السريعة لمعالجة مشكل الأمن الغذائي، ووضع خطط إستراتيجية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط. وأكد، أن تأمين وزيادة التموين بالمواد الغذائية وتحسين البنى التحتية للمناطق الريفية، وترقية البحث في المجال الزراعي والاعتماد على التكنولوجيا، تعتبر من اهم المحاور الاساسية للتعامل مع التحديات التي فرضتها أزمة الغذاء العالمية عامي 2007 - 2008، والتغيرات المناخية وندرة الموارد الطبيعية وارتفاع الأسعار. وقال في تصريح للصحفيين، ان لقاء الخبراء، يهدف للوصل لأفضل السبل من اجل ترقية الانتاج الغذائي، عبر التباحث والنقاش وتبادل التجارب والخبرات، والعمل على تجسيدها كي تعود بالفائدة على المجتمع، واعتبر ان المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا المتوسطية، ملتقى هام، للتكوين والبحث وتبني التكونولوجيات الحديثة في تطوير العمل الزراعي. وذكر ان اللقاء يهدف لوضع جدول اعمال، لاجتماع وزراء الفلاحة للدول الاعضاء في المركز، وتحسين العناصر المعلوماتية للاجتماع بالتباحث حول الامن الغذائي، وكشف المتحدث ان الجزائر عضوا فاعلا في ال(سيام) منذ سنة 1986، وتم تكوين 293 اطار جزائري على مستوى هذه الهيئة على المدى القصير و521 اطار على المدى الطويل. واستعرض فروخي، مجهودات الجزائر لتوفير الامن الغذائي من خلال برنامج التنمية الفلاحية والريفية، واقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مبلغ 200 مليار دينار سنويا لخمس سنوات، خلال الندوة الوطنية للفلاحة التي عقدها ببسكرة عام 2009، وأكد ان ذلك سمح بتحسين العمل وتحقيق نتائج جد مرضية، مشيرا إلى ارتفاع انتاج البطاطا إلى 48 مليون قنطار هذا العام، ما سمح بالقضاء على مشكل الندرة ووضع الوزارة أمام اشكالية تسويق المنتوج. وأوضح ان المبلغ المالي السنوي، يستغل عن طريق اجهزة الدعم الفلاحي، وتحسين وضعية القطاع في الاقاليم الريفية وخلق نشاطات اقتصادية، منتجة كتربية المواشي والنحل، وافاد ان تطوير القطاع يجري بالاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة وتكوين الفلاحين. وأعلن عن اجراءات مستقبلية لمعالجة المشاكل المتعلقة بالتخزين والتسويق، ورفع انتاج الحبوب الذي يعتبر عاملا أساسيا في تحقيق الأمن الغذائي، وهي ورشة مفتوحة تعمل الدولة على بلوغ أهدافها التي سطرتها. من جهته قال الأمين العام ل«سيام»، ان الغرض من اللقاء بحث آليات التكفل باشكاليات ندرة الماء والأراضي والتغيرات المناخية في المنطقة المتوسطية، بوضع كل الاجراءات اللازمة لذلك بالتنسيق المشترك بين الدول الاعضاء، وأكد ان بحث سبل تحقيق الأمن الغذائي يتماشى والاهتمامات الدولية في الوقت الراهن، ومن الضروري السعي المستمر لتحسين القطاع الزراعي في المنطقة. يذكر ان «سيام» منظمة حكومية دولية تتألف من 13 دولة عضو وهي، الجزائر، مصر، البانيا، اسبانيا، فرنسا، اليونان، ايطاليا، مالطا، المغرب، البرتغال، تونس وتركيا.