سجل أول أمس الجمهور الجزائري حضورا قياسيا بمدرجات ملعب "تشاكر" وحتى خارجه خلال المباراة الفاصلة التي جمعت المنتخب الوطني مع نظيره البوركينابي التي تدخل ضمن تصفيات مونديال البرازيل 2014 . وعرف الملعب الذي احتضن المواجهة الأخيرة للفريق الوطني توافد الأنصار بأعداد كبيرة من كل الولايات ، من أجل تشجيع زملاء القائد بوقرة الذي كان بطل المباراة بامتياز بما أنه صاحب هدف التأهل الثاني على التوالي والرابع في تاريخ الجزائر . فتحت الأبواب في ساعات مبكرة بداية من الساعة ال 8.30 من أجل السماح للجمهور الذي كان متواجد بقوة منذ الصباح الباكر أمام "تشاكر" بالدخول إلى المدرجات . وللإشارة هناك من قضى الليلة التي سبقت المباراة بجانب الملعب من أجل تشجيع زملاء فغولي في هذه الخرجة المهمة والمصيرية ، والأمر يتعلق بالأنصار القادمين من الولايات البعيدة عن موقع الحدث لكي لا يتأخروا عن الموعد . و هذا التواجد الكبير للجماهير خلق نوع من الضغط على أعوان الأمن الذين كانوا متواجدين بالبليدة من أجل تنظيم أجواء الدخول إلى المدرجات لكنهم تحكموا في الوضع بعد مع مرور الساعات وسمحوا لكل الحاملين لتذكر بمشاهدة المواجهة . أين كانت الرقابة شديدة من أجل منع تسرب الألعاب النارية إلى الملعب بهدف تفادي العقوبات التي قد تنجم عنها من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم ، نجحت الأمور من هذا الجانب بما أننا لم نشاهد مثل هذه التصرفات طيلة المباراة . إلا أن الجمهور الجزائري كانت له طريقة خاصة في مناصرة الأفناك في هذه المباراة من أجل دعمهم على التأهل إلى أكبر محفل كروي في العالم للمرة الرابعة في التاريخ من خلال الهتافات التي عودونا عليها في كل مرة . إضافة إلى الرايات الوطنية بمختلف الأحجام منها الكبيرة والصغيرة و الألوان ثلاثة الأحمر، الأبيض و الأخضر التي غطت المدرجات عن آخرها صانعين بذلك صور رائعة ميزت المباراة حتى النهاية . وبالتالي فإنه رغم قسوة المناخ الذي امتاز بالبرد الشديد والأمطار الغزيرة إلا أن الأنصار لبوا النداء و كانوا حاضرين بأعداد قياسية من أجل مساندة أشبال المدرب هاليلوزيتش لتحقيق التأهل إلى المونديال سويا بما أن المهمة تتعلق بالجزائر ككل . و هذا ما أكد أن الجمهور الجزائري هو اللاعب الثاني عشر من خلال دمه اللامتناهي لمنتخب بلاده في كل المواعيد التي يشارك فيها ، لأنه يعشق كرة القدم حتى النخاع بدليل أن معظمهم يحللون و يتحدثون عن التشكيلة والأمور التكتيكية . حمى الخضر تطال الجنس اللطيف يأتي ذلك إلى درجة أن حمى الساحرة المستديرة طالت حتى الجنس اللطيف من خلال متابعته لكل مباريات الفريق الوطني، و محاولة معرفة كل صغيرة وكبيرة عن أخبار اللاعبين وبعد نهاية اللقاء و تحقيق التأهل خرجن بأعداد كبيرة إلى الشوارع معبرين عن فرحتهن من خلال الزغاريد و الهتافات في كل أرجاء البلاد . وهذا ما أعاد لنا المشاهد الرائعة التي رافقت التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا خلال سنة 2010 ، الفترة التي عرفت استفاقة كبيرة في وسط الجزائريين من خلال متابعتهم لكل الأمور المتعلقة بالفريق الوطني عند الجنسين في مختلف الأعمار . أين عاشت الجزائر ليلة بيضاء في مختلف الولايات من طرف الجماهير التي بقيت تحتفل بهذا التأهل إلى غاية ساعات مبكرة من اليوم الموالي و لم تمنعهم الأمطار التي شهدتها بعض المناطق من التعبير عن فرحتهم بهذا الفوز . وبعد أن تحقق الحلم الذي كان يريده جميع الجزائريين من خلال تأهل الخضر إلى مونديال 2014 ببلاد السامبا ستتحول الآن الأنظار إلى القرعة التي ستجري يوم 6 ديسمبر القادم بمدينة "باهيا" البرازيلية من أجل معرفة الفرق التي ستكون إلى جانب الجزائر في هذه الطبعة .