بعد المجهودات الجبارة والسهر ليل نهار من أجل إيجاد تشكيلة تسمح له بتحقيق أهدافه، تمكّن وحيد هاليلوزيتش من تحقيق أحد أهدافه مع الخضر، بتخطي عقبة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014. ابن مدينة "جابلانيكا"، وحيد هاليلوزيتش الذي بدأ مسيرته الكروية كلاعب عام 1968 بفريق مسقط رأسه، والذي قادته نزعته الهجومية إلى البطولة الفرنسية حيث لعب لأكبر فرقها وآخرها كان فريق العاصمة باريس سان جرمان، ليتحول ثلاث سنوات بعد ذلك إلى مدرب للفرق البوسنية والفرنسية مسجلا مروره عبر البطولات المغربية، السعودية والتركية، ليرتقي إلى مدرب للفيلة الايفوارية سنة 2008. التقني هاليلوزيتش اكتفى مع هذه النجوم بتأهيل رفقاء دروغبا إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، ليقال بعد ذلك إثر إقصائه في الدور الربع النهائي من كأس أمم إفريقيا لعام 2010 بأنغولا ضد الخضر. هاليلوزيتش اللاعب الذي ابتعد عن الميادين وحمل السلاح لتحرير بلاده ليعود بعد ذلك إلى أجواء الملاعب، قاده القدر إلى الجزائر في الثاني والعشرين جوان 2011 للإشراف على الخضر، الذين وقتها كانوا منهارين عند تعاقده مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ليرفع تحديا جديدا في مسيرته الكروية بتكوين منتخب قوي يقوده إلى كأس أمم إفريقيا وكأس العالم بالبرازيل . البوسني الذي كاد يعود في قراره بتدريب المنتخب الوطني الجزائري، بعد معاينته للمباريات الأخيرة التي أشرف عليها الناخب الوطني الأسبق عبد الحق بن شيخة، حين تأكد من ضعف التشكيلة الوطنية التي تراجع مستواها بعد مونديال بلاد العم مانديلا، لكن حبه للتحديات وتجاوز العقبات جعله يواصل العمل على رأس الفريق الوطني وعمل بصمت، فراح يجرّب أفضل اللاعبين المحليين وبرمج العديد من التربصات التي أدت إلى طرح العديد من التساؤلات، خاصة لما وصل به الحال إلى إعداد تربصات بلاعبيْن . الكوتش وحيد الذي صادفته عدة مفاجآت غير سارة منذ وصول على رأس العارضة الفنية للخضر، بداية بوجود فريق منهار تلتها الإعتزالات الدولية المتتالية لركائز الفريق، جعلته يضع الثقة في اللاعب المحلي على غرار سليماني الذي صنع منه هدافا للمنتخب الوطني بتسع إحرازات، وحول أسلوب لعب الخضر من الدفاع الذي ميزنا في عهد سعدان إلى فريق ببصمة هجومية يسجل ويعود في النتيجة حتى في تنقلات المنتخب الوطني الجزائري إلى أدغال إفريقيا. وحيد هاليلوزيتش الذي زرع ثقافة الفوز في كتيبته، والذي عانى الأمرين من أجل تكوينها بعدما قام بتجريب 75 لاعبا في ظرف 29 شهرا، قاد زملاء القائد مدحي لحسن إلى كأس أمم إفريقيا الماضية بجنوب إفريقيا، والتي كانت اختبارا فاشلا من حيث النتائج لكنها كانت محطة هامة بالنسبة للاعبين، الذين كسبوا الكثير من الخبرة في أكبر منافسة في القارة السمراء، وهو ما جعلهم يواصلون التصفيات المؤهلة لكأس العالم بإرادة فولاذية في تدارك إخفاق جنوب إفريقيا وإسعاد ال 40 مليون جزائري بإهداء التأهل إلى مونديال البرازيل، وكان لنا ذلك بصعوبة بالغة أمام وصيف بطل كأس أمم إفريقيا الماضية منتخب بوركينافاسو، الذي أسال لنا العرق البارد في مباراة العودة من الدور الحاسم، بعدما تجمع في المرحلة الأولى بشكل رائع في الخلف، لكن "الماجيك" مجيد بوقرة مقيل هاليلوزيتش من منصبه كمدرب مع "فيلة" كوت ديفوار في "الكان" الأنغولية، حمل الفرانكو بوسني إلى بلاد السامبا ستجعله يحقق أحد أحلامه ببلوغ منافسة كأس العالم كمدرب بعدما تعذّر عليه الأمر مع المنتخب اليوغوسلافي سابقا كلاعب. فهل سيتمكّن رجل التحديات هاليلوزيتش أول مدرب أجنبي يقود الأفناك إلى مونديال البرازيل من تحقيق إنجاز جديد مع محاربي الصحراء، بقيادته لأول مرة في تاريخ مشاركات الخضر في كأس العالم إلى الدور الثاني من أكبر منافسة كروية في المعمورة، وتدوين اسم الجزائر بأحرف من ذهب في أكبر محفل كروي