لقيت مبادرة رئيس الحكومة عبد المالك سلال للتكفل بيتيمة معوّقة ضحية الإرهاب كان عمرها آنذاك 3 سنوات، حيث تعرّض جميع أفراد عائلتها للذبح أمام عينيها، بالإضافة إلى التفاتة تضامنية مع عائلة طفل راح ضحية حادث مرور بحتفالات تأهل الخضر الى مونديال البرازيل، استحسان سكان الشلف الذين نوّهوا بالموقف التضامني لرئيس الحكومة. مأساة الضحيتين في أبعادها الوطنية لقيت تضامنا من طرف عبد المالك سلال، الذي التزم أمام المجتمع المدني خلال زيارته لولاية الشلف نهاية الأسبوع المنصرم بالتكفل بكل من حميدي لامياء من بلدية الأبيض مجاجة وبن قريبة يوسف من بلدية واد الفضة. وحسب مصادر عليمة بظروف الفتاة حميدي لامياء البالغة الآن 23سنة وتعاني من اضطرابات على مستوى الرأس بعد اعتداء إرهابي كسّر جمجمتها بواسطة أخمس بندقية نصف مصورة وهي لا تتجاوز 3 سنوات، ثم ذبح الدمويون والدها وأخويها وشاء القدر أن نجت والدتها من الموت المؤكد أمام عينيها. وفور هذه العملية الشنيعة التي وقعت سنة 1998 تدخّلت مصالح الحماية المدنية وتمّ نقل الطفلة آنذاك إلى مستشفى وهران، فيما خضعت الأم إلى عملية جراحية دقيقة وبفضل العناية الإلهية والرعاية الكبيرة للاطباء تماثلت للشفاء، فيما ظلّت الطفلة لامياء طيلة هذه السنوات تعاني من مضاعفات صحية خطيرة واضطرابات على مستوى الرأس بسبب الضربات التي تلقتها. وقد تفاقمت وضعيتها الصحية وازدادت ألامها، فنصحها الأطباء في إجراء عملية جراحية خارج الوطن، لكن انعدام الامكانيات جعلها حبيسة البكاء والآلام الحادة بالرغم من الشكاوي العديدة الموجهة لكل المصالح والجهات المعنية التي تكرمت عليها بجواز سفر كون حالتها مستعصية العلاج بالجزائر حسب الأطباء. أما الحالة الثانية التي لقيت التفاتة الوزير الأول، فتتمثل في الطفل بن قرينة يوسف البالغ من العمر 12 سنة والقاطن بحي رقم 3 بواد الفضة، تعرّض لحادث مرور أودى بحياته وهو يحتفل بتأهل الفريق الوطني لكأس العالم. توفي الضحية وهو يلفّ العلم الوطني على كامل جسمه في ذات المكان تاركا وراءه عائلة امتزجت دموعها بفرحة وطنية لم يكتب ليوسف القدر استكمالها بمشاهدة الخضر يخوضون مباراة ريو دي جانيرو بالبرازيل. وصلت تفاصيل هاتين الحالتين مسامع رئيس الحكومة الذي تأثر كثيرا بقصتهما، ما دفعه للتكفل بالفتاة لامياء بمنحها ثلاثة آلاف أورو، وأمر بتسهيل الاجراءات لتنقلها إلى الخارج، وهي المهمة التي أسندها سلال لوالي الشلف. ومن جانب آخر، خصص ذات المسؤول ما قيمته 70 مليون سنتيما لعائلة بن قريبة يوسف من واد الفضة، كإعانة تضامنية مع الأسرة التي فقدت فلذة كبدها. وهي المبادرة التي لقيت التنويه والإستحسان من طرف سكان الولاية، الذين أثنوا على موقف ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في معاينته لولاية الشلف، معتبرين وقفته بالفعل التضامني.