اختلفت التعاليق والحسابات مباشرة بعد عملية القرعة فيما يخص حظوظ المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم المقررة في الصائفة القادمة في البرازيل .. الأمر الذي يجعل هذا الموضوع مفتوحا الى غاية بداية المنافسة ومعرفة واقع الميدان الذي سيحدد مصير الفرق المشاركة. والأمر الذي طفى على السطح هو التصريحات المتناقضة بين المعنيين الأولين بحظوظ "الخضر" .. أي رئيس الاتحادية محمد روراوة والناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش، فالأول أعلنها صراحة ان عملية القرعة كانت جيدة كون الفريق الجزائري تفادى اكبر المنتخبات العالمية على غرار البرازيل والارجنتين وألمانيا واسبانيا .. و اضاف ان الهدف هو العمل للمرور الى الدور الثاني .. هذا التصريح الذي وجده أغلب الجزائريين اقرب الى المنطق بشكل كبير، بالنظر لمستوى الفريق الوطني ومشاركته الرابعة والثانية على التوالي في المونديال. كما ان المجموعة التي تضم بلجيكاوكوريا الجنوبية وروسيا، مواتية للغاية مع طريقة لعب الفريق الوطني الذي يعتمد هو الآخر على الصرامة التكتيكية قبل كل شيء . الأمور ليست بسيطة إلى هذه الدرجة لكن هذه النظرة لم يتقاسمها الناخب الوطني هاليلوزيتش الذي اوضح في آخر تصريح له لإحدى القنوات الفرنسية انه لم يضع الوصول الى الدور الثاني كهدف للفريق الجزائري في كأس العالم .. وأن الأمور بعيدة لأن تكون بسيطة مع منتخبات تعتبر من بين الأحسن في العالم في الوقت الحالي .. وبالتالي، فإن هاليلوزيتش سار في نفس الرواق الذي بدأ به تصريحاته عقب عملية القرعة، أي الحذر وعدم السقوط في فخ عدم احترام المنافسين، لا سيما في كأس العالم، وركز على ابعاد الضغط على اللاعبين لكي يكونوا في أحسن حال. هاليلوزيتش.. تجربة كأس افريقيا والشيء الأساسي الذي دفع الناخب الوطني الى اظهار هذا الحذر نجده في التجربة التي اكتسبها من خلال اشرافه على الخضر في كأس افريقيا الماضية، اين كانت تصريحاته كلها تصب في المنحى التفاؤلي الذي يجعل من الفريق الجزائري من بين المرشحين للذهاب بعيدا .. لكن الواقع نعرفه كلنا اين خرج الفريق الجزائري من الدور الأول وسلّطت كل الاضواء على الكوتش وحيد الذي كاد ان يغادر السفينة، لولا حرص روراوة على مواصلة المشوار والعمل الذي انطلق منذ اكثر من سنتين. لهذا، فإن الناخب الوطني أراد وضع الأمور في قالب مناسب والحديث اكثر على ضرورة العمل والابتعاد عن الكلام بكثرة دراسة المنافسين .. وترك الأمور التقنية للاختصاصيين الذين لهم مهمة كبيرة لتحضير الفريق الوطني لموعد البرازيل. لكن من جهة أخرى، فإن كل الفرق التي ستشارك في المونديال سوف تسافر الى البرازيل بهدف معين، دون ترك الأمور بهذه الوضعية الغامضة التي لا تعبر عن الشغف الكبير للجمهور الجزائري الذي يريد ان يحقق الفريق الوطني نتائج كبيرة في مونديال بلد بيليه. وبدون شك، فإن وجود هاليلوزيتش بالجزائر بداية من يوم الغد واجتماعه بالطاقم الفني والإداري، التقائه بروراوة في الأيام القادمة سيضع كل الأمور في الطريق الايجابي من الناحية التحضيرية، وربما الاتفاق على هدف معين، وحتى ان لم يقدم لوسائل الاعلام يسكون نقطة اتفاق بين الرجلين اللذان سيدرسان كذلك مختلف الطلبات المقدمة من طرف المنتخبات التي ستواجه الفريق الجزائري في تحضيراته للمونديال. الجزائرالبرتغال .. في اسبانيا؟ وفي هذا الإطار، علمنا من مصادر قريبة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ان المنتخب البرتغالي يقترب من تجسيد طلبه بمقابلة "الخضر" في مارس القادم .. لكن نقطة الاختلاف قد تكون موقع اجراء اللقاء، حيث ان الاتحادية البرتغالية تريد اجراء المباراة في أوروبا، وحتى خارج البرتغال .. في حين ان الفاف كانت قد اكدت انها تريد اعطاء الفرصة للجمهور الجزائري رؤية نجومه عن قرب في المواجهة امام رونالدو وزملاءه .. لكن سيتم البت في الأمر في الأيام القادمة، وكلا الطرفين مهتم بالمباراة. وحسب آخر الأصداء، فإن احد اعضاء الفاف موجود حاليا بالبرتغال للتفاوض حول هذه المباراة التي قد تجري في اسبانيا، وقد يكون المكان احدى المدن الجنوبية في هذا البلد وليس مدريد. مباراة اليابان في الطريق الصحيح.. بتشاكر من جهة أخرى، فإن الفريق الياباني ابدى رغبته في مواجهة الخضر كذلك قبل المونديال، وهنا يكون الاتفاق قريب جدا، من خلال وجود تاريخ مناسب في نهاية شهر ماي، أي قبل ايام قليلة من الذهاب الى البرازيل، وستكون المباراة في ملعب تشاكر، والتي ستكون جد مهمة باعتبار ان الفريق الجزائري سيلتقي في كأس العالم بمنتخب كوريا الجنوبية الذي له نفس طريقة لعب اليابان. ويمكن القول، ان الفريق الوطني يحتاج لمثل هذه المواجهات للتحضير كون هذه المرة و على خلاف المشاركات السابقة لن يلعب "الخضر" كأس افريقيا في جانفي القادم الذي كان في الماضي محطة تحضيرية للمنتخبات الافريقية .. لكن هذه المرة، سينقص الضغط على اللاعبين في التزاماتهم مع انديتهم في شهر جانفي .. ومن جهة اخرى لا يوفر فرصا كثيرا للناخب الوطني لرؤية لاعبيه، لتكون المقابلات الودية جد مهمة وهي التي تؤكد مدى تحضير المنتخب من عدمه.