بدأ التحضير للمونديال البرازيلي مباشرة بعد التأهل التاريخي للمرة الرابعة لتنشيط أكبر حدث كروي في العالم .. حيث ان الانجاز يعتبر كبيرا بالنسبة للجزائر التي أصبحت في الموعد باستمرار بفضل التخطيط المحكم والرؤية السليمة للأمور على مستوى الفاف .. هذه الاخيرة و رغم الاخفاق في كأس افريقيا جددت الثقة في الطاقم الفني الذي واصل مهمته باحترافية. والسعادة التي منحها لملايين الجزائريين لدليل على تعلق هذا الجمهور بمنتخبه، وينتظر المزيد في كل مرة، كون الجزائر هي بلد كرة القدم، اين تم الوصول الى عدة انجازات من قبل، والخبرة التي اكتسبها الفريق الوطني الحالي قد تؤهله لفعل أشياء اضافية اكبر من المشاركة فقط . فالرؤية الجديدة ترتكز على امكانية تجاوز الدور الأول في المونديال البرازيلي، وهذا في انتظار عملية القرعة المقررة يو م ال6 ديسمبر .. كون الحضور للمرة الثانية على التوالي يعني اشياء كثيرة تصب في منحى انه ينتظر الكثير من هذا الفريق . روراوة يطمئن الجميع ولعلّ الأشياء الاساسية بدأت تظهر الى السطح من خلال ما نلمسه هذه الايام عقب التأهل، وهو ان الانظار كانت موجهة نحو المدرب هاليلوزيتش الذي ابقى كل الجزائريين في حيرة عندما لم يحسم في امر بقائه، وصرّح انه باق لكن ؟.. مما أدخل الشك في قلوب الجمهور الذي تعود على طريقته والعمل الكبير الذي قام به منذ وصوله الجزائر ... هذا المر فصل فيه رئيس الاتحادية محمد روراوة الذي اكد أول امس ان هاليلوزيتش باق مع الفريق الجزائري، قائلا: "مباشرة بعد التأهل اجتمعنا معه وأكد لي بقاءه ضمن الطاقم الفني وسوف يشرف على "الخضر " في المونديال، خاصة وانه مازال مرتبطا بعقد مع الاتحادية الجزائرية الى غاية جوان القادم اي بعد المونديال ".. هذا التصريح جاء لوضع حد لكل التباس، بعدما ركز البعض على ذهاب هاليلوزيتش بشكل كبير، في الوقت الذي يكون المنطق مخنلف عن ذلك تماما، لأن الشخص عبر عن شعوره عدة مرات بأنه أراد الذهاب الى المونديال بهذه التشكيلة التي زرع بذورها الاولى منذ مجيئه في صائفة عام 2011، والبداية التي ارادها من نقطة الصفر، اي منذ تربص ماركوسي الذي وضع فيه الخطوط العريضة لبرنامجه التقني والتكتيكي. بوقرة: هاليلوزيتش تعلق بالتشكيلة واللاعبين ومن جهته أوضح مسجل هدف التأهل مجيد بوقرة، انه لا يرى هذا المونديال دون "الكوتش وحيد" .. قائلا: "لم يخطر ببالي ان هاليلوزيتش سيغادر المنتخب الجزائري بعد كل ما حققناه، ويريد المشاركة في المونديال بشغف كبير بعد ان حرم منه في 2010 .. خاصة وانه قال لنا انه تعلق كثيرا بالتشكيلة الجزائرية .. و يحب اللاعبين". والأمر الآخر الذي بدت فيه الاحترافية بالنسبة للمسؤولين هو التحضير من الناحيتين الفنية واللوجستيكية .. اين تم التفكير في المباراة التحضيرية المقررة في مارس القادم، والتي سيتحدد منافس الخضر بعد عملية القرعة .. وقد يكون البرتغال ام ايران .. والشيء المؤكد ان المباراة ستجري بالجزائر اين يتمكن الجمهور الجزائري من رؤية ابطاله مرة اخرى قلب المونديال .. ذلك ان التربص الاخير المقرر من 20 ماي الى بداية كأس العالم سيجرى بالخارج للعب بعض المقابلات الودية والتأقلم مع المناخ. كما ان الامور التحضيرية تشمل اختيار المواقع بالنسبة للمنتخب الجزائري بالبرازيل .. اين سيتم دراسة كل التفاصيل عن الاقامة والتنقل وميادين التدريبات .. خاصة في حالة لعب الفريق الجزائري لمقابلاته في مدن مختلفة كما حدث ذلك في جنوب افريقيا .. فالخبرة التي اكتسبتها الفاف جعلتها تستبق الامور لأن هذه الاشياء الدقيقة هي التي تصنع الفارق في اداء المنتخبات، وتختصر الطريق. القائمة الموسعة .. اختصار طريق التحضير للمونديال وعلى ذكر الطريق المختصر، لابد من التوضيح ان الناخب الوطني لن تكون له صعوبة في معاينة ومتبعة لاعبين اخرين بشكل كبير، لأن الطريقة التي سير بها المنتخب جعلته يمتلك قائمة موسعة من اللاعبين كانوا كلهم معنيين بالمنتخب الوطني، مما يسمح له العمل من الناحية التكتيكية لأن الانسجام عمله طيلة الأشهر الماضية، وسيكون له الاختيار فقط .. وهو ما لم يحدث في المونديال الماضي اين اضطر سعدان الى تدعيم التشكيلة بالعديد من اللاعبين الذين البعض فيهم لم يتأقلم بشكل جيد في الفترة القصيرة التي كانت تفصلنا عن المونديال .. وهذا الامر يقربنا من الفلسفة التي تسير عليها اكبر المنتخبات العالمية.