تتميز بلدية بني معوش بمرتفعاتها الجبلية التي تفوق ال 1100 متر عن سطح البحر، والتي تتربع على مساحة تقدر ب 95 كلم مربع، وتبعد عن عاصمة ولاية بجاية بأكثر من 50 كلم، وتضم 14 منها قرية أقمون، ترونة، آيث واعمر، لعزيب، عجيسة، الجابية، وغيرها، فمناظرها الطبيعية الخلابة وجبالها الشامخة، زادتها تميزا وجعلتها تبدو وكأنها تحفة منحوتة بإحكام، فسبحان من صوّر وأبدع. أغلب سكان هذه البلدية الريفية يعتمدون على النشاط الزراعي كمصدر رزق لهم، خاصة زراعة أشجار التين والزيتون، فبالرغم من أنها معروفة بجودة تينها وزيتها، حتى أنه يقام مهرجان سنوي للتين وزيت الزيتون، في عاصمة البلدية ويقصده الزوار من مختلف مناطق الوطن، إلاّ أن الأمر لم يعد بتلك الصورة التي كانت عليه في الماضي، ويرجع السبب حسب أهل المنطقة إلى هجرة السكان لأراضيهم وعزوفهم عن خدمتها، هذا إلى جانب أنّ معظم أراضي بني معوش هي عبارة عن تضاريس جبلية وعرة، ويصعب خدمتها نظرا لانعدام الطرق الريفية فيها والتي تسمح للفلاحين بالوصول إلى حقولهم، ولا مجال للنهوض بالتنمية الفعلية فيها إلا بإعادة الاعتبار إلى القطاع الفلاحي، وضرورة توفير المناخ المناسب كشق الطرق وتوفير المياه والكهرباء، وكذا وسائل الزراعة المناسبة والحديثة، من أجل تثبيت السكان في أراضيهم، وفتح الأبواب لعودة أولئك النازحين الذين هجروها بحثا عن ظروف حياة أفضل. فمعظم قرى البلدية اضطر سكانها لمغادرتها نحو المدن بسبب غياب أدنى شروط الاستقرار والبني التحتية الأساسية، كالنقص الكبير في التغطية الصحية، حيث تفتقر العيادة المتعددة الخدمات الوحيدة إلى الأطباء والممرضين وحتى التجهيزات الطبية المتطورة غائبة. أما المراكز الصحية المنتشرة في مختلف قرى البلدية فحدث ولا حرج، فالنقص هو عنوان كل شيء فيها، فمن أجل استشارة طبية بسيطة يضطر المرضى منهم إلى التنقل لمسفات طويلة، عبر طرق مهترئة حتى مدينة أقبو، فلا التغطية الصحية موجودة ولا الطرق صالحة، ولا المواصلات مريحة هذا إن وجدت. إلى جانب تدهور الوضع البيئي الذي بدأ يؤثر على بني معوش، نظرا لغياب شبكات توزيع المياه ومحطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، الأمر الذي أصبح يهدد بتلوث مصادر المياه وصحة السكان، وسلامة النبات والحيوان، وما زاد من تأزم الحالة هو انتشار القمامة والأوساخ في معظم قرى بني معوش، بعد إغلاق مكب النفايات المتواجد بمنطقة «بويكني». وكذا غياب أهم مصادر الحياة العصرية بعد الكهرباء، فغياب مصادر الغاز الطبيعي في أغلب القرى والمناطق النائية للبلدية، يعتبر الهاجس الوحيد، خاصة لدى سكان القرى النائية بما أنها تتواجد في مناطق بعيدة، ويصعب الوصول إليها في فصل الشتاء بسبب الثلوج الكثيفة التي تعيق وصول الإمدادات، كما أن المواطنين يشتكون من قلة مياه الشرب، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، «الناس هنا يعيشون أزمة عطش حقيقية على طول العام»، على حد تعبير مواطن من قرية الجابية، فرغم النقائص التي تتخبط فيها بلدية بني معوش، إلا أن السكان مازال يحذوهم الأمل بغد أفضل، إذ ينتظرون من المسؤولين أن يوفوا بوعودهم وينظروا إلى انشغالاتهم، خاصة الشباب منهم لمساعدتهم في خلق فرص للعمل والاستثمار، وذلك في إطار برامج دعم الشباب وبرامج التنمية الريفية.