مثّل الدكتور سيد علي حاج عيسى أستاذ محاضر بكلية العلوم الاقتصادية و التجارية وعلوم التسيير بجامعة البليدة 1 سعد دحلب سابقا ، و عضو بمخبر التنمية الاقتصادية والبشرية، الجامعة الجزائرية في الملتقى الدولي الرابع حول موضوع الرياضة في مواجهة الجريمة . و الذي نظم من طرف إدارة التوعية الأمنية في الإدارة العامة لخدمة المجتمع بدبي تحت شعار " رياضة بلا جريمة " . و يكشف الدكتور حاج عيسى في تصريح خص به جريدة "الشعب" أنه كان اصغر المشاركين في هذا الملتقى ،من خلال تواجد 28 دولة منها 17 دولة عربية . و أكد الدكتور حاج عيسى أنه ركز فيها على آثار ظاهرة العنف في ملاعب كرة القدم الجزائرية .و قال المتحدث ، أن مشاركته جاءت هادفة للتعريف عن أسباب العنف في الملاعب الجزائرية وسبل المواجهة الواجب اتخاذها إضافة إلى إعطاء قراءة اقتصادية لآثار هذه الظاهرة . و اعتمد فيها على عينة مكونة من 400 فرد ، و توصل الباحث إلى أن أهم الأسباب تلخصت حول سوء في التحكيم للمقابلات و المباريات و إنتشار مظاهر العنف في مجتمعنا ،خاصة في مسألة اكتساب ثقافة عدوانية لبعض الجماهير ،و شحن غالبية وسائل الإعلام على اختلاف أشكالها سواء كانت ورقية أو مسموعة أو مرئية الجماهير بشكل سيء و سلبي ، و الاستفزازات التي عادة تصدر عن بعض اللاعبين . وبينت الدراسة مختلف الآثار الاقتصادية السلبية المترتبة عن ظاهرة العنف بالملاعب وما تتحمله الدولة من تكاليف مالية نتيجة تخريب المنشآت الرياضية والمرافق العمومية والمحلات...الخ. الأمر الذي يحتم على السلطات تخصيص ميزانيات مالية فقط لإصلاح ما تم تخريبه بدل تجسيدها في مشاريع أو برامج تنموية أخرى . كما أعطت الدراسة إحصائيات حول ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية إضافة إلى الإجراءات الوقائية التي قد قامت قوات الشرطة الجزائرية بتحديثها من أجل تحقيق الأمن داخل وخارج الملاعب ومحاربة العنف. من خلال تكييف الملاعب والمنشآت الرياضية مع المعايير الأمنية المعمول بها؛ بالتنسيق بين مختلف الفاعلين (وسائل الإعلام، السلطات المحلية، قوات الأمن، المصالح المعنية بالرياضة وآخرون) . مع تحديد مهام ومسؤولية كل طرف؛ وضع كاميرات المراقبة؛ تعميم تشكيلات أعوان الأمن بالملاعب؛ تطبيق القوانين والتنظيمات التي تسير المجال الرياضي وذلك خلال طيلة فترة الموسم الرياضي؛ تنظيم أيام إعلامية وتوعية و تجنيد لجان الأنصار والحركات الجمعوية. إضافة إلى كل هذا هناك مختلف الإجراءات الردعية المسلطة من قبل المصالح الفاعلة في النشاط الرياضي الجزائري (قانون رقم 05-13 مؤرخ في 14 رمضان عام 1434 الموافق ل 23 يوليو سنة 2013 المتعلق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية وتطويرها) ضد المتسببين في إعاقة السير الحسن للتظاهرات الرياضية داخل المنشأة الرياضية وخارجها. توعية الجماهير أمر ضروري وفي ضوء ذلك أوصت الدراسة بضرورة تحسين برامج التكوين لدى الحكام بغرض رفع أدائهم أثناء المنافسات، تحديث الإجراءات الوقائية داخل المنشآت الرياضية خاصة أثناء المباريات الكبيرة. التوعية الدورية للجماهير من أجل خلق ثقافة الروح الرياضية لديهم، وضع الضوابط اللازمة من قبل الوزارة الوصية وكذا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وتشديد العقوبات على المتقاعسين، الابتعاد عن الخطاب الإعلامي الحاد والجارح الذي يؤدي إلى تأجيج الجماهير.